المهرجان سيصبح تقليدا سنويا للمساهمة في خلق دينامية ثقافية بجهة الغرب تكرين الممثل العربي الساسي أحد قيدومي الحركة المسرحية بالقنيطرة انطلقت مساء أول أمس الخميس بالساحة العمومية الكبرى أمام بلدية القنيطرة فعاليات الدورة الأولى لمهرجان القنيطرة للمسرح الاحترافي بعروض وفرجات الشارع تابعها جمهور عريض، بينما احتضن المركب الثقافي بنفس المدينة حفل الافتتاح الرسمي للدورة الأولى لهذا المهرجان الذي تنظمه المديرية الجهوية لوزارة للثقافة بجهة الغرب شراردة بني احسن، من 14 إلى 17 ماي الحالي بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس، وبتنسيق مع ولاية جهة الغرب شراردة بني احسن، بمناسبة اليوم الوطني للمسرح "دورة الفنان العربي الساسي". دعم التواصل بين الفرق الوطنية والجمهور الواسع العاشق لأب الفنون وبعد قراءة الفاتحة ترحما على روح الفنانة والممثلة المغربية فاطمة بنمزيان التي وافتها المنية صباح نفس اليوم، أكد محمد سنور المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة الغرب شراردة بني احسن في كلمته الافتتاحية، أن المديرية الجهوية للثقافة في إطار الاحتفال باليوم الوطني للمسرح عملت على تنظيم هذا المهرجان بتنسيق مع ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن وبتعاون مع مسرح محمد الخامس حتى تدعم الممارسة المسرحية والثقافية بالجهة، معبرا عن سعادته بأن يتم تكريم واحد من أعلام المسرح خلال هذا التأسيس للدورة الأولى لمهرجان المسرح الاحترافي بالجهة، وهو الفنان والممثل والمسرحي الكبير العربي الساسي، تقديرا لمساره وعطاءاته الفنية ولما أسداه من أجل الرقي بالمسرح المغربي على الصعيدين الجهوي والوطني. مؤكدا في نفس السياق أن المديرية الجهوية للثقافة بجهة تأمل في أن تجعل هذا المهرجان تقليدا سنويا للمساهمة في خلق دينامية ثقافية مرتبطة بالإبداعات المسرحية وتدعيم التواصل بين الفرق الوطنية والجمهور الواسع العاشق لأب الفنون، موضحا أن الإبداع فوق الخشبة ليس بالأمر الهين، والطريق شاق وطويل من أجل تلبية الطلب المتزايد للمنتوج الجاد والاستجابة لذوق المتفرج الذي أضحى أكثر إلحاحا وطلبا للأعمال الجادة، مما يتطلب من الممتهن للفن المسرحي والممثل خصوصا تضحيات ومجهودات كثيرة وعملا متواصلا، متمنيا في ختام كلمته النجاح لهذا التظاهرة، مع شكر خاص للسيدة والي جهة الغرب الشراردة بني احسن على الدعم الذي مافتئت توليه للثقافة والمثقفين. وللسلطات المحلية والمجالس المنتخبة والمجتمع المدني. المساهمة في الحركية المسرحية والثقافية التي تعرفها الجهة من جهته أوضح الفنان أنور الزهراوي مدير المهرجان ومدير المركب الثقافي بالقنيطرة، أن هذا المهرجان جاء تماشيا مع الإرادة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للنهوض بالشأن الثقافي والفني في جهات المملكة على العموم وجهة الغرب شراردة بني احسن على الخصوص، وللمساهمة أيضا في الحركية المسرحية والثقافية التي تعرفها الجهة، بجهود الفاعلين والمسؤولين، بعد افتتاح صرحين ثقافيين مهمين "المركب الثقافي بمدينة القنيطرة" ، و"المركب الثقافي بمشرع بلقصيري"، وأضاف الفنان الزهراوي أنه "إيمانا منا بثقافة الاعتراف والتقدير للأسماء الفنية التي ساهمت في إشعاع الجهة فنيا وثقافيا، يأتي الاحتفاء الرمزي والإنساني العميق بواحد من الأسماء الفنية الكبيرة ببلادنا، وهو الفنان العربي الساسي"، وفي نفس السياق أوضح مدير المهرجان أنه "راعينا في هذه الدورة التنوع الفني للفرجة المسرحية المغربية، لذلك فقد تمت برمجة عروض مسرحية، تتنوع حساسياتها وأساليبها الفنية، وهي تشمل بالإضافة إلى العروض المسرحية بالمركب الثقافي بمدينة القنيطرة، عروضا مسرحية لتجربة مسرح الشارع، وذلك لتقريب الفرجة المسرحية من عموم الجمهور، ولتنشيط الفضاءات العمومية، كما أن الجمهور الصغير سيكون له موعد مع مسرحية خاصة بالطفل، وهناك ندوة مهمة حول الدعم المسرحي بصيغته الجديدة سيشارك فيه أساتذة كبار وبعض المهتمين والمعنيين وذلك من أجل تسليط الضوء على الصيغة الجديدة للدعم المسرحي لوزارة الثقافة كما أن البرنامج يتضمن حفل توقيع كتاب "البسطاوي البسيط الوازن" استحضارا لروح فقيد الفن المغربي محمد بسطاوي . عيد لكل المسرحيين المغاربة أما المسرحي والإعلامي الحسين الشعبي، الذي تحدث في الحفل الافتتاحي باسم النقابة المغربية لمحترفي المسرح، فقد أعرب من جهته عن سعادته بمساهمة النقابة في أنشطة المهرجان من خلال المشاركة في ندوة الدعم المسرحي، وكذا من خلال حفل توقيع كتاب "بسطاوي البسيط الوازن" الذي أعدته النقابة بإشراف وتنسيق للإعلامي حسن نرايس، والتي تأتي بتزامن مع احتفالات المسرحيين المغاربة باليوم الوطني للمسرح الذي تشهده كل خشبات المسارح المغربية، وهو يوم يشكل مناسبة لتقييم الحصيلة واستشراف المستقبل، يقول الحسين الشعبي، مضيفا أن 14 ماي هو "عيدنا الذي نفتخر به، ونحن نحتفل به منذ 23 سنة من خلال الرسالة الملكية للمغفور له الملك الراحل الحسن الثاني، وهي الرسالة التي تعتبر خارطة طريق للمسرحيين المغاربة والتي بدأت تتحقق بعض مضامينها تدريجيا، من خلال تعزيز البنيات التحتية لاستقبال الفرجات المسرحية عبر ربوع البلاد، ومن خلال الرفع من الغلاف المالي المرصود للدعم المسرحي، وأيضا من خلال سياسة عمومية واضحة المعالم في مجال الثقافة والفنون"، ولم يفت المسرحي والنقابي الكبير أن يهنئ ساكنة القنيطرة بافتتاح معلمة مسرحية بمدينة القنيطرة مما يمكن المسرحيين من تقديم أعمالهم في قاعة مسرحية تليق بالمسرح، منوها بالمشروع الضخم الذي دشنه صاحب الجلالة وسط المدينة والذي يتعلق بأحد أكبر المراكز الثقافية بالمغرب، متمنيا في نفس الآن أن يتم بناء مسارح جديدة في المدن والأقاليم التي لازالت محرومة كمدينة أكادير التي تحتاج إلى مسرح كبير يليق بحجمها وبتاريخها المسرحي العريق، كما أشاد المتدخل بحسن اختيار المنظمين لرجل الدورة، منوها بهذه الالتفاتة التكريمية اتجاه الفنان والممثل العربي الساسي الذي يعد إحدى القامات الكبرى في فن التمثيل ببلادنا.. وختم كلمته بتقديم تعازيه وتعازي النقابة المغربية لمحترفي المسرح في وفاة الراحلة فاطمة بنمزيان. مسار فني غني لممثل كبير وشهد حفل الافتتاح الذي نشطته الفنانة المقتدرة فاطمة بوجو، تكريم الفنان العربي الساسي رجل الدورة والذي نابت عنه ابنته نزهة الساسي نظرا لتواجده بالديار الفرنسية لمتابعة العلاج، وفي كلمة مقتضبة قالت إنه إذا كان الطب لشفاء البدن فإن الفن بالنسبة لوالدها هو شفاء للروح، وتسلمت درع المهرجان وشهادة تقديرية من طرف محمد سنور المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة الغرب شراردة بني احسن تقديرا لمسار المحتفى به وعطاءاته الفنية. وفي شهادة في حق المحتفى به والتي قدمها الفنان الممثل والمخرج محمد الزيات، وهو من أبناء مدينة القنيطرة، قال إن الفنان العربي الساسي يعتبر منارا وعنوانا فنيا كبيرا شرب من تراث الإنسانية وبقي معتزا دائما بوطنيته وساهم في بنائه فنيا من خلال مسار فني كبير، وتعلم على يديه العديد من المسرحيين وتلقوا على يديه حلاوة العمل الفني والمسرحي، معتبرا أن هذا العرس التكريمي عرس كل المغاربة، متمنيا له الشفاء العاجل حتى يعود إلى خشبة المسرح التي اشتاقت إليه. هذا وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة التي عرفت حضور مجموعة من الفنانين والمثقفين بتقديم عرض مسرحية "شغل العيالات" لفرقة مسرح أرلوكان من مراكش، وهي من تشخيص حسناء الطنطاوي وعبد الرحيم المنياري وبشرى اهريش وسعاد خيي، وتأليف وإخراج عمر جدلي. وتنفرد الدورة الأولى للمهرجان بتقديمها لبرنامج ثقافي وفني متنوع، يشتمل على عروض مسرحية احترافية وفرجوية بكل من قاعة المركز الثقافي بالقنيطرة والساحة العمومية الكبرى للمدينة، بمشاركة مجموعة متميزة من الفنانين المرموقين. ويتضمن الجانب الثقافي للمهرجان ندوة فكرية حول "الدعم المسرحي في صيغته الجديدة : الطموح والرهانات" بمشاركة أساتذة متخصصين ومهتمين بالميدان المسرحي من بينهم نور الدين زيوال وبوسرحان الزيتوني وأمين نسور. كما سيتم توقيع كتاب حول الفنان الراحل محمد البسطاوي تحت عنوان "البسطاوي البسيط الوازن" بمشاركة كل من الحسين الشعبي وسعيد عامل. *** محمد زيات أيتها السيدات؛ أيها السادة أستاذي العزيز الفنان العربي الساسي لابد من إشارة أن العمل المسرحي هو هواء الزمان وبوصلة الوقت، وكل عمل مسرحي لا يصوغ وقته ولا يبتكر مناخه يتخلف عن حركة التاريخ.. اسمحوا لي في البداية أن أنقل إليكم تقدير كل المسرحيين والفنانين بالقنيطرة واعتزازهم بكونكم تنفستم عبير تراب المنطقة الشعبية، وتشبعتم بقيم وطنية شعبية أصيلة، وانطلقتم منها تشعلون شموعكم شمعة شمعة امتدوا بها منذ مسكم عشق العمل الابداعي عموما والمسرحي خصوصا الذي تعشقونه والذي أعطيتموه من دمكم.. صمدت شعلتها أمام العواصف وإكراهات من الحياة وشكلت منارا وعنوانا لمدى التضحية التي على الرجل المسرحي ببلادنا بذلها ليقدم للناس بعضا من لحظات الفرح ويفتح عينيه ليتأمل حياته ليعيد بناءها. مرت أسماء وأسماء تلقت على أيديكم حلاوة العمل الفني والمسرحي ونوره وانطلقت تبحث عن ذاتها.. تأسست جمعيات وفرق مسرحية بالمدينة قدر لبعضها أن تمضي لبعض الوقت وانكمشت أخرى لأن الزمان ببلادنا قاس وواقعه مؤلم.. شربتم من ثرات الإنسانية وأسقيتمونا.. وبقيتم معتزين دائما بعروبتكم ووطنيتكم ضد الاغتراب والتغريب، كنت دائما بسيطا كما الناس في بلادنا، واضحا، واختلف معكم البعض فاعتبرتم الاختلاف حقا، فما سمعنا عنكم يوما أنكم اعتبرتم أنفسكم فوق العادة في هذا الوطن، بل مساهمون في بنائه مناضلون من اجل بناءه حاربتم ضد الذين انتهزوا العمل الفني ضد المندسين والمارقين، دعوتم إلى تطهير الحقل المسرحي من الخبث والرياء والنفاق، تحملتم من أجل ذلك مسؤولية كبيرة في إطار النقابة المغربية لمحترفي المسرح وهي مسؤولية جلبت لكم متاعب من لدن المتطفلين على الميدان.. ما سكتتم يوما عن باطل أريد به حق و لا سكتتم عن تزييف الحقيقة أو تحريف.. ها الجميع اليوم مدعو ليقاسمكم عرسكم عرسنا، واحتفالكم احتفالنا وتكريمكم تكريمنا، إنكم مفخرة هذا الوطن ورائد من رواد الحركة المسرحية الوطنية. هنيئا لكم بنا وهنيئا لنا بكم ودامت لكم الأفراح والمسرات متألقين دوما في سماء الفعل المسرحي والدرامي النبيل. شكرا للقائمين على هذه المبادرة الطيبة من إدارة المديرية الجهوية للثقافة وعلى رأسها السيد المدير الجهوي للثقافة الأستاذ محمد صنور والسيد مدير المركز الثقافي الفنان أنور الزهراوي ومن ساهم في إخراج هذا المولود الجديد مهرجان القنيطرة للمسرح الاحترافي، متمنياتنا أن يستمر.. شكرا على الاختيار ليكون عريس هذا الحدث الكبير والذي يصادف الاحتفال باليوم الوطني للمسرح الفنان المقتدر الأستاذ العربي الساسي.. نتمنى من العالي القدير الشفاء العاجل لعريسنا الذي شاءت الأقدار أن يكون اللحظة في ديار المهجر من أجل العلاج.