ندوة دولية بتازة دعا مشاركون في ندوة دولية اختتمت أشغالها، أمس الأحد بتازة، إلى إنشاء شركة توزيع عربية تحت رئاسة الجامعة العربية ورابطة عربية لتشجيع القراءة والمساهمة في نشر الكتاب. وطالب المشاركون أيضا خلال هذه الندوة، التي نظمها فرع اتحاد كتاب المغرب بتازة، على مدى يومين، بمشاركة عدد من الكتاب والباحثين والنقاد من المغرب والجزائر وتونس ومصر والسعودية وفرنسا، حول موضوع "الكتاب وأزمة القراءة في العالم العربي"، بخلق اتحاد عربي للمنشورات الجامعية والمدرسية وإنشاء رابطة عربية للإعلام الثقافي مع ضرورة تركيزه على القراءة والكتاب. كما دعا المشاركون في هذه الندوة المنظمة بدعم من الجماعة الحضرية لتازة، وبتعاون مع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بتازة، ودار روافد للنشر والتوزيع بالقاهرة، وجمعية أصدقاء تازة، ومنتدى زرياب للموسيقى والفنون بتازة، ورابطة الصحافيين الشباب بتازة، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، إلى خلق وتكريس إعلام ثقافي جاد وإبراز دور الكتاب في الحياة الإنسانية، وكذا خلق مؤسسات خاصة لصيانة الذاكرة التاريخية والثقافية، بالإضافة إلى تنظيم معارض دولية بمختلف جهات المملكة بحجم معرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب والنشر وتأثيث الفضاءات العمومية بمكتبات خاصة بالأطفال. وسجلوا، في هذا السياق، أهمية إدراج برنامج حول منهجية القراءة في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ودعم المكتبات والخزانات المدرسية والجامعية وتفعيل مشروع رصيد مبني على القراءة، بالإضافة إلى تأسيس نوادي للقراءة بالأحياء والتشجيع على جعل الكتاب جزء من المعيش اليومي في المناسبات الدينية والرياضية والثقافية "باعتباره أجمل الهدايا ". كما طالبوا بإشراك الفاعل السياسي في الأنشطة والفعاليات الأكاديمية والثقافية المرتبطة بالقراءة والتنصيص قانونيا على ضرورة الأخذ بخبرة المثقف والباحث في مراكز اتخاذ القرار المرتبطة بالشأن الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى احترام وتكريس حقوق المؤلف وضرورة العناية بالكاتب. وتوخى المنظمون من هذه الندوة، التي تندرج في إطار الأنشطة الإشعاعية الكبرى لاتحاد كتاب المغرب بتازة، مقاربة الإشكالات المرتبطة بمجالي القراءة والكتاب، وأهمها خلو الفضاء العام في العالم العربي من القراءة كسلوك يومي، وهو ما تؤشر عليه كل الدراسات الدولية والعربية على حد سواء، " إذ أصبح من الضروري اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، الانكباب على دراسة إشكالية فعل القراءة وأزمتها المستشرية على المستويين العمودي والأفقي في عالمنا العربي". وفي هذا السياق، قال رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب بتازة، عياد أبلال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تنظيم هذه الندوة الدولية يندرج ضمن الأنشطة الفكرية والثقافية التي مافتئ الفرع ينظمها تكريسا للفعل الثقافي الجاد والمسؤول في أفق بناء مجتمع المعرفة، مشيرا إلى أن الإحصائيات الصادرة حديثا تؤكد على أن معدل القراءة بالعالم العربي ضعيفة جدا، وهو ما يتجلى في أن" معدل القراءة عند الإنسان العربي لا يتجاوز 6 دقائق في السنة، فيما معدل القراءة عند الإنسان الأوروبي يصل إلى 200 ساعة في السنة". وأضاف أبلال أن العديد من الكتاب والباحثين والنقاد من مختلف الدول حاولوا خلال هذه الندوة بسط الظاهرة وتشخيصها والخروج بتوصيات واقتراحات بغية تعميمها على مختلف الجهات ذات الصلة بالعالم العربي، خاصة وأن هذه التوصيات سيتم تجميعها ضمن كتاب سيصدر عن دار روافد للنشر والتوزيع بالقاهرة من أجل توزيعه بالعالم العربي بشكل مكثف. وقد قارب المشاركون في هذه الندوة مواضيع" الكتاب بين أزمة النشر والتوزيع وأزمة التداول، الأسباب والمرجعيات" و" أزمة القراءة بين السندين الورقي والإلكتروني" و"الكتاب والعجز الديمقراطي بين قيم الاستبداد وقيم الحرية" و" فعل القراءة بالعالم العربي على ضوء أزمة التعليم ".