فعاليات مسرحية تحتضنها مدينة أيت ملول تحل يومه الخميس ذكرى اليوم الوطني للمسرح، الذي تم إقراره بمناسبة توجيه رسالة ملكية سامية إلى المناظرة الوطنية الأولى حول المسرح الاحترافي التي عقدت بمدينة الدارالبيضاء سنة 1992، منذ ذلك التاريخ وفي اليوم نفسه، يحتفل المسرحيون المغاربة في مختلف جهات المملكة بهذا اليوم الرمزي حيث تتعدد وتتضاعف العروض والمهرجانات واللقاءات المسرحية.. وفي هذا الصدد قررت وزارة الثقافة أن تحتضن مدينة أيت ملول الاحتفالات الرسمية بهذا اليوم الوطني بحيث سيتم بالمناسبة تدشين المركز الثقافي أيت ملول بحضور مسرحيين ومثقفين وإعلاميين وشخصيات عمومية. وتتضمن فقرات الاحتفال الرسمي داخل مسرح المركز الثقافي الجديد بأيت ملول على الخصوص تكريم الفنانين المغربيين: الممثلة نعيمة بوحمالة والمخرج عبد القادر عبابو، وعرض مسرحية باللغة الأمازيغية بعنوان "تمغارت أيسقلان نتات أيزوكوزن" لفرقة الأنامل الساحرة، إخراج الفنان إدريس تامونت وتشخيص نخبة من الممثلات والممثلين وعلى رأسهم الفنانة فاطمة تيحيحيت والفنان اليزيدي مشموم... وكما هو معهود، منذ إقرار هذا اليوم مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وضعت وزارة الثقافة - كما جاء ذلك في بلاغ لها- برنامجا وطنيا للاحتفال بهذا اليوم، بتعاون مع المجلس البلدي لمدينة أيت ملول وبتنسيق مع مؤسسة المسرح الوطني محمد الخامس والمديريات الجهوية والمندوبيات الإقليمية والجماعات المحلية وهيآت المجتمع المدني. وتغطي فقرات هذا البرنامج مجمل المراكز الثقافية والمسارح وفضاءات العرض عبر مختلف جهات ومدن المملكة. ويحفل البرنامج بفعاليات مسرحية مختلفة: عروض مسرحية للكبار والصغار، توقيع إصدارات مسرحية، تكريم شخصيات مسرحية وطنية، ورشات تكوينية وتحسيسية، لقاءات مع فنانين و مبدعين. هذا ويشكل اليوم الوطني للمسرح مناسبة للوقوف على أهم المكتسبات التي تحققت وأيضا أبرز التحديات التي يواجهها هذا القطاع الفني. إذ لا أحد ينكر أن مجهودات جمة بذلت من أجل وضع أب الفنون على سكته الصحيحة؛ ففي ولاية حكومة بنكيران، قام وزير الثقافة الحالي، محمد الأمين الصبيحي، بضخ دم جديد في الحركة المسرحية ببلادنا، حيث جرى تطوير تجربة الدعم العمومي للمسرح، كما أحدثت فروع أخرى مكملة لهذا الدعم، من بينها توطين الفرق المسرحية في قاعات العروض؛ ودعم الإقامات الفنية للكتاب والفرق، ودعم المهرجانات المسرحية ومسرح الشارع.. مما سيضمن نشاطا مسرحيا متواصلا ومنتظما على امتداد الموسم، الشيء الذي اقتضى الرفع من الغلاف المالي المرصود للدعم المسرحي ليصل خلال سنة 2015 إلى خمسة عشرة مليون درهما. كل هذه المبادرات لا يمكن إلا أن تخدم قطاع المسرح، وتمكن الفاعلين فيه من الاشتغال في ظروف جيدة ومريحة، تحفظ كرامتهم وتشجعهم على المزيد من العطاء الإبداعي. غير أن هذه المبادرات وحدها لا تكفي، بل من المفروض أن يجتهد الفنانون المسرحيون، ويعملون على تطوير تجربتهم المسرحية؛ فمن الملاحظ أن العديد من المخرجين المسرحيين لا يزالون منحصرين في الاشتغال على النصوص الأجنبية، مدعين بأنه ليست لدينا كتابة مسرحية، في حين أن واقع النشر يكذب ذلك؛ ففي المدة الأخيرة تحقق تراكم على مستوى نشر النصوص المسرحية، التي لم يسبق لها أن عرضت على الخشبة، سواء تعلق الأمر بالكتاب الرواد أو المؤلفين الجدد، وبالتالي ليس هناك أي مبرر يجعل مخرجينا يديرون ظهورهم إلى النصوص المغربية.