صدر للدكتور محمد نوحي عمل شعري بعنوان مواكب العشق عن مركز الطبع بأكادير 2015. ويأتي هذا العمل الإبداعي لمحمد نوحي القادم إلى تربة القصيدة العربية من رافد الأدب الإنجليزي كتتويج لولع بفن الشعر وبنماذجه الرفيعة. ويتوزع هذا العمل الإبداعي الذي جنسه صاحبه بنصوص شعرية مابين قصائد ذات نفس عمودي وأخرى تنتمي للشعر المنثور. وهي حسب رؤية الشاعر "كواكب تسبح في ملكوت الأجرام وأفلاك السماء". وضمن هذه الرؤية للشاعر محمد نوحي تتأسس خريطة هذا العمل الشعري الذي يتوزع ما بين قصائد التوسل في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مدح الأم، والانتصار للمقاومة في فلسطينالمحتلة، والتغني بالحرية، وتمجيد الطبيعة وتأمل جمالها، وتمجيد الحبيبة والوطن عبر توظيف مجازي يراهن عن قوة الإحساس وعلى الوعي بالعالم وبتحولاته، وكشف لمواقف الشاعر إزاء هذه التحولات بلغة رشيقة تمتح من المعين التراثي وتنفتح في الوقت نفسه على آليات التصوير الشعري الحديث. وهو ما نلاحظه في مكونات ديوان" مواكب العشق الذي يضم القصائد التالية: في حب المصطفى، أمي، هيام، غزة تنتصر، بين العشق والتمرد، ملحمة الثورة، طبول الحرية، سخرية الوادي، بين الأعاصير، جنون الملاعب، تأمل، طائر، احتجاج، لأحمد ياسين تحية، حبيبتي، بلادي. كل هذه النصوص تشكل منطلقا لكشف عواطف الشاعر، ومجالا للقول السياسي بنفس طويل ساهم الإيقاع الرنان في تلويناته الفنية. وتنماز مواكب العشق برصد للحياة في أشكالها ومنعطفاتها، وكشف للأحاسيس الإنسانية التي تعلي من قيمة المقامة، والحبيبة، والوطن فيما يشبه لوحات تشكيلية طافحة بالحركة، لأنها انعكاس رؤيوي للذات في تعالقاتها الخاصة والعامة، والقصيدة بموجب ذلك إمكانية لكشف تفاعل الذات الشاعرة مع مختلف الموضوعات وما يتولد عنها من شعور بالرضى أو الرفض على نحو مانجد في قصيدة "جنون الملاعب"، حيث يتحول المقول الشعري إلى رسالة تربوية تتغيى التنبيه إلى مخاطر عنف الملاعب، وتدهور قيم التعايش والمحبة.