أكد مصدر أمني ل جريدة «بيان اليوم» أن فرقة الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، أوقفت الأحد الماضي عصابة مكونة من ثلاثة أفراد بتهمة تهريب مادة الكحول المركز من شمال المغرب إلى مدينة الدارالبيضاء بواسطة سيارة من نوع ‹›فيتو›› VITO ذات لوحة مرقمة بالخارج، وذلك بزنقة العرعار، بحي لاجيروند بالقرب من إحدى معامل صنع الكحول. وتعود تفاصل هذه القضية إلى الساعة الحادية عشرة والنصف من ليلة الأحد الماضي، حين أثار انتباه عناصر فرقة الدراجيين أثناء الجولة اليومية التي تقوم بها بتراب العمالة، تواجد سيارة مشبوهة من نوع ‹›فيتو›› مرقمة بالخارج متوقفة بالقرب من إحدى المصانع الخاصة بصناعة المشروبات الكحولية (الماحية، الفودكا..) وبداخلها ثلاثة أشخاص، مما استدعى العناصر الأمنية إلى استفسار السائق عن طبيعة الأوراق التي تخص السيارة، إذ تبين بعد بحث دقيق لأفراد الشرطة أن السيارة ذات صفائح مزورة ولا تتوفر على أية وثيقة. الأمر الذي لم تترد معه فرقة الدراجيين في إشعار فرقة الشرطة القضائية التي حضرت على وجه السرعة إلى عين المكان، وبعد البحث والتحريات اتضح لها أن السيارة المذكورة تحمل بداخلها كمية من مادة الكحول تصل إلى 114 برميلا من حجم 20 لتر أي ما مجموعه 2 طن ونصف، والتي تستعمل في صنع مشروبات الماحيا والفودكا وغيرها... وبعد إشعار النيابة العامة وإدارة الجمارك بالموضوع، تم اقتياد المتهمين إلى مصلحة الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية لمباشرة البحث معهم، وذلك من أجل الوصول للمزود الرئيسي وكل من له يد في هذه القضية. ليبقى السؤال المطروح هو كيف قطعت هذه السيارة مسافة من تطوان إلى الدارالبيضاء قدرها 390 كيلومتر، وهي تحتوي على مادة حارقة أقوى من البنزين في مفعولها؟. وبات تهريب الكحول يشكل خطرا في الآونة الأخيرة مما يدفعنا للتساؤل عن دور المراقبة الطرقية بما فيها الجمارك والدرك والأمن للحد من هذه الظاهرة المشينة التي من شأنها أن تتحول إلى كارثة عظمى لا قدر الله، قد تعيدنا إلى فاجعة طانطان التي أودت بحياة 33 شخصا أغلبهم أطفال.