الأمراض التي تنقلها الأغذية تسببت في مقتل 350 ألف شخص في2010 شرع علماء وجماعات أمريكية لحماية المستهلك وشركات إنتاج مواد غذائية في إجراء اختبارات مكثفة على مختلف أنواع الأغذية من حبوب الإفطار وحتى الألبان المجففة بحثا عن آثار من أشيع مبيدات الحشائش استخداما في العالم في أعقاب تزايد المخاوف بشأن احتمال صلتها بحدوث أمراض. وتتركز الاختبارات على مادة جلايفوسات وهي المكون الرئيسي لمستحضر (راونداب) أكثر مبيدات الحشائش استخداما الذي تنتجه شركة مونسانتو. كانت هذه الاختبارات قد زادت خلال العامين الماضيين لكن العلماء يقولون إن الطلبات شهدت زيادة ملحوظة بعد أن قالت إحدى الوحدات التابعة لمنظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إنها صنفت مادة جلايفوسات على أنها مادة "يحتمل أن تكون مسببة للأورام لدى البشر". وقال بن وينكلر وهو مدير بمعامل (ميكروب اينوتك) في سانت لويس "لا تزال الطلبات ترد". وتتلقى المعامل التجارية من ثلاث إلى أربع طلبات أسبوعيا لاختبار الأغذية والمواد الأخرى لرصد أي آثار لمادة جلايفوسات بعد أن كانت تتلقى في السنوات الماضية من ثلاث إلى أربع طلبات سنويا وذلك حسبما تقول السجلات. وقال وينكلر إنه في هذا السياق تعاملت معامل (ميكروب اينوتك) مع عدة طلبات في الآونة الأخيرة من شركات محدودة للأغذية وجماعة للدفاع عن حقوق الأطفال لاختبار حليب مجفف ومجموعة من الأطباء يريدون اختبار بول مرضى بحثا عن آثار لمادة جلايفوسات. وطلب الأطباء والشركات عدم نشر تفاصيل عن الهوية. وكانت شركة مونسانتو قد بعثت بمدونة في الأول من أبريل الجاري تطمئن فيها المستهلكين وآخرين بشأن آثار مادة جلايفوسات. وقالت كيمبرلي هودج- بيل كبيرة المتخصصين في السموم بشركة مونسانتو في المدونة "وفقا لما قاله الأطباء وخبراء آخرون في مجال سلامة الغذاء فان مجرد وجود مادة كيميائية في حد ذاته لا يمثل خطرا على صحة الإنسان. المهم هو الكمية أو الجرعة". وقالت إن وجود كميات ضئيلة آمن. وقالت تشارلا لورد المتحدثة باسم الشركة إن أي أسئلة أخرى يتعين أن توجه إلى وزارة الزراعة الأمريكية. وأشارت دراسات عديدة إلى أن مادة جلايفوسات آمنة إلا أن البعض الآخر قال إنها مرتبطة بمشاكل صحية للإنسان. ويقول منتقدون إنهم يخشون من أن تكون هذه المادة منتشرة بشكل كبير في البيئة على نحو يجعل التعرض الطويل لها -حتى بكميات ضئيلة- ضارا. وعثر على آثار لمادة جلايفوسات في عينات من العسل والصلصة والحليب وأغذية الأطفال والدقيق (الطحين). وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت، الأسبوع الماضي، إن الغذاء الملوث بالبكتيريا الضارة والفيروسات، والمواد الكيميائية هو المسؤول عن أكثر من 200 من الأمراض التي تتسبب في حدوث ملايين من حالات الوفاة سنويا. وقال جاكوب كوماريسان المدير التنفيذي لمكتب منظمة الصحة العالمية في نيويورك للصحفيين، إن هذه الأمراض تتراوح بين الإسهال وأمراض القلب، وأنواع مختلفة من السرطان ويتم الإبلاغ عنها بصورة رئيسية في البلدان الإفريقية وبلدان جنوب آسيا. وأضاف كوماريسان أن أمراض الإسهال التي تنتقل عن طريق الغذاء والمياه وحدها تتسبب في وفاة مليوني شخص في العالم سنويا. وأوضح بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة بمناسبة يوم الصحة العالمي: "مع تمدد السلسلة الغذائية حول العالم، أصبحت الحاجة إلى تعزيز نظم سلامة الأغذية داخل البلدان وفيما بينها أكثر إلحاحا"، مضيفا إنه يتعين على جميع من يشاركون في إنتاج الأغذية وتوزيعها وإعدادها القيام بدور في الحفاظ على سلامة الأغذية، ويجب على الحكومات أن تعمل على توعية مواطنيها بأهمية سلامة الأغذية. وقالت منظمة الصحة العالمية إن نحو 22 فقط من الأمراض ال 200 المعروفة التي تنقلها الأغذية تسببت وحدها في مقتل ما لا يقل عن 350 ألف شخص على الأقل في عام 2010، وقد تسببت تلك الأمراض ال 22، التي من بينها السالمونيلا، وبكتيريا الإيكولاي ومجموعة الفيروسات المعروفة باسم "نوروفيروس" في وجود نحو 582 مليون حالة إصابة بالأمراض في ذلك العام.