مطمورات تقليدية للصرف الصحي تحوّل مناطق إلى مجاري دائمة للمياه العادمة حذرت تنسيقية المجتمع المدني ببني عياط بإقليم أزيلال، التي تضم العديد من الجمعيات البيئية والثقافية والاجتماعية، مما أسمته بالكارثة البيئية التي أصابت ساكنة المركز، ومن المشاكل المتكررة التي تؤرق بال الساكنة، وتزيد من معاناتها اليومية وهي الناتجة أساسا عن مشكل «المطمورات» التي يتم بناؤها لجمع مياه العادمة من قبل السكان، وهي أنظمة تقليدية يتم اللجوء إليها كبديل نظرا، لانعدام شبكة الصرف الصحي. ونبهت ذات الجمعيات، إلى أن هذه الأنظمة التقليدية في صناعة المطمورات، لم تعد تتواءم وخطابات المسؤولين عن حق الفرد في العيش في بيئة سليمة، وقالت إن هذه «الصناعة المحلية» لم تعد قادرة على استيعاب المياه العادمة التي تلفظها المنازل يوميا. ولأجل ذلك، طالبت كافة الجمعيات من الجهات المعنية، البحث عن حلول جذرية للحد من تأثيرات المشكل، خصوصا، يقولون وأن هذه المطمورات توجد بمحاذاة ثانوية اعدادية ومركب سوسيو رياضي غزته الروائح الكريهة قبل فتحه في وجه شباب المنطقة في غياب أي تدبير لهذه المياه ونقلها لمسافات بعيدة من أجل المعالجة في محطة متخصصة، ومن تم طرحها أو إعادة معالجتها. وقد أكد أعضاء التنسيقية الذين قاموا بزيارة لعين المكان، مساء يوم الأحد المنصرم، أن امتلاء هذه المطمورات قد حوّل مناطق عديدة بمركز بني عياط الى مجاري دائمة للمياه فوق الأرض، وجعل منها وكرا للحشرات والروائح الكريهة. وطالبوا بذلك، من كافة الشركاء التدخل الفوري لإفراغ هذه المطمورات، بشكل دوري، مستنكرين في ذات الوقت بطء عمليات الإفراغ. وإلى جانب ذلك، نبهت فعاليات المجتمع المدني أيضا، إلى خطورة تفاقم المشكل في السنوات الأخيرة وخاصة أثناء التساقطات المطرية، حيث تعاني الساكنة أكثر من المياه العادمة بسبب عدم قدرة هذه المطمورات على استيعاب حجم المياه، بالإضافة إلى معاناتها من روائح الأزبال الناتجة عن المطارح العشوائية للأحياء الشعبية التي تساهم بشكل كبير في انتشار أمراض معروفة قد يكون لها تأثير متنوع على صحة الناس وخاصة فئة الاطفال والتلاميذ. وأمام هذا الوضع غير الصحي، وحفاظا على سلامة الساكنة، قال جمعويو بني عياط، إن السلطات المحلية والفعاليات المنتخبة مدعوة للتجاوب مع مطالب المجتمع المدني، ومطالبة بضرورة التفكير في بدائل أكثر ملائمة للقانون وأكثر حفظا للصحة العامة وبجعل المبادرة الملكية بإعداد ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة مرجعا و نبراسا للعمل في هذا المجال.