الحادث المروري الذي شهدته طانطان يعتبر فاجعة حقيقية، وقد مست فجاعيته كل المغاربة، وجميعهم حزنوا وبكوا كمدا على الضحايا ومواساة لأسرهم... مرة أخرى حوادث السير تصفعنا جميعا بمأساة مروعة ونفقد إثرها أزيد من ثلاثين طفلا كانوا عائدين من تظاهرة رياضية مدرسية جرت في إقليم بنسليمان، وكل من استطاع مشاهدة بعض لقطات وصور الحادث وما خلفه من عشرات الجثث المتفحمة بكى حزنا وحسرة وغضبا ورعبا... الآن ما وقع وقع، ولكن التحقيق في كل ملابسات ما حدث على الطريق الوطنية رقم 01، على مستوى الجماعة القروية الشبيكة بإقليمطانطان، يجب أن يتم بكامل الصرامة والسرعة والجدية، وأن يتم اطلاع الرأي العام المحلي والوطني وأسر الضحايا على نتائجه بكامل الشفافية والوضوح، وأن يجري تحديد المسؤوليات بدقة وموضوعية ويتم تطبيق القانون بكل الصرامة والحزم اللازمين. لن يكون مهما أو مفيدا الآن رمي الاتهام في هذا الاتجاه أو ذاك، أو الركوب على المأساة لتصفية هذا الحساب التافه أو ذاك، ولكن بجدر انتظار نتائج التحقيق المطلوب، ومن ثم التمعن في الذي حصل بطريقة شمولية. من المؤكد أنه في فاجعة طانطان هناك مسؤولية بشرية وإخلال بقانون السير أو بشروط الاحتياط والسلامة، وهذا سيكشفه التحقيق، ويجب أن تترتب عنه إجراءات صارمة وملموسة، ولكن المساءلة يجب كذلك أن تتوجه لواقع البنيات الطرقية بالمنطقة، فحوادث مميتة عديدة أخرى سبق أن كانت الطريق الوطنية رقم 01 مسرحا لها، وخصوصا على صعيد المقطع الرابط بين كلميم والداخلة وفي مقاطع أخرى باتت تعتبر نقاطا سوداء، كما أن الحالة العامة لعدد من الشاحنات الكبيرة التي تعمل في المنطقة، وتهور بعض سائقيها وظروف عملهم وعدم ترددهم في حمل قنينات غاز معهم للطبخ، وانتشار ظاهرة شراء وبيع البنزين المهرب في المنطقة بواسطة هذه الشاحنات بالذات، كل هذا قد يحمل أسبابا لحدوث مآسي كتلك التي جرت في منطقة الشبيكة، وهذا الواقع في شموليته هو الذي يجب اليوم تغييره وإصلاح اختلالاته. إن فاجعة طانطان جاءت بعد أن صدقنا أن طرقاتنا لم تعد تقتل كما كانت، وأن حوادث السير تراجع عددها في البلاد، ولكن المأساة تعود وتصر على أن تلفنا بسوادها وكمدها و... بالرعب. لقد فقدنا عشرات الأطفال، وخسرنا مواهب رياضية واعدة، وأصبنا كلنا بالرزية، والفاجعة لم تبق فردية بل صارت وطنية وعامة، وكلنا اليوم في حداد ونتبادل العزاء... الرحمة لشهداء فاجعة طانطان... الصبر الجميل لأسرهم وأقربائهم ولنا جميعا... عزاؤنا واحد... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته