برز الدولي المغربي المحترف محسن ياجور، في الدوري الإحترافي حيث ينافس من أجل لقب الهداف وقاد فريقه الحالي للمغرب التطواني إلى فوز هام في ذهاب الدور الأول من منافسات عصبة الأبطال موقعا ثلاثة أهداف من بين الأربعة في مرمى الخصم النيجيري كانو بيلارز. والتوهج الملفت الذي بلغه محسن ياجور في مدار كرة القدم الوطنية، يحركنا على مسار هذا الفتى الذي يعيش النضج وتحول إلى نموذج في البذل والعطاء والانضباط والاستمرار باحترافية يترجمها القيام بالواجب. نعم محسن الذي يتجاوز تقنيا على المدافعين وحراس المرمى ويسعد الجماهير لكل فريق يحمل قميصه، هو من أبناء منطقة بن مسيك سيدي عثمان حيث الفضاءات الرياضية الثرية بالمواهب والطاقات.. هذه البقعة المؤثثة بالبسطاء والفقراء والتي انطلقت محاطة بمجموعات سكنية صفيحية.. من هناك كانت البداية حيث وقع محسن ياجور الميلاد في سنة 1985، وفي منتصف التسعينيات التحق بمدرسة الرجاء في ملعب تيسيما بحي سيدي عثمان ولم تخطئ نظرة المدرب فتحي جمال الذي رصد موهبته ونقله إلى ملعب الوازيس لتبدأ الرحلة بالحلو والمر.. وتابعنا كيف ضمن ياجور مكانا ضمن جيل في الرجاء وكيف انتقل من فريقه إلى منتخب الوطني للشبان تحت إشراف مؤطره ومعلمه فتحي جمال وحقق إنجازا فريدا وغير مسبوق في مونديال الشباب بهولندا سنة 2005 حيث انهزم أمام منتخب نيجيريا في مباراة الترتيب. وما كان أشبال المدرب فتحي جمال لينهزموا لو احترم الخصم النيجيري السن في تركيبته البشرية وفي هذا المونديال، وقع ياجور أربعة أهداف وبلغنا أن فريق ريال مدريد أعجب بمواصفاته مؤهلاته واهتم به وأبدى مسؤولوه الرغبة في ضمه وكان ياجور في مجموعة نادرا ما يجود الزمان بمثلها، إلى جانب طارق بندامو، سعيد فتاح، هشام العمراني البوقادين دوليزال رضى الله وغيرهم. وتابعنا كيف ظل اللاعب ياجور يحلم بالانتقال إلى الأفضل بطموح جامع، وفي غشت 2007 شارك في دورة ودية بسويسرا نظمتها قناة آرتي ومن سويسرا سحب ياجور جواز سفره ليلتحق رفقة سعيد فتاح بالدار البيضاء، هشام العمراني، البورقادي بالدار البيضاء وتلبية المنتخب الوطني الاولمبي الذي يتنافس من أجل مقعد في الألعاب الاولمبية 2008. وهناك في سويسرا إختار الثلاثي ياجور، العمراني وفتاح تقرير المصير والتخلي عن الرجاء لكن العمراني عاد بسرعة متراجعا عن "الهروب" في حين استمر ياجور وفتاح وهذا الأخير قضى فترة قصيرة صعبة وشاقة ثم التحق بالدار البيضاء. واستعطف مسؤولي الرجاء واستأنف المسار محليا ووحده محسن ياجور إختار الصعب بإصرار ووقع لفريق كياسو في أكتوبر 2007 وظل الرجاء متشبتا به معتبرا الانتقال خارج القانون ومطالبا بالإنصاف.. وبعد عشرة أشهر أعلن الفريق السويسري كياسو الإفلاس وانتقل ياجور إلى فريق شارك لوروا البلجيكي في يوليوز 2008.. ولم يتنازل الرجاء عن متابعة الملف وبعد سنة اختار ياجور الالتحاق بالوداد مما أصبح مما أجج نار الخلاف.. واستمر تشبت الرجاء بالدعوى القضائية لدى الفيفا ثم محمكة التحكيم الرياضي (طاس)، وقصت لجنة النزاعات لفائدة الرجاء بمبلغ 65 ألف دولار يؤديها ياجور في حين طالب مسؤولو الفريق الأخضر مبلغ 70 ألف دولار.. وقضى اللاعب موسمين في الوداد لينتقل منه في 14 يونيو 2012 إلى الرجاء مما دافع هذا الأخير إلى التنازل عن المتابعة. وبعد كل الخلافات والمشاكل والأوجاع والتأق يعيش محسن ياجور قمة المجد وشارك في كأس العالم للاندية بعد انتزاع لقب الدوري في الرجاء.. ويتوج ضمن أحسن اللاعبين رفقة الفرنسي فرانك ريبيري والألماني فيليب لام ثم ينهي المسار شامخا ويغادر الرجاء في رابع غشت 2014 في اتجاه المغرب التطواني الفائز بلقب البطولة الوطنية والمشارك في كأس العالم للأندية لن ورغم تجربته وقيمته الفنية لم يشركه المدرب العامري في 45 دقيقة فقط ووظيفة فنية وتكتيكية مضبوطة.. وانتهى المونديال بالانفصال عن المدرب العامري واستمر ياجور قوي الحضور في الفريق وفي المنتخب الوطني.. ينتج عروضا حولته إلى أقوى منشطي الدوري الاحترافية وموقعا مسار محمل بالرسائل والدلالات..