فاطمة فرحات تؤكد أن النساء حققن مكتسبات كثيرة خاصة على المستوى التشريعي في الملتقى السنوي تاء التأنيث المخصص هذه السنة لتكريم «رائدات في العمل السياسي» دعت كجمولة أبي القيادية بحزب التقدم والاشتراكية، برلمانية، ورئيسة لجنة التعليم والثقافة بمجلس النواب، السبت الماضي، الأحزاب السياسية والمجتمع المدني للعمل سويا لتعبئة النساء للمساهمة بشكل أكبر في الحياة السياسية، والمشاركة في الانتخابات القادمة، ليس فقط كمنتخبات بل كمرشحات. وأكدت كجمولة التي كانت قدمت شهادة عن مسارها وانغماسها في العمل السياسي، في الملتقى السنوي تاء التأنيث للإبداع النسائي الذي نظمه قطب التنمية البشرية والاجتماعية التابع لجمعية أبي رقراق، احتفاء باليوم العالمي للمرأة، والذي تم تخصيصه هذه السنة لتكريم «رائدات في العمل السياسي»، (أكدت) أن المرأة المغربية تستحق عن جدارة أن تكون في جميع المجالات السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، وأن تساهم في بناء وتطوير الديمقراطية. وأوضحت كجمولة القيادية بحزب التقدم والاشتراكية والمنحذرة من الأقاليم الجنوبية، أن المرأة بهذه الأقاليم مثل أخواتها بباقي مناطق وجهات المغرب على وعي بأهمية المساهمة والمشاركة في الحياة العامة، مبرزة أن الباب بات مفتوحا أمام المرأة المغربية للمساهمة والمشاركة في الحياة العامة بما فيها الحياة السياسية. وأشارت إلى أن العديد من المكاسب تحققت للمرأة المغربية، بفضل الإرادة الملكية القوية في هذا الميدان، وكذا الأحزاب السياسية، وهذا الأمر لايرتبط بخطابات فقط، بل مترجم على أرض الواقع من خلال مجموعة من التشريعات، يأتي على رأسها دستور 2011 الذي نص على المناصفة والمساواة، كما يترجمه عمل الحكومة سواء في صيغتها السابقة أو الحالية التي تضم في تشكيلتها ست نساء وزيرات، والتي عملت على إقرار العديد من التحفيزات المهمة لتشجيع النساء على ممارسة العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات الجماعية والتشريعية. أما فاطمة فرحات عضوة منسقة إقليمية لمنتدى المناصفة والمساواة التابع لحزب التقدم والاشتراكية، فقالت من جهتها، إن النساء المغربيات حققن مكاسب هامة في العشرينتين الأخيرتين، مبرزة العوامل الحاسمة التي ساهمت في هذا السياق على رأسها الأدوار الطلائعية التي قامت بها هيئات المجتمع المدني ومساهمة حكومة التناوب حينما انخرط المغرب في مسار الانتقال الديمقراطي، فضلا عن مصادقته على الاتفاقية الدولية لمناهضة كل أشكال التمييز ضد المرأة، و إقرار دستور 2011 الذي نص على المساواة، وإحداث هيئة المناصفة كآلية من أجل المساواة ومحاربة كل أشكال التمييز. وقالت فاطمة فرحات التي شاركت في الانتخابات الجماعية لعدة مرات باسم حزب التقدم والاشتراكية ، والتي تمرست على العمل السياسي داخل هذا الحزب كما انخرطت في العمل الجمعوي، «أكيد أن النساء حققن مكتسبات كثيرة خاصة على المستوى التشريعي، وتم توسيع تمثيليتهن السياسية، لكن تواجدهن في مراكز القرار الإداري لازال يعرف بعض النقص»، مشيرة إلى أن العديد من الجوانب والقضايا لازالت تتطلب تعميق النقاش بشأنها، وقدمت مثالا في هذا الإطار بمشروع قانون إحداث هيئة المناصفة ، الذي يجب أن تدخل عليه تعديلات حتى يتم إقرار آلية تنسجم مع روح الدستور والاتفاقات الدولية التي يعد المغرب طرفا فيها. ولم يفت فرحات خلال كلمتها أن تسرد بعضا من مسارها السياسي داخل حزب التقدم والاشتراكية والعمل الجمعوي، ومسار تجربتها خلال مشاركتها في الانتخابات الجماعية، وكيف مارست مهمتها كعضوة حينما فازت في هذه الاستحقاقات، مشددة على ضرورة مواكبة الأحزاب للنساء اللواتي يفزن باسم الحزب عبر تنظيم دورات تكوينية لفائدتهن تشمل القوانين ومختلف آليات التدبير الجماعي. وأكدت جمعية أبي رقراق في ورقة بخصوص ملتقى تاء التأنيث الذي دأبت الجمعية على تنظيمه سنويا ، على أن الأمر يتعلق بمناسبة تعد فرصة للاستفادة من تجارب نخبة من خيرة النساء ، وهذه المرة نساء يعدن رائدات السياسيات، والتعرف على مسارهن السياسي، وكيف تمكن في ظروف اجتماعية صعبة تحقيق ذواتهن و فرض مكانتهن داخل تنظيمات حزبية وجمعوية وحقوقية، وكذا المكتسبات التي حققنها في نواح متعددة لترسيخ قيم الديموقراطية وتحقيق سبل التنمية المستدامة. «فالارتقاء السياسي للمرأة لم يكن أبدا سهل المنال بل هو نتيجة سنوات من التضحية والكفاح للهيئات السياسية والمنظمات الحقوقية، إلا أنه ورغم كل ما تحقق من مكتسبات وإنجازات فقضية ارتقاء المرأة سياسيا ومشاركتها بفعالية في العمل السياسي مازالت متواضعة وبشكل ملحوظ، نتيجة التراكمات التاريخية والاجتماعية السائدة وتكريس النظرة الدونية» تشير الجمعية، مبرزة أنه تروم من خلال هذا الملتقى الذي عرف تقديم شهادات لنساء يمارسن العمل السياسي، إلى تشجيع الناشئات على خوض غمار المشاركة السياسية أو النقابية أو الجمعوية وتحمل المسؤوليات، على اعتبار أن مساهمتهن تشكل قيمة مضافة في حقل العمل النسائي القريب من نبض المرأة المغربية، ويساهم في الارتقاء بالمجتمع نحو غد مشرق و مستقبل واعد لها من خلالها . و لتحقيق هذه الطموحات، ما هي المبادئ الأساسية لخارطة الطريق لتعميم الارتقاء السياسي المنشود للمرأة المغربية؟ وما هي الركائز القانونية والآليات العملية الواجب اعتمادها لتحقيق المبتغى؟ هذا وعرف الملتقى افتتاح معرض صور للنساء الرائدات الذي أعدته خصيصا لهذه المناسبة الفنانة أسماء العروصي، إضافة إلى لوحات فنية متميزة للمبدعة الزهراء الزرييق، على أن يتوج هذا الملتقى بتكريم كل المشاركات تقديرا لجهودهن المحمودة في تأطير الحقل السياسي الوطني. و بالإضافة إلى كجمولة أبي، وفاطمة فرحات، قدمت شهادات أخرى، لجميلة المصلي، فتيحة سداس، نعيمة سيمو، وسعاد التطواني.