مسيرة دولية تجوب شوارع تونس ردا على أحداث «باردو» شارك عدد من قادة الدول ورؤساء حكومات ووفود رسمية لعدد من البلدان، من بينها المغرب، الأحد، بتونس العاصمة في المسيرة الرسمية ضد الإرهاب تنديدا بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف يوم 18 مارس الجاري متحف باردو، وأودى بحياة 22 شخصا على الأقل. وهكذا شارك في هذه المسيرة التضامنية مستشار جلالة الملك، عبد اللطيف المنوني، وعدد من رؤساء وممثلي أحزاب مغربية. وتقدم الوفود الرسمية المشاركة في هذه المسيرة، الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ونظراؤه الفرنسي فرانسوا هولاند، والفلسطيني محمود عباس، والغابوني علي بونغو أونديمبا والبولوني بوريسلاف كوموروفسكي والإيطالي ماتيو رينزي. وشارك في المسيرة أيضا عدد من رؤساء البرلمانات العربية والأجنبية، من بينهم رئيس البرلمان العربي وممثل عن رئيس البرلمان الأوروبي والعديد من وزراء الخارجية العرب والأجانب، بالإضافة إلى ممثلي عدد من المنظمات العربية والدولية. وتجدر الإشارة إلى أنه تم بالمناسبة تدشين نصب تذكاري بالقرب من متحف باردو يضم أسماء كل ضحايا العملية الإرهابية والجرحى. وكانت قد انطلقت، صباح، في العاصمة التونسية مسيرة دولية مناهضة للإرهاب تنديدا بالاعتداء الإرهابي على متحف باردو. وشارك في هذه المسيرة، التي انطلقت من ساحة (باب سعدون) في اتجاه المتحف، عشرات الآلاف من الأشخاص للتأكيد على «أن الإرهاب ليس عدوا لتونس لوحدها، بل هو عدو مشترك للعالم بأكمله». وفد مغربي رفيع المستوى يندد بالإرهاب من قلب تونس يتقدمهم مستشار جلالة الملك ويضم قادة الأحزاب السياسية جدد قادة وممثلو أحزاب وطنية شاركوا في المسيرة الرسمية ضد الإرهاب الأحد، تضامن المغرب القوي بمختلف أطيافه السياسية ومكوناته المجتمعية مع تونس الشقيقة ووقوفه إلى جانبها في مواجهة الإرهاب، ودعمه المتواصل لمسارها الديمقراطي والتنموي. واعتبروا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشاركة الوفد المغربي برئاسة مستشار صاحب الجلالة السيد عبد اللطيف المنوني، في هذه المسيرة الدولية التي حضرها عدد من قادة ورؤساء الدول والحكومات ووفود رسمية، تعد تأكيدا للمواقف التي أعرب عنها المغرب ملكا وحكومة وشعبا، والتي تجسد مبادئ التضامن والتآزر مع تونس الشقيقة، والوقوف إلى جانبها في مواجهة الإرهاب، مؤكدين على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية من أجل التصدي لهذه الآفة. في هذا السياق، قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن زيارة الوفد، الذي يترأسه مستشار صاحب الجلالة، لتونس جاءت للتعبير عن التضامن المطلق للشعب المغربي بكافة أطيافه مع الشعب التونسي في هذه اللحظات الحرجة، مؤكدا على أن التضامن والتعاون بين البلدين تمليه قيم الجوار ووحدة المصير، على اعتبار أن «ما يضر بتونس يمس المغرب أيضا». من جهته، قال سعد الدين العثماني، عن حزب العدالة والتنمية، إن المغرب أعرب منذ البداية عن موقفه المبدئي والثابت، وتنديده بما تعرض له الشعب التونسي الشقيق وتضامنه التام معه في هذه المحنة، مبرزا أن الوفد المغربي الرفيع المستوى والقوي المشارك في المسيرة يعبر عن «موقف جميع مكونات الشعب المغربي، ورفض المغرب للأعمال الإرهابية سواء داخل الوطن أو خارجه». وذكر بالروابط التاريخية التي تجمع البلدين، مشددا على ضرورة تضافر الجهود لإرساء الاستقرار باعتباره أولى الأولويات، إذ أنه «لا تنمية ولا عدالة اجتماعية ولا ممارسة سياسية سليمة بدون أمن واستقرار». من جانبه، قال محند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إن مشاركة الوفد المغربي تتجاوز الحزبية الضيقة لتعبر عن موقف المغرب ملكا وحكومة وشعبا، ورفضا للإرهاب، وتضامنا مبدئيا مع تونس الشقيقة في مسارها السياسي والتنموي، داعيا إلى التصدي لهذه «الآفة الفتاكة التي تتهدد منطقتنا والعالم أجمع». واعتبر مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن مشاركة قادة وممثلي الأحزاب الممثلة في البرلمان يتقدمهم مستشار جلالة الملك تعبير عن تضامن جميع مكونات المجتمع المغربي موحدة مع تونس في هذه اللحظة الأليمة، والتنديد بهذه العملية الإرهابية الشنيعة وتعزية الشعب التونسي، مشددا على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة هذه «الظاهرة الدخيلة عن مجتمعاتنا». من جهته، قال مصطفى الأبيض، الأمين العام للاتحاد الدستوري، إن مشاركة المغرب بهذا الحجم تأكيد على موقفه المبدئي القوي ضد الإرهاب الذي يستهدف «مقومات وقيم حضارتنا والتنمية بالمنطقة»، مبرزا تلاحم مكونات الوفد المغربي ووقوفها صفا واحدا ضد هذه الظاهرة والتضامن مع تونس الشقيقة. ودعا الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، من جانبه، إلى «توحيد القوى الديمقراطية والحداثية والتقدمية للدفاع عن قيم التسامح والأخوة والتضامن ومقاومة الإرهاب، والوقوف كقادة أحزاب أغلبية ومعارضة مع تونس والتضامن معها في هذه المحنة التي تتطلب توحيد الإرادات حتى يتوطد المسار الديمقراطي في منطقتنا».