اعتبروا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشاركة الوفد المغربي برئاسة مستشار صاحب الجلالة، عبد اللطيف المنوني، في هذه المسيرة الدولية، التي حضرها عدد من قادة ورؤساء الدول والحكومات ووفود رسمية، تعد تأكيدا للمواقف التي أعرب عنها المغرب ملكا وحكومة وشعبا، والتي تجسد مبادئ التضامن والتآزر مع تونس الشقيقة، والوقوف إلى جانبها في مواجهة الإرهاب، مؤكدين على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية من أجل التصدي لهذه الآفة. في هذا السياق، قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن زيارة الوفد، الذي يترأسه مستشار صاحب الجلالة، لتونس جاءت للتعبير عن التضامن المطلق للشعب المغربي بكافة أطيافه مع الشعب التونسي في هذه اللحظات الحرجة، مؤكدا على أن التضامن والتعاون بين البلدين تمليه قيم الجوار ووحدة المصير، على اعتبار أن "ما يضر بتونس يمس المغرب أيضا". من جهته، قال سعد الدين العثماني، عن حزب العدالة والتنمية، إن المغرب أعرب منذ البداية عن موقفه المبدئي والثابت، وتنديده بما تعرض له الشعب التونسي الشقيق وتضامنه التام معه في هذه المحنة، مبرزا أن الوفد المغربي الرفيع المستوى والقوي المشارك في المسيرة يعبر عن "موقف جميع مكونات الشعب المغربي، ورفض المغرب للأعمال الإرهابية سواء داخل الوطن أو خارجه". وذكر بالروابط التاريخية التي تجمع البلدين، مشددا على ضرورة تضافر الجهود لإرساء الاستقرار باعتباره أولى الأولويات، إذ أنه "لا تنمية ولا عدالة اجتماعية ولا ممارسة سياسية سليمة بدون أمن واستقرار". من جانبه، قال امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إن مشاركة الوفد المغربي تتجاوز الحزبية الضيقة لتعبر عن موقف المغرب ملكا وحكومة وشعبا، ورفضا للإرهاب، وتضامنا مبدئيا مع تونس الشقيقة في مسارها السياسي والتنموي، داعيا إلى التصدي لهذه "الآفة الفتاكة التي تتهدد منطقتنا والعالم أجمع". واعتبر مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن مشاركة قادة وممثلي الأحزاب الممثلة في البرلمان يتقدمهم مستشار جلالة الملك تعبير عن تضامن جميع مكونات المجتمع المغربي موحدة مع تونس في هذه اللحظة الأليمة، والتنديد بهذه العملية الإرهابية الشنيعة وتعزية الشعب التونسي، مشددا على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة هذه "الظاهرة الدخيلة عن مجتمعاتنا". من جهته، قال مصطفى الأبيض، الأمين العام للاتحاد الدستوري، إن مشاركة المغرب بهذا الحجم تأكيد على موقفه المبدئي القوي ضد الإرهاب الذي يستهدف "مقومات وقيم حضارتنا والتنمية بالمنطقة"، مبرزا تلاحم مكونات الوفد المغربي ووقوفها صفا واحدا ضد هذه الظاهرة والتضامن مع تونس الشقيقة. ودعا الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، من جانبه، إلى "توحيد القوى الديمقراطية والحداثية والتقدمية للدفاع عن قيم التسامح والأخوة والتضامن ومقاومة الإرهاب، والوقوف كقادة أحزاب أغلبية ومعارضة مع تونس والتضامن معها في هذه المحنة التي تتطلب توحيد الإرادات حتى يتوطد المسار الديمقراطي في منطقتنا". من جهته، قال نائب رئيس مجلس النواب، شفيق رشادي، إن مجلس النواب المغربي اليوم، وهو يشارك في هذه المسيرة الشعبية الحاشدة، ليعبر عن "تضامنه مع الشعب التونسي الشقيق في مواجهة آفة الإرهاب المنبوذ من جميع الشرائع السماوية". وأعرب عن يقينه بأن "الشعب التونسي السمح المنفتح سيجتاز هذه المحنة وسيخرج منها وهو أكثر إصرارا على مواصلة مسيرته الديمقراطية والتنموية، وأكثر تلاحما من أجل تحصين مكتسباته وحماية نموذجه". يذكر أن عددا من قادة الدول ورؤساء حكومات ووفود رسمية لعدد من البلدان، من بينها المغرب، شاركوا أول أمس الأحد، بتونس العاصمة في المسيرة الرسمية ضد الإرهاب، تنديدا بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف يوم 18 مارس الجاري متحف باردو، وأودى بحياة 22 شخصا. وشارك في هذه المسيرة التضامنية مستشار جلالة الملك، عبد اللطيف المنوني، وعدد من رؤساء وممثلي أحزاب مغربية. وتقدم الوفود الرسمية المشاركة في هذه المسيرة، الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، ونظراؤه الفرنسي فرانسوا هولاند، والفلسطيني محمود عباس، والغابوني علي بونغو أونديمبا والبولوني بوريسلاف كوموروفسكي والإيطالي ماتيو رينزي. وشارك في المسيرة، أيضا، عدد من رؤساء البرلمانات العربية والأجنبية، من بينهم رئيس البرلمان العربي وممثل عن رئيس البرلمان الأوروبي والعديد من وزراء الخارجية العرب والأجانب، بالإضافة إلى ممثلي عدد من المنظمات العربية والدولية. وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي، إن الشعب التونسي "لن يخضع للإرهابيين وسيقف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب إلى حين القضاء عليه"، مؤكدا أن تونس لن تكون وحدها في مواجهة هذه الآفة". وأعرب عن شكره وامتنانه إلى كل رؤساء الدول والحكومات والوزراء من الدول الشقيقة والصديقة الذين جاؤوا إلى تونس لمساندتها في وقفتها ضد الإرهاب، وإلى كل أصدقاء تونس في الخارج. وقال إن هذا الحضور الكبير يؤكد أن الشعب التونسي ليس وحده في مواجهة الإرهاب، داعيا إلى المضي قدما بدعم من أصدقاء تونس في كل العالم في مجابهة هذه الآفة". تجدر الإشارة إلى أنه تم بالمناسبة تدشين نصب تذكاري قرب متحف باردو يضم أسماء كل ضحايا العملية الإرهابية والجرحى.