(الفاو) تحذر من التأثير المدمر للتغيرات المناخية على الغابات في العالم العربي حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من التأثير المدمر للتغيرات المناخية على الغابات والأشجار في العالم العربي وشمال إفريقيا، مما يلحق أضرارا بالغة بالتوازن البيئي والحياة الاقتصادية لسكان هذه المناطق الذين يعتمدون على صناعة الغابات كمصدر أساسي لمعيشتهم. وأكدت منظمة (الفاو) في تقريرها السنوي الذي عممته يوم السبت الماضي بمناسبة اليوم العالمي للغابات - 21 مارس من كل سنة- "أن آثار تغير المناخ وتنوعه ألقت بظلالها بصورة متزايدة على النظم البيئية للغابات في شمال إفريقيا والشرق الأدنى، في الوقت الذي تدعم فيه منتجات الغابات الأعمال التجارية الأسرية صغيرة النطاق، وتوفر الدخل وفرص العمل لسكان العالم القروي، خصوصا النساء". وفي هذا السياق قال عبد الحميد آدم الخبير الإقليمي للغابات بمنظمة (الفاو) "إنه إذا لم يتم التعامل مع هذا التهديد في الوقت المناسب، ستتراجع على المدى الطويل قدرة الغابات على توفير السلع المهمة وخدمات النظم البيئية لصالح سبل عيش ساكنة العالم القروي، وكذا ممن يستفيدون من الغابات، مشيرا إلى أن تلاشي التربة الرطبة بسبب تغير المناخ سيؤدي بدوره إلى تراجع إنتاجية الأصناف النباتية (أشجار الغابات) الرئيسية، مما يزيد من خطر نشوب الحرائق، وتغير الأنماط الرئيسية للآفات والأمراض في المنطقة العربية". وفي سياق متصل، أظهرت دراسة قادتها الولاياتالمتحدة أن المزارع والطرق والمدن تتسارع على تمزيق الحياة البرية تاركة نحو 70% من الأراضي الحرجية المتبقية في العالم أقل من كيلومتر من حافة الغابات. وقال التقرير الذي شارك فيه 24 باحثا من خمس قارات استخدموا بيانات تغطي خمسة وثلاثين عاما الماضية، إن الكثافة السكانية المتصاعدة تشكل مزيدا من الضغط على حيوانات ونباتات الغابات التي تواجه خطرا أعظم بالانقراض حيث أصبحت مواطنها ممزقة ومجزأة. وقال نيك حداد أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة نورث كارولاينا الذي أشرف على الدراسة لرويترز " لقد وجدنا النتائج مذهلة ومخيفة .. المؤشرات جميعها آخذة في الانحدار". وأحواض الأمازون والكونجو هما المنطقتان الأساسيتان اللتان احتفظت مساحاتهما الشاسعة من الغابات بنفسها بعيدا عن الأنشطة البشرية وفقا لخرائط نشرتها الدراسة في دورية ساينس أدفانسيز. وفي آسيا وغينيا الجديدة وروسيا وكندا ودول الشمال مازالت الأنشطة البشرية تنتهك بثبات الغابات الضخمة الأخرى. وقال العلماء " إن توسع الكثافات السكانية ستواصل حتما خفض وتجزئة المناطق الطبيعية " ما لم يكن هناك مكاسب في المحاصيل الزراعية وكفاءتها". وكان تقرير علمي آخر في عام 2011 قد وضع تصورا بضرورة زيادة رقعة الأراضي الزراعية في العالم بنسبة 18% بحلول عام 2050 من المساحة الحالية والبالغة 1.53 مليار هكتار، وذلك من أجل توفير الغذاء لسكان العالم. وتشير تقديرات أخرى إلى أن المناطق الحضرية ستتوسع بشكل حاد إلى 0.18 مليار هكتار بحلول عام 2030. وقالت الدراسة إن "المواطن المجزئة تخفض تنوع النباتات والحيوانات بنسبة 13% إلى 75% وتقع أشد التأثيرات السلبية في الأجزاء الأصغر من مناطق المواطن المجزئة". ويشكل التصحر تهديدا للحيوانات بداية من النمور في البرازيل إلى إنسان الغاب في إندونيسيا، إضافة إلى الكائنات الأخرى مثل الطيور والنحل والضفادع والعديد من النباتات النادرة.