الجائزة الكبرى من نصيب الشريطين الطويل والقصير «إطار الليل» و«حوت الصحراء» عزيز داداس وأمال الأطرش أفضل الممثلين ومحمد مفتكر أحسن مخرج بمنح الجائزة الكبرى للشريطين السينمائيين "إطار الليل" لطالا حديد، و"حوت الصحرا" لعلاء الدين الجم، أسدل الستار أول أمس السبت بسينما روكسي بطنجة على الدورة السادسة عشر للمهرجان الوطني للفيلم الذي يسهر على تنظيمه المركز السينمائي المغربي، والذي امتدت فعالياته، من 20 إلى 28 فبراير 2015. وجرى توزيع جوائز الدورة في حفل تخللته مجموعة من الفقرات الفنية منها شريط يوثق لمشاهد من الأفلام السينمائية التي توجت على مدى عمر دورات المهرجان، عرض ساخر للفنانة حنان الفاضلي حول موضوع الكاستينغ.. وعرفت المسابقة الرسمية للمهرجان في دورته السادسة عشر مشاركة 15 فيلما طويلا عكست تجارب وأجيال سينمائية متنوعة. وقررت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة التي ترأسها الناقد والروائي محمد برادة حجب جائزتها الخاصة، فيما منحت جائزة أحسن إخراج لمحمد مفتكر عن فيلمه "جوق العميين". ومنحت اللجنة جائزة أحسن ممثل لعزيز داداس عن دوره في فيلم "دالاس" لمحمد علي المجبود، بينما توجت أمال الأطرش أفضل ممثلة رئيسية عن دورها في نفس الفيلم. وحصل الممثل عادل ابا تراب على جائزة أحسن دور رجالي ثانوي في فيلم "كاريان بوليود" لياسين فنان، والممثلة هدى الريحاني على جائزة أحسن دور نسائي ثانوي في فيلم "عايدة" للمخرج ادريس المريني. ونال فيلم "كاريان بوليود" لياسين فنان جائزة العمل الأول. وعادت جائزة أحسن سيناريو لكل من عبد اللطيف اللعبي وعبد القادر لقطع عن فيلم "نصف سماء" لعبد القادر لقطع. وتوزعت باقي الجوائز بين جائزة أحسن صورة لكزافيي كاسترو عن فيلم "عايدة"، وجائزة أحسن صوت لكريم الروندة عن فيلم "الشعيبية" للمخرج يوسف بريطل، وجائزة أفضل موسيقى أصلية لديديي لوكوت في فيلم "جوق العميين" لمحمد مفتكر، بينما عادت جائزة المونتاج لمريم الشاذلي عن فيلم "عايدة". وفي فئة الأفلام القصيرة، توج بالجائزة الكبرى فيلم "حوت الصحرا" للمخرج الشاب علاء الدين الجم. وفاز "حوت الصحرا" أيضا بجائزة أحسن سيناريو بينما توج فيلم "رحلة في صندوق" بجائزة لجنة التحكيم التي ترأسها الكاتب والسيناريست محمد العروسي. وعرف الحفل الختامي للمهرجان تسليم عدد من الجوائز الموازية التي منحتها الجمعية المغربية لنقاد السينما والجامعة الوطنية للأندية السينمائية وجائزة أراكني- اسبانيا لفائدة أفضل عمل أول. وجاءت جوائز لجنة النقد مطابقة لنتائج لجنة التحكيم الرسمية حيث منحت جائزة أفضل فيلم طويل ل "إطار الليل" لتالا حديد، وجائزة أفضل فيلم قصير ل "حوت الصحرا" لعلاء الدين الجم. وتشكلت اللجنة التي ترأسها نور الدين محقق من عبد الخالق صباح وعبد العالي معزوز ومحمد البوعيادي. ومن جهتها، منحت لجنة الجامعة الوطنية للأندية السينمائية التي ترأسها عمر آيت المختار، جائزتها لفيلم "نصف سماء" للمخرج عبد القادر لقطع. أما جائزة أراكني- اسبانيا فتوجت الفيلم الوثائقي "الريف 58-59" للمخرج طارق الإدريسي. وفي تقريرها حول الجوائز التي منحت للأفلام القصيرة، أشارت لجنة التحكيم إلى أن معظم العروض السينمائية لهذه الدورة، تعاني من نقائص على مستوى الكتابة، وغياب التناغم، وسوء إدارة الممثل، والافتقار إلى الأصالة، ومرد هذا حسب تقرير لجنة التحكيم يعود إلى نقص في الثقافة السينمائية. أما المبرر الذي دعاها إلى منح فيلم "حوت البحر" الجائزة الكبرى تؤكد هذه اللجنة في تقريرها فيتمثل في أصالته وتفرده وتكامل بنيته الحكائية التي تدفع إلى التفكير. وأوصت اللجنة، في تقريرها، بأن تكون برمجة الأفلام القصيرة في مهرجان مستقل، وأن تتم إضافة جائزة خاصة بالإخراج. وفي تقرير لجنة تحكيم الأفلام الطويلة تمت الإشارة إلى أن العديد من الأفلام المتسابقة لا تتوفر على الشكل الفني السينمائي المقترن بالمتعة والمضيئة لقضايانا المجتمعية. وبررت اللجنة منح الجائزة الكبرى لفيلم "طالا حديد" بالقول إنه عمل متكامل من جميع النواحي. ويتناول هذا الشريط المسار الحياتي لفتاة متشردة، ترتبط بجماعة تحب السفر والمغامرة، ويبرز الشريط مدى الشجاعة وقوة الإرادة التي تتمتع بها تلك الفتاة، وما يميز هذا الشريط هو تنوع فضاءاته، مما ساهم في تقديم مشاهد سينمائية، تحقق متعة الفرجة. وفي كلمة لوزير الاتصال مصطفى الخلفي، بمناسبة اختتام هذه الدورة، أشار إلى أن الأفلام السينمائية التي ينبغي التحفيز على إنتاجها، هي تلك الأفلام النوعية التي تعكس التحرر والارتباط القوي بقضايا مجتمعنا، ودعا إلى التحرر من الوصاية، خصوصا الوصاية الخارجية، لأنها تقتل العملية الإبداعية، وخلص إلى القول إنه لا يمكن تأسيس سينما قوية، بدون العناية بتجسيد قيم الحرية. وعلى هامش الحفل الاختتامي، قام رئيس المركز السينمائي المغربي صارم الفاسي الفهري بعرض الحصيلة السينمائية لسنة 2014، ففي مجال الاستغلال والتوزيع، بلغت المداخيل حوالي 67 مليون درهم، وأعلى رقم، حققه فيلم "الطريق إلى كابول" حيث بلغت مداخيله حوالي أربعة ملايين درهم. غير أن البلد الذي حققت إنتاجاته السينمائية أعلى الإيرادات، يبقى هو الولاياتالمتحدةالأمريكية، بقيمة تقارب 32 مليون درهم، يأتي المغرب في الرتبة الثانية، بمبلغ إيرادات يفوق 16 مليون درهم. تسعة أيام دافئة في طقس بارد، من العروض السينمائية المغربية الطويلة والقصيرة، خمس عشرة من كل صنف، تعددت مواضيعها وأساليب إخراجها ولغاتها: دارجة مغربية، عنيفة أو جريئة أحيانا، كما في شريط كاريان بوليوود، عربية فصحى، فرنسية بكامل الشريط تقريبا، كما هو الحال بالنسبة لشريط نصف السماء الذي يتناول فترة من فترات الاعتقال السياسي بالمغرب، لهجة جزائرية كما هو الحال في فيلم الوشاح الأحمر، أفلام كوميدية، هناك ثلاثة أفلام يمكن تصنيفها ضمن هذه الخانة: الفروج لعبد الله فركوس، والحمالة لسعيد الناصري، ورهان متبل لمحمد الكغاط. فيلم وثائقي واحد: عن الريف أواخر الخمسينات من القرن العشرين. أنشطة موازية، عبارة عن ثلاث موائد مستديرة، حول الاستخدام الأمثل للتسبيق على المداخيل، التي أكدت على ضرورة الرفع من قيمته المالية وتنويع مصادر تمويله، والبحث عن الآليات الملائمة من أجل استعماله بطريقة منسجمة وعقلانية. المائدة المستديرة الثانية انصبت على التدابير التحفيزية الضريبية لفائدة الإنتاج السينمائي والسمعي البصري في العالم. المائدة المستديرة الثالثة انصبت على الإنتاج المشترك بين المغرب وإسبانيا، اعتبارا لأن التعاون في المجال السينمائي بين البلدين، يعد مسؤولية تاريخية يتوجب على المسؤولين السياسيين وعلى سينمائيي البلدين أن يأخذوها على محمل الجد، وعيا بأن السينما من شأنها أن تساهم في تصحيح صورنا المشتركة التي تبقى رهينة الأحكام المسبقة. كما اشتملت الأنشطة الموازية على ندوات: تقديم الحصيلة السينمائية للسنة الماضية، التحديات المطروحة على كتابة السيناريو، حقوق التأليف، الوضع الاعتباري للمخرجين السينمائيين المغاربة المقيمين بالخارج، فضلا عن مناقشة أفلام المسابقة الرسمية وعروض السينما المتجولة المتمثلة في عرض أفلام مغربية بمؤسسات سوسيو ثقافية بمدينة طنجة. كما نستحضر الحفل التكريمي الذي حظي به الناقد السينمائي محمد كلاوي والممثلة المقتدرة مليكة العماري، اعترافا بما قدماه من إنتاجات ذات صلة وطيدة بالحقل السينمائي، على امتداد مسيرتهما النضالية.. مليكة العمري التي قيل في حقها بنفس المناسبة إن لها حضورا بهيا على مدار نصف قرن، في المسرح والدراما الإذاعية والتلفزيونية وفي السينما، وأنها "تتميز بأناقتها ولكنتها المراكشية الأصيلة، وصوتها الفصيح الجهوري.."، وكلاوي الذي قيل في حقه بذات المناسبة أيضا، إن "نقده لا يقتصر على الجزئيات، بل يتسم بنظرة ثاقبة، قراءته للأفلام السينمائية تتصف ببعدها السوسيولوجي، وكذلك باعتبارها للفيلم منتوجا فنيا..". ترأس الناقد والروائي محمد برادة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، وضمت هذه اللجنة: الفنانة التشكيلية أحلام المسفر والمطربة كريمة الصقلي والموضب علال السهبي والمدير المركزي للإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة العلمي الخلوقي والناقد السينمائي مصطفى المسناوي ومدير الإنتاج الدرامي بالقناة الثانية نجيب الرفايف. في حين ترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة السيناريست محمد العروصي، وضمت هذه اللجنة كلا من مديرة قطب التسويق بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية بيسان خيرات، والسينوغراف مجدولين العلمي والمخرجة أسماء هوري والناقد السينمائي حميد العيدوني. شارك ضمن المسابقة الرسمية ثلاثون فيلما طويلا وقصيرا، ففي صنف الطويل: نصف السماء لعبد القادر لقطع، والوشاح الأحمر لمحمد اليونسي، وعايدة لإدريس المريني، والحمالة لسعيد الناصري، وكاريان بوليود لياسين فنان، والأوراق الميتة ليونس الركاب، والشعيبة ليوسف بريطل، والريف لطارق الإدريسي، وإطار الليل لطالا حديد، وجوق العميين لمحمد مفتكر، والفروج لعبدالله توكونة، ورهان لمحمد الكغاط، ودالاس لمحمد علي مجبود، وأكادير إكسبريس ليوسف فاضل، خنيفيسة الرماد لسناء عكرود. وفي صنف الأفلام القصيرة: عقول مرتشية للمهدي الخاوضي، وجنة لمريم بن مبارك، والعتبة لعلال العلاوي، ودنيا لجنان فاتن، ودالتو لعصام دوخو، وغضب لنور آية الله، ووسيط للطيب بوحنانة، ورحلة في صندوق لأمين صابر، وجزيرة ليلى لمصطفى الشعبي، ونقطة الرجوع لزينب الأشهب، وجدار للمهدي الدكالي، وحوت الصحراء لعلاء الدين الجم، ودوار السوليما لأسماء المدير، والطفل والخبز لمحمد كومان، وحدود لعلي الصميلي.