دالطو : لعصام دوخو يعالج الشريط السينمائي القصير دالطو حالة مرضية تتمثل في عمى الألوان، ويرصد تبعا لذلك تفاعل المصاب بهذا المرض مع الألوان، وميله الفطري للإشتغال على الفن الغرافيكي، حيث يلاحظ أن نسبة كبيرة ممن يعانون مرض عمى الألوان يتمتعون بعبقرية في ما يخص فن الغرافيزم. لقد مكن هذا الموضوع من إضفاء طابع جمالي خاص على الفيلم، يحضر فيه بشكل قوي عنصر اللون بمختلف أبعاده. كما اتسم هذا العمل السينمائي القصير بتجريبيته من خلال عدم التزامه بالخط الكرونولوجي المنتظم، الشيء الذي ساهم في كسر أفق انتظار المتلقي، وجعله يتفاعل مع الفيلم باعتباره عملا فنيا يعتمد على اللغة البصرية، أكثر من كونه مجرد قصة لها بداية ونهاية. شريط دالطو من إنتاج دعاء للإنتاج، إخراج: عصام دوخو، سيناريو: عصام دوخو، تصوير: محمد سلام ومحمد غلام، صوت: عادل بلبشير، مونتاج: عصام دوخو، تشخيص: محمد الشرقاوي، فريد الركراكي، عدنان موحجة. مدته: 15 دقيقة. كاريان : بوليود لياسين فنان من خلال قصة بسيطة تتمثل في إعجاب البطل بإحدى الفنانات، ورغبته في الالتقاء بها، إلى حد التفكير في تصوير فيلم سينمائي رغم غياب الإمكانيات المادية، وإقناع تلك الفنانة بالمشاركة في هذا المشروع السينمائي. من خلال هذه القصة البسيطة يتم مقاربة بعض الجوانب من الحياة اليومية لسكان البيوت الصفيحية. في هذا الشريط تحضر مختلف مظاهر البؤس التي تميز هذا الوسط الاجتماعي: أوساخ، أزبال، فوضى، كلام يخدش الحياء، نزق، عنف، ذعارة، إلى غير ذلك من المظاهر السلبية. غير أنه خلال النقاش الذي نظم حول هذا الشريط الذي يعد العمل الأول في تجربة الإخراج السينمائي لياسين فنان، تم التحفظ من المبالغة في توظيف وقاحة اللغة، إيمانا بأن سكان البيوت الصفيحية لا يتحدثون بهذا المستوى المنحط من اللغة، بل نجد بينهم أناسا مثقفين. كما أنه لم يتم توظيف جمالية القبح المتمثل في المزبلة على سبيل المثال، بل تم تصويرها بشكل تقريري، في حين أن الأمر يتعلق بعمل فني سينمائي. غير أن أهم ملاحظة سلبية سجلت حول هذا الشريط، هو أنه يجعل المتلقي في حالة تيه، بمعنى أن هناك سردا حكائيا لكثير من المشاهد التي يمكن أن يشكل بعضها أفلاما سينمائية مستقلة بذاتها. كما أن الجانب المتعلق بالكاستينغ لم يكن موفقا، حيث أن الدور الذي أنيط ببطلة الشريط الذي أدت دوره أمل الأطرش، لم يكن ملائما لها، فقد غاب التعبير بملامح الوجه وكذلك بالجسد في كثير من المشاهد التي أدتها، كما أن الدور الذي جسده إدريس الروخ، لم يكن ملائما له هو الآخر، على اعتبار أن دور الشيخ الوقور، لا يتناسب مع سنه وبنيته الفزيولوجية. كان بإمكان هذا الشريط -وهذا ما كان منتظرا منه- أن يدخل إلى عمق العالم الصفيحي، الموسوم بالكاريان، ونقل صور حية عن المعيش اليومي لسكانه: معاناتهم مع جلب الماء والإضاءة والصرف الصحي والمطر والمغرق والصيف المحرق والحشرات وغير ذلك من المشاكل اليومية، غير أنه تم التركيز على مواضيع تم استهلاكها في السينما الهندية، من خلال محاولة تقليد بكيفية بارودية الشريط الهندي المعروف: ديسكو دانسر. غير أن النقطة المضيئة في هذا الشريط، هي اكتشافه لطاقات إبداعية في التشخيص، برز هذا على سبيل المثال، من خلال الشخصية التي أداها الفنان عادل أبا تراب وكذلك الشخصية التي أدتها الفنانة جليلة التلمسي، أما الأسماء الأخرى الرئيسية، فقد أصبحت مكرسة في عالم السينما، مثل إدريس الروخ على وجه الخصوص، وإن كان الدور الذي شخصه لم يناسبه، للاعتبارات السالفة الذكر. كاريان بووليود من إنتاج نولابيل وإيماج فاكتوري، وإخراج ياسين فنان، وسيناريو: ألكسيس كارو، وتصوير: ألبريشت سيلبير بيركير، وصوت: محمد الأعوج ومصطفى الموساوي، ومونتاج: جوليان فوري، وموسيقى: محمود حلاوي، وتشخيص: أمل الأطرش، سهيل نواز قريشي، فاطمة هراندي، عادل أبا تراب، إدريس الروخ، جليلة التلمسي. مدته: 102 دقيقة. الأوراق الميتة: ليونس الركاب شريط آخر من أشرطة هذه الدورة التي ينصب موضوعها حول حالة مرضية معينة، فقد تناول شريط الأوراق الميتة للمخرج السينمائي يونس الركاب، حالة انفصام شخصية البطلة، التي أدت بها إلى ارتكاب جريمة قتل عاشقها، وقد عمد المخرج إلى عدم الكشف عن القاتل الحقيقي إلى حدود نهاية الشريط، وعلى أساس ذلك قام بخلق مجموعة من المسارات الزائفة لتشويق المشاهد، وبالتالي وقع في فخ الأفلام البوليسية التي تم استهلاكها في السينما الأمريكية وغيرها من التجارب السينمائية. ومن ثم يتم طرح إشكالية أزمة مواضيع لها خصوصية مغربية، يمكن أن تؤسس لمدرسة سينمائية، على غرار ما هو سائد في الكثير من تجارب البلدان الأجنبية، مثل إيران واليابان وإيطاليا وغيرها. ومن الملاحظات السلبية كذلك حول هذا الشريط، هو أن مخرجه لم يتمكن من خلق شكل سينمائي موحد، حيث برز هناك خلط بين الوقائع والأحداث، إلى حد أن بعضها ظهر أنه بالإمكان الاستغناء عنه دون أن يتم الإخلال بالشريط ككل، كما تجلى ذلك في الجزء المتعلق بالمحاكمة، التي ساهمت في تمطيط المدة الزمنية للشريط لا أقل ولا أكثر، في حين أن العمل السينمائي الناجح، ينبغي أن يكون مثل قصيدة شعرية، إذا تم حذف كلمة أو حرف منها، انهار بناؤها ككل. غير أن ما أن أنقذ هذا الشريط، هو أنه بالموازاة مع الخط الدرامي المعتاد في القصة البوليسية، تم الاحتفاء بالرقص والموسيقى والتشكيل والطبيعة وجمالية المدينة المتمثلة في إفران.. الأوراق الميتة من إنتاج: فريكاب للإنتاج، إخراج: يونس الركاب، سيناريو: يونس الركاب، يونس بشارة، عزيز أبلاغ، محمد ريان، تصوير: علي الركاب، صوت: عصام الخياط، مونتاج: يونس الركاب وهيثم أحماد، موسيقى: عادل عيسى، تشخيص: ربيع القاطي، سناء بحاج، ياسمينة زاكي، حسناء المومني، ربيع بنجحيل، نبيل عاطف. مدته 119 دقيقة.