أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن الشروع في تعشيب سبعة ملاعب تنتمي فرقها لبطولة القسم الأول لكرة القدم أي ما يصطلح عليه منذ أربع سنوات ب "البطولة الاحترافية"، وحسب بلاغ صادر في الموضوع، ستتكفل بالإنجاز وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك، وسيتم فتح الأظرف المتعلقة بطلب العروض بعروض أثمان، يوم الأربعاء 11 مارس القادم، بقاعة الاجتماعات التابعة لمديرية التجهيزات العامة للوزارة. ويتعلق الأمر هنا بملاعب مدن خريبكة، الحسيمة، بركان، آسفي، خنيفرة، القنيطرة، تطوان، أما المدة التي ستستغرقها الأشغال فهي سبعة أشهر، والأندية المعنية بالعملية هي شباب أطلس شباب خنيفرة، شباب الريف الحسيمي، المغرب التطواني، نهضة بركان، النادي القنيطري، وفي الوقت الذي حسم فيه " الماط" قراره باللعب بطنجة، ما تزال الفرق الستة المتبقية، لم تعلن بعد، وبصفة رسمية عن الملاعب التي ستحتضن بها ما تبقى من مشوار البطولة. ويعتبر قرار إعادة تعشيب ملاعب البطولة الوطنية لكرة القدم بالعشب الطبيعي، استجابة لمقررات الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يفرض على الأندية لعب المباريات الرسمية فوق العشب الطبيعي، على أن تتحمل الأندية المعنية نفقات الصيانة، رغم أن أغلب الملاعب على الصعيد الوطني في ملكية المجالس البلدية. والواقع أن إعادة تعشيب الملاعب بالعشب الطبيعي بدلا من الاصطناعي، يؤكد بالملموس أن كرة القدم الوطنية والرياضة بصفة عامة، ضحية القرارات الخاطئة لأغلب المسؤولين الذين تعاقبوا على القطاع. فقد تم إهدار ميزانيات مهمة في تكسية الملاعب بالعشب الاصطناعي، وتمت إزالة أرضية طبيعية ممتازة لملاعب معينة ولعل أبرزها أرضية ملعب الحارثي، والنتيجة سوء أرضية ومعاناة لاعبين من ارتفاع حرارة المواد التي يصنع منها العشب، بالإضافة إلى الروائح الكريهة التي تعم الفضاء، خصوصا مع ارتفاع حرارة الطقس. كان من الأفضل تخصيص الميزانية التي أنفقت على العشب الاصطناعي بعشرات الملاعب على الصعيد الوطني، لمجالات أخرى تسهم في تحسين البنيات التحتية، خصوصا ما يهم الفئات الصغرى، لكن ضعف البصيرة من جهة، والتهافت على إبرام الصفقات بشتى الطرق من جهة ثانية، رجحا كفة الإنتفاعيين والانتهازيين، وقد تابعنا كيف اشتد الصراع حول صفقات العشب الاصطناعي بين أطراف نافدة، إذ امتدت فضائحه إلى خارج الحدود، حيث تابع المتتبعون فصول صراع مرير وتبادل الاتهامات بين مسؤولين سواء داخل الجامعة أو الوزارة الوصية، والهدف كما قلنا الانفراد بإبرام صفقات في الظلام. انتهى عهد العشب الاصطناعي بملاعب القسم الأول، لكن هناك صفقات أخرى قيد الإنجاز حاليا بملاعب الأقسام السفلى وبنفس العشب أي الاصطناعي، مع ما يرافقها هي الأخرى من أخبار تتحدث عن تلاعبات وممارسات تمس مصداقية العملية، خاصة وأن مصادر تتحدث عن برمجة ملاعب غير موجودة أصلا في المشروع، حيث تشم في العملية رائحة الولاءات الحزبية والحسابات الانتخابية. ألم نقل لكم في أكثر من مناسبة إن أغلب الصفقات تحوم حولها الشبهات والشكوك، وإن المصلحة العامة آخر شيء يمكن التفكير فيه، ولنا في فضيحة مركب الرباط التي عصفت بوزير الشباب والرياضة محمد أوزين خير مثال... اتقوا الله في الأموال المواطنين... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته