تستعد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لإعادة تعشيب سبع من ملاعب البطولة «الاحترافية» بالعشب الطبيعي، بعد أن تبين أن عشب بعض الملاعب لم يعد صالحا لممارسة كرة القدم، وبعد أن تبين كذلك أن العشب الاصطناعي ليس صالحا لتقديم ممارسة كروية راقية، كما أنه يساهم في إصابات للعديد من اللاعبين، وقد تابعنا كيف أنه عندما تجرى المباريات في ظل حرارة مرتفعة فإن أقدام اللاعبين تلتهب، مما يضطرهم إلى وضع أرجلهم في الماء، بطرق بدائية، لذلك، فإن ملاعب خنيفرة والحسيمة وآسفي وبركان والقنيطرة وتطوان وخريبكة ستغلق أبوابها في شهر مارس المقبل، على أن تكون هذه الملاعب جاهزة مع انطلاق النسخة المقبلة من البطولة «الاحترافية»، علما أن هذه الفرق قد تعاني وهي تكمل الموسم خارج ملاعبها، لكن الأهم هو أنها ستستفيد في الموسم المقبل من أرضيات محترمة سيكون لها دورها في تقديم المنتوج الكروي بشكل جيد، إن فوق أرضية الملعب، أو عبر التلفزيون عندما سيتم نقل المباريات، كما أن جودة العشب لن تبقي مبررات لبعض المدربين الذين يبحثون دائما عن مشجب يعلقون عليه هزائمهم. إن تعشيب ملاعب البطولة بعشب طبيعي خطوة إيجابية ولاشك، لكن على مسؤولي الجامعة ومعهم مسؤولو الفرق والجهات المختصة التي ستقوم بعملية التعشيب، أن لا تغفل ركنا أساسيا في الحفاظ على جودة العشب، وهي الصيانة التي لا يتم الانتباه إليها، مما يتسبب مع مرور السنوات في إفسادها وإلى تحويل الملاعب إلى حقول لزرع البطاطس. وبالموازاة مع إصلاح عشب ملاعب البطولة، فإن الكثير من ملاعبنا تحتاج إلى إعادة تهيئة، فباستثناء الملاعب الجديدة التي تم بناؤها والتي تتوفر على مرافق في المستوى تحترم آدمية البشر، فإن الكثير من الملاعب وبينها ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء توجد في وضعية كارثية، ناهيك عن الولوجيات التي تكاد تكون آخر ما يتم التفكير فيه، بل إن ظروف استقبال الجماهير التي تحج بكثافة لمتابعة المباريات ليست ملائمة، الأمر الذي يتسبب في الازدحام ويؤجج الشغب، ويوفر الأرضية الخصبة للقيام بالسرقات، هذا دون الحديث عن ظروف العمل الصعبة للصحفيين الذين يتابعون بعض المباريات من أماكن تشبه «الزنازن» أكثر مما تشبه منصات الصحافة. إن إصلاح الملاعب خطوة مهمة جدا، في انتظار «إصلاح» الكثير من العقليات التي تفسد اللعبة.