46 في المائة منهم يقضون عطلهم خارج البلاد ووجهة المغرب في تنام متزايد يتزايد اهتمام مهنيي السياحة في جمهورية التشيك بالمغرب كوجهة أضحت تستقطب المزيد من السياح الراغبين في الخروج عن المألوف والاستمتاع بالشمس على الساحل الأطلسي. وعرف عدد السياح التشيكيين الوافدين على المغرب وتيرة تصاعدية خلال السنوات الأخيرة، مما يجعل من السوق التشيكية ثاني مصدر للسياح نحو المملكة من منطقة شرق أوروبا، بعد بولونيا، ب 21 ألف و64 ألف سائح على التوالي في 2014. ولجلب المزيد من السياح، نجح مهنيو القطاع بدعم من المكتب الوطني المغربي للسياحة في تحقيق التميز أثناء مشاركتهم، ما بين 19 و22 فبراير الجاري، في الدورة ال 24 للمعرض الدولي للسياحة والأسفار وفن الطبخ في براغ. وعلى غرار السنوات السابقة، تميزت المملكة المغربية بمشاركة وازنة في هذه الدورة بفضل رواق أقيم في فضاء المعارض المرموق "هولسوفيسي" على مساحة تفوق 100 متر مربع. وأثار الرواق المغربي الانتباه بتصميمه الفريد الذي يعكس التعدد الثقافي و الحضاري في المغرب، من خلال صور مكبرة لمدن أكادير ومراكش والصويرة والداخلة وباقي مدن المملكة، كما تم عرض أشرطة حول المدن العريقة والمآثر التاريخية والصناعة التقليدية ومراكز الاستجمام، وفن المطبخ المغربي، وجوانب أخرى من العرض السياحي المغربي. ولم يخل الرواق من وسائل أخرى للتعريف بالسياحة المغربية كالكتيبات والمطويات باللغة التشيكية، كما تمت إقامة نقاط، داخل الرواق، لتقديم المعلومات تشرف عليها مضيفات باللباس التقليدي المغربي يتكلمن اللغة التشيكية. وحفل الرواق المغربي بعروض موسيقية ورقصات شعبية من كل مناطق المغرب. وحرص منظمو الرواق على استقبال الزوار وفق تقاليد الضيافة المغربية الأصيلة، حيث كانت تقدم لهم كؤوس الشاي بالنعناع، والتمور المحشوة. ودشنت الرواق المغربي سفيرة المغرب في براغ صوريا العثماني رفقة الممثل الإقليمي للمكتب الوطني المغربي للسياحة في وارسو خالد ميمي والمدير العام للمجلس الجهوي للسياحة بأكادير يوسف ماعون والعديد من أرباب الفنادق ووكلاء الأسفار من اكادير والدار البيضاء. وعرف الرواق في نفس اليوم زيارة وزيرة التنمية الإقليمية والسياحة التشيكية، السيدة كلارا ستيكتوفا، ومسؤولين آخرين عن السياحة في جمهورية التشيك. واستقطب هذا الرواق، منذ اليوم الأول لهذه التظاهر السياحية العالمية الكبرى، المئات من الزوار . كما أجرى عدد كبير من المهنيين التشيكيين وممثلو وسائل الإعلام المكتوب والسمعي البصري، لقاءات و اتصالات مع المهنيين المغاربة بهدف التوقيع على عقود لاستقبال المزيد من السياح التشيكيين. ولا يخفي مهنيو القطاع تفاؤلهم بشأن ارتفاع عدد السياح التشيكيين في السنوات المقبلة، مشيرين في هذا الصدد إلى أن 46 في المئة من التشيكيين، الذين يبلغ عددهم الإجمالي 10,5 مليون، يقضون عطلهم في الخارج، مما يستدعي الاستمرار في مواكبة هذه السوق الواعدة. ومنذ التوقيع في 2013 على اتفاقية تعاون في مجال الترويج السياحي بين المغرب وجمهورية التشيك، جمع الرباط وبراغ تعاون هو الأوثق في هذا المجال. وبذلك تزايد اهتمام السائح والمسافر التشيكي بالمغرب وأضحت السوق التشيكية تمثل فعلا ثاني أهم مصدر للسياح نحو المغرب في منطقة أوروبا الشرقية بعد بولونيا.