برنار كازونوف: البلدان متحدان في الحفاظ على قيم الحرية والانفتاح والسلام أكد وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازونوف، السبت بالرباط، أن المغرب يعد "شريكا أساسيا" لفرنسا في ضمان استتباب الأمن ومكافحة الإرهاب. وقال كازونوف خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الداخلية محمد حصاد، عقب مباحثات أجرياها، إن "المغرب يعد شريكا أساسيا لضمان الأمن ومكافحة الإرهاب. وهو أمر ثابت بالدرجة الأولى في مجال الاستخبارات، المجال الذي يتوفر فيه المغرب على تجربة مهمة، والذي أبانت فيه مصالح الأمن عن فعاليتها من خلال تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية خلال الشهور الأخيرة". ونوه بهذه المناسبة بمهنية مصالح الاستخبارات المغربية ومكانة المغرب كشريك لفرنسا في المجال الأمني. وأشاد في هذا الصدد بالعمل الذي تقوم به المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قائلا "أريد في هذا الصدد أن أشيد بالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وفي المقام الأول، بمديرها العام عبد اللطيف الحموشي"، مؤكدا أن دور هذه المديرية "حاسم في العمل الذي نقوم به لمكافحة الإرهاب". وأشار في هذا الصدد إلى أن فرنسا سبق ووشحت الحموشي سنة 2011 بوسام جوقة الشرف بدرجة فارس، وأنها، وتقديرا له، ستوشحه مرة أخرى، قريبا، بوسام جوقة الشرف بدرجة ضابط. وقال كازونوف "نأمل في مواصلة تعميق التعاون في المجال الأمني"، مضيفا أنه اتفق مع نظيره المغربي أيضا على مواصلة العمل سويا في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة والاتجار في المخدرات. وأضاف "لقد قررنا أيضا تعزيز مجال التعاون بين مصالح الوزارتين، والزيارات المتبادلة بين المنسقين ستمكن من تعميق هذه العلاقات". وحسب الوزير الفرنسي، فإن مكافحة التطرف تشكل أيضا مجالا آخر للتعاون مع المغرب، لا سيما وأن المملكة أضحت "مرجعا" بفضل الجهود التي تبذلها من أجل الترويج لصورة الإسلام المنفتح والمتسامح سواء في صفوف مغاربة الخارج، أو في محيطها الإقليمي. ونوه في هذا الصدد بتجربة المملكة في مجال تكوين الأئمة في الخارج، مضيفا أن "أمامنا الكثير لنقوم به في هذا المجال". ولم يفت كازونوف، خلال هذا اللقاء، أن يجدد إدانة فرنسا "القوية" للاعتداءات ضد المسلمين في بلاده إثر هجمات باريس الأخيرة، معتبرا أن الاعتداء على مسلمين بسبب معتقدهم الديني، هو اعتداء على فرنسا. وقال إن "أمامنا الكثير لنقوم به مع المغرب لتفادي أي خلط بين الإرهاب والإسلام"، مؤكدا أن هجمات باريس الهمجية لا علاقة لها بالإسلام، ولا يمكن أن تنسب لأي ديانة أو ثقافة. واعتبر المسؤول الفرنسي أن "استئناف التعاون التام في ما بيننا يعد مطلبا ورغبة مشتركة. إنه يبرز أن الصداقة بين المغرب وفرنسا، خلال اللحظات الصعبة، أقوى من أي شيء". وأضاف أن "هذا العزم المشترك على مكافحة الإرهاب والترويج لرسالة التسامح يتعين أن يقوم على الثقة المتبادلة"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم 31 يناير المنصرم يوفر الظروف الملائمة لتعاون قضائي فعال بين البلدين". وذكر وزير الداخلية الفرنسي، في هذا الصدد، بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أبرزا بمناسبة لقاءهما مؤخرا بباريس، عزم المغرب وفرنسا على العمل سويا على مكافحة الإرهاب، والتعاون في مجال الأمن، مضيفا أن هذا "العزم المشترك هو اليوم مهم أكثر من أي وقت مضى، وذلك في سياق يواجه فيه بلدانا تهديدا إرهابيا خطيرا أدت فرنسا ثمنه مؤخرا". وحسب الوزير الفرنسي، فإن هذه القدرة "الملحوظة" على تجاوز الصعوبات، يدا في يد، تجسد الإرادة السياسية القائمة على أعلى مستوى والرامية إلى الحرص على الإبقاء على شراكة متميزة بين بلدينا". وجدد التأكيد على أن "فرنسا كانت على الدوام بلدا صديقا للمغرب. وهي اليوم كذلك أكثر من ذي قبل"، معربا في هذا الصدد عن شكره الخالص للسلطات والشعب المغربيين، وقبل ذلك، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على رسائل التضامن التي بعث بها غداة الهجمات الإرهابية التي استهدفت فرنسا. وقال "إن هذه الرسائل تبرز بجلاء أن المغرب وفرنسا متحدان في الحفاظ على قيم الحرية والانفتاح والسلام. إنها تذكرنا بأن أمامنا دورا مهما يتعين أن نضطلع به في مواجهة الإرهاب واللاتسامح على مستوى ضفتي البحر الأبيض المتوسط". ******* المغرب وفرنسا يجددان استعدادهما لتعزيز التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب حصاد يؤكد على ضرورة مضاعفة الاتصالات واللقاءات بين مسؤولي الأمن بالبلدين قال وزير الداخلية محمد حصاد، السبت بالرباط، إن المغرب وفرنسا يؤكدان مجددا استعدادهما لتعزيز التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب. وأوضح حصاد خلال ندوة صحفية عقب مباحثات أجراها مع نظيره الفرنسي، برنار كازونوف، إن "المباحثات التي أجريتها مع كازونوف شكلت مناسبة لنا للتأكيد مجددا على استعدادنا التام لتعزيز التعاون بين مصالحنا الأمنية". وأضاف حصاد أن هذا التعاون يهم بالأساس "مكافحة الإرهاب، وذلك من خلال تبادل واثق ومكثف للاستعلامات والخبرات". وأبرز الوزير أن هذا اللقاء شكل، أيضا، "مناسبة لتعميق التبادل بخصوص التطورات الأخيرة للتهديدات الإرهابية بالمنطقة، وتحديد مجالات التعاون ذات الأولوية" بين وزارتي الداخلية المغربية والفرنسية. وأضاف حصاد أنه اتفق مع نظيره الفرنسي "على مضاعفة الاتصالات واللقاءات بين المسؤولين المكلفين بالأمن بالبلدين، وذلك بغرض الاستمرار في العمل، سوية، وفي إطار من التنسيق الجيد، على مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها، بما يعزز قوة الشراكة المتميزة" التي تجمع البلدين . وأشار حصاد إلى أن هذا اللقاء، الذي حضره الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية السيد الشرقي اضريس، يأتي إثر توقيع اتفاق جديد بين المغرب وفرنسا في مجال التعاون القضائي. كما يأتي هذا اللقاء، حسب حصاد، "في إطار التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، سواء خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه جلالته مع فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية، أو خلال اللقاء الذي جمع قائدي البلدين يوم 9 فبراير الجاري بباريس، والذي أعربا خلاله عن ارتياحهما لتوفر الظروف من أجل دينامية جديدة لتعاون وثيق وطموح بين فرنسا والمغرب في جميع المجالات".