في انتظار فصل المكتب الجامعي عن العصبة الاحترافية تعيش الأندية المغربية موسمها الرابع في نظام الاحتراف، ورغم التعاقد المدون بين مختلف الفاعلين ضمن هذه الأندية، ووضوح الحق والواجب ظلت هذه المؤسسات "يا حسرة" حبيسة مشاكل تقليدية عتيقة، وتخضع لتسيير هاوي. وهنا يتوضح الإشكال في النظام المؤطر للجموع العامة والذي يعتمد المنخرط في برلمانات الأندية، هذا النظام الذي أحدث في الثالث والعشرين من يوليوز 1995، وخلال عشرين سنة طفت على السطح عيوبه ومشاغله وأصبح متجاوزا ولا يساير الاحتراف. هذا القانون الذي يسن الأنظمة النموذجية للأندية والعصب والجامعات يعتمد من خلاله المشرع على المنخرط في التصويت واختيار المسيرين، وتابعنا كيف يفرز الجمع العام في جل المناسبات رئيس بالتصفيق بدل التصويت في عمليات مطبوخة ومحضرة، تمنح الرئيس حرية وصلاحية اختيار أعضاء المكتب المسير. يعينهم تحت غطاء الديمقراطية، ولذلك نرى ونتابع كيف يتخذ جل الرؤساء قرارات باعتبارهم ينبثقون من اختيار ديمقراطي ولا يستشيرون مع من معهم في التسيير، وللأسف هذه القواعد هي التي تفرز منطقيا تشكيلة المكتب الجامعي عن طريق الاختيار بنظام اللائحة. وينتظر المجتمع الرياضي إخراج المكتب الجامعي عن العصبة الاحترافية في السنة الحالية، حتى تتفرغ تحت إشراف الجامعة إلى تسيير أنشطة أندية الصفوة. وعن هذه العصبة نتساءل من سيتولى تسييرها وهل تستند الإدارة والتدبير إلى أعضاء من جماعة المكتب الجامعي وتكون نسخة طبق الأصل كما سبق. القوانين جاهزة ووملاءمة مع ضوابط الفيفا والمخاض قاتم منذ دخول الاحتراف، في انتظار الولادة التي يبدو أنها عسيرة وقيصرية وفي انتظار تفعيل الاحتراف في حضن العصبة الاحترافية، تبقى المبادرات حبيسة مدار حرم الجامعة دون العودة إلى الجمعية العمومية. ومثالا لذلك اعتماد مباريات الذهاب والإياب في منافسات كأس العرش والسماح لأندية الصفوة بإشراك أربعة لاعبين والدفع بإلغاء البند الذي منع التعاقد مع حراس المرمى الأجانب في الدوري الوطني. والمدافعون عن هذا الطرح يفضلون اللاعب الجاهز ومراكز جل الأندية مغلقة أو مفتوحة ومنتوجها هزيلة بسبب اهتمام المسيرين بنتائج الفريق الأول فقط. ومن هذا الواقع وهذا الوضع المرير نريد منتخبا وطنيا كبيرا قويا قادرا على منح الإشعاع لكرتنا في المحافل الدولية والقارية. احتجت فرق متضررة من أخطاء التحكيم ورد عليها رئيس الجامعة بالرفع من قيمة مستحقات الحكام والمراقبين، وأشار إلى من يتجرأ لانتقاد التحكيم عليه أن يتعلم تركيب أربع جمل مفيدة. واحتجت فرق كرة القدم النسوية أيضا، فرفع المسؤولون في حجم منحها السنوية شأنها في ذلك شأن فرق كرة القدم داخل القاعة، وكأن الأمر رهين بالإمكانيات المادية. ونحن نتابع كيف بقيت العيوب متجدرة رغم توفر المركبات الضخمة والأجور المحترمة للمدربين في أندية أصبحت تتكلم لغة الملايير. الدوري الاحترافي وبعد ثلاثة مواسم في النظام الجديد يؤكد أنه مستهلك فقط وعدد اللاعبين اللذين انتقلوا منه إلى الاحتراف قليل جدا ولايتعدى سبعة وجهتم في الغالب الخليج أو بعض الدوريات المغمورة. وبعد مباريات مرحلة الذهاب في الدوري الاحترافي، وخلال 128 مباراة لم يحضر من الجمهور سوى ما يناهز 990.000 متفرج، والمشاكل تتزايد في التدبير والتسييير. وأصبحا الشكايا التي تتوصل بها الجامعة في تزايد مستمر من أجل حل المشاكل المادية بين الاندية واللاعبين، فيما أعلنت أندية أخرى العجز في ميزانيتها في الجموع العامة واستمرت في جلب اللاعبين وإنعاش السوق الداخلية والنتائج واضحة حيث يتم شراء اللاعبين دون إشراكهم في المباريات.. الشيئ الذي يوضح أن كرة القدم المغربية مثقلة بالهموم والفرق شاسع بين الثرثرة والواقع.