الكاتب المغربي أنيس الرافعي يفتتح «مصحّة الدمى» صدر حديثا ضمن منشورات دار«العين») القاهرة ، 2015 )، كتاب قصصي للكاتب المغربي أنيس الرافعي بعنوان «مصحّة الدمى». العمل الجديد الذي أشرفت على تصميم غلافه الفنانة صابرين مهران والواقع في 150 صفحة من القطع المتوسط، هو عبارة عن « فوتوغرام – حكائي » يتشكّل من قسمين، هما «قسم الإرشادات» و«قسم الأشعة»، وكذا من « فوتومونتاج – سردي » قوامه « نسيجة » تبيّن الأساس النظري الذي حكم المؤلف في هندسة معمار الكتاب، و«مدوّنة للدمى» هي بمثابة أنطولوجيا وجيزة أو بحث مصغّر في العالم الغامض والسحريّ للدمى في مختلف المرجعيات والثقافات. أمّا «حكايات الفوتوغرام » فقد توزعت على سبعة أجنحة هي (جناح الغصص، جناح الأورام، جناح الهلاوس، جناح العاهات، جناح الشظايا، جناح الفصام، وجناح العدم ). وتمّ تذييل الكتاب بسجّل تعريفي للصور الفوتوغرافية المصاحبة لبعض من كبار صانعي الصور الشمسيّة الآلية ممن اشتغلوا على موضوعة الدمية. يقول أنيس الرافعي «كل عينة مدرجة من دمى هذه المدوّنة، هي بمثابة دائرة أصلية موافقة، في الآن ذاته، وإن بطريقة غير تعاقبية، لدائرة ثانية تمثّلها صورة فوتوغرافية من صور السجّل، وكذا لدائرة ثالثة تجسّدها حكاية من حكايات الفوتوغرام. الدوائر الثلاث في حركتها الهندسية اللاخطية وغير الخاضعة للصدفة العرضية أو للإكراهات السياقية، تتبادل الأدوار، والتحبيك، والقوالب التقنية، واستعارة النموذج، وتجتهد في ضياعها داخل بعضها البعض، لكن وفق نسق مدروس وبناء مترابط وتنام درامي، جوهره أن تنفصل وتتفكّك عن مركزها، ثم تعود لتجتمع مرة أخرى في دائرة واحدة بطريقة إدماجية. إذ إن كل دائرة شهقة تصّاعد، وكلما وصلت إلى ذروتها ندّت عن الدائرة الموالية شهقة إضافية». وعلى ظهر الغلاف الرابع نقرأ الشهادة التالية للقاص والروائي المصري محمد الفخراني : «أنيس الرافعي، القاص المغربي المجدّد، الشغوف بالمغامرة الجسورة والتجريب الخلاّق، كاتب/ بحّار، حصل على لؤلؤته، ورأى جنيّة البحر/ الكتابة، عندما تقرأه للمرة الأولى تحبه، للأبد تحبه». فبعد أن وضع ذات يوم الحجر الأساس «للشركة المغربية لنقل الأموات»، هاهو أنيس الرافعي يعود مرة أخرى ليفتتح هذه المرة «مصحّة للدمى» ، لكن ترى هل هي دمى فعلا، أم بالأحرى هي خلاصة سوانحنا ومختصر ظنّوننا غير المدركة؟ ومن قال إنّ الدمى فارغة وليس بداخلها أحد؟ صاحب «أريج البستان في تصاريف العميان» وحده من يمتلك بأخيلته الواسعة مفاتيح الإجابة عن سرائر سؤال غامض من هذا القبيل.