مستشارو مقاطعة الفداء يسقطون الحساب الإداري للمرة الثالثة... أسقط مستشارو المقاطعة الجماعية الفداء بالدار البيضاء، يوم الخميس الماضي، الحساب الإداري للسنة المالية 2014، وذلك بالتصويت ضده ب19 صوتا مقابل 10 لصالحه، حيث امتنع ممثل حزب التقدم والاشتراكية عن التصويت في دورة انطلقت أشغالها على الساعة التاسعة والنصف صباحا بالفضاء الاجتماعي الفداء "قرب مرجان"، وسط حضور مكثف لساكنة المنطقة وجمعيات المجتمع المدني وبعض المنابر الإعلامية والإذاعية. وسيرا على نهج سابقتها، عرفت الدورة مجموعة من الملاسنات والمشادات بين مستشارين مناوئين للرئيس ومستشارين من الأغلبية، ولم تخل من "الحرب الطاحنة" بين سعيد حسبان رئيس المقاطعة الجماعية الفداء، وبين أعضاء المعارضة الرافضون للحساب الإداري. ومن جهته، قال المستشار عبد الله وافدي عضو اللجنة المركزية والكاتب الأول لحزب التقدم والاشتراكية وممثل الحزب بالمقاطعة الجماعية الفداء أن الحزب مع المصلحة العامة للسكان ومع احترام جميع الأعضاء وكذلك احترام رئاسة المجلس. مشيرا في الوقت ذاته إلى مقتضيات تسيير الشأن المحلي وفق المقاربة الأخلاقية والقانونية. وأكدعبد الله وافدي في مداخلته على أن الحزب جاء من أجل مصلحة السكان وانشغالاتهم وتحقيق مصالحهم ومطالبهم، ومن أجل تنفيد البرنامج المسطر من طرف الهيئة الحزبية وتنمية العمل الجماعي بما يخدم صالح الساكنة. وأوضح المسؤول الحزبي سوء الفهم الذي وقع بينه وبين النائب الثالث ابراهيم أدناس والذي انتهى بعد حوار بالتراضي وبشكل حبي. وفي تدخله، وجه كاتب المجلس عبد الله حمدي سيلا من الاتهامات لرئيس المقاطعة، متهما إياه بهدر المال العام عن طريق دمج منحة الحساب الإداري والتي تصل إلى 700 مليون سنتيم في حساب واحد للحصول على تزكية أعضاء المجلس، في وقت كشفت فيه المعارضة عن مجموعة من الخروقات مطالبة رئاسة المجلس بتقديم الوثائق والبيانات المتعلقة بصرف المال العام " 700 مليون سنتيم". ودافع رئيس مقاطعة الفداء سعيد حسبان، في كلمته، بقوة، على تسيير الشأن المحلي بالمجلس بنوع من الشفافية والديمقراطية والنزاهة في جميع المشاريع التي تهم مقاطعة الفداء، مع إشراكه للمجتمع المدني في تتبع المشاريع التي تهم مقاطعة الفداء. وأكد رئيس المقاطعة أن 90 في المائة من النفقات شملت الأشغال العمومية، مشيرا إلى أن استعداده للتعاون مع أي حزب بناء على اتفاقات مشتركة، معلنا في الأخير على عقد ندوة صحفية للنبش في الملفات التي تعرقل سير مجلس مقاطعة الفداء. وفي مشهد غريب، تدخل عضو محسوب على إحدى الأحزاب (...)، نكن له التقدير والاحترام، وتلفظ بكلام نابي مخل بالحياء والآداب ومخل بآليات الاجتماعات وأدبياتها عندما قال "لي بغا يفشل الدورة نخلي دار بوه..." في إشارة منه إلى قمع وسد الأفواه المطالبة بتوضيح وتعديد بعض الأمور المتعلقة بدورة الحساب الإداري. تدخل هذا العضو الذي لا ندري كيف استطاع كسب ثقة السكان، بل وكيف استطاع الحصول على أصواتهم بهذا المستوى الرديء الذي يحن إلى عهود رفعت فيها بعض الكائنات شعار" المغرب لنا لا لغيرنا"، أثار استغراب الحضور الذي فضل الصمت عوض الانحدار إلى ترهاته وسفاسفه التي يعبر بها عن مستواه الضعيف. وإذا كان مصطلح الديمقراطية التشاركية بمفهومه الجديد يعد مجموعة من الأساليب التي يتم عبرها إشراك الجميع في صنع السياسات العمومية وتقوية دورهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بتدبير الشأن المحلي، فإن هذا التعريف أصبح ضربا من الخيال في دورة التصويت على وثيقة الحساب الإداري لسنة 2014 للمقاطعة الجماعية الفداء، حيث تناسى"العضو المحترم" أسلوب الحوار المفترض توفره كشرط أساسي في من يمثلون الساكنة ويتحملون مسؤولية تدبير الشأن المحلي. وتشهد مقاطعة الفداء توترا كبيرا بين رئيسها الذي لم تفارقه الانتقادات طيلة عمر الولاية الحالية، وبين أغلبية أعضاء مجلس المقاطعة الجماعية الذين ظلوا يطالبونه بالرحيل.