قال العاهل الإسباني، الملك فيليبي السادس، أول أمس الأربعاء، إن المغرب العربي "منطقة تحظى بالأولوية" في السياسة الخارجية لإسبانيا. وأوضح العاهل الإسباني، في خطاب ألقاه بمناسبة حفل الاستقبال السنوي لأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بإسبانيا، الذي حضره سفير المغرب في مدريد، محمد فاضل بنيعيش، أن "شمال إفريقيا، وخاصة المغرب العربي، منطقة تحظى بالأولوية في سياستنا الخارجية". وجدد، بهذه المناسبة، "التزام" بلاده بتعزيز العلاقات مع المغرب العربي في إطار المشاركة الفعالة لإسبانيا في منتديات كالاتحاد من أجل المتوسط، أو حوار 5 + 5، وكذا بالعمل على إعطاء دفعة جديدة لسياسة الجوار الأوروبية لكي تكون مبنية على "المصالح المشتركة". وأشار العاهل الإسباني، من جهة أخرى، إلى أن "إسبانيا منخرطة بقوة في حل الصراعات في سورية وليبيا، وملتزمة باحترام سيادة ووحدة التراب العراق". وبخصوص عملية السلام في الشرق الأوسط، قال الملك فيليبي السادس إن بلاده تدعو إلى "حل عادل ودائم على أساس مبدأ الدولتين، فلسطينية وإسرائيلية، تعيشان في سلم وأمن وتقدم"، مجددا عزم إسبانيا "الأكيد" على تعزيز علاقتها مع جامعة الدول العربية التي تعد "فاعلا أساسيا بالمنطقة". وفي سياق آخر، أبرز العاهل الإسباني "الإمكانيات الاقتصادية الكبيرة" التي تزخر بها منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط، مشيدا، بالمناسبة، بمشاركة المقاولات الإسبانية في المشاريع الكبرى في هذه المنطقة، لاسيما في مجالات النقل والطاقات المتجددة. ولدى تطرقه للعلاقات الإسبانية الإفريقية، أشار الملك فيليبي السادس إلى أن الجانبين يتقاسمان التحديات نفسها ولهما الطموحات ذاتها، مبرزا أن إفريقيا تشكل بالنسبة لإسبانيا أرضا "للفرص المشتركة". وخلص العاهل الإسباني إلى أن "سياسة إسبانيا الخارجية تجاه إفريقيا تقوم على ثلاث ركائز تتمثل في رفع تحدي الأمن والسلام، والمساهمة في تقدم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وتعزيز الشراكة الاقتصادية لما فيه خير المواطن الإفريقي". من جانب آخر، ندد العاهل الإسباني الملك ب"النظرة المنحرفة والأحادية" للإرهاب الذي "يرى في القناعات الديمقراطية عدوا له"، معربا عن تضامنه مع الأسر والبلدان التي عانت في السنوات الأخيرة من آثار "همجية" الإرهاب ومن هذه "الآفة اللا إنسانية"، التي تسعى ل"إخضاع العالم لرؤيتها المنحرفة والأحادية". وأوضح الملك فيليبي أنه "أمام الإرهاب والتعصب، ليس هناك إلا رد ممكن وحتمي وهو قوة التعقل الممارس بحرية في إطار دولة القانون، واحترام كرامة وحقوق جميع الأشخاص"، مشددا على أن قوة التعقل ستتغلب، دون أدنى شك، على الكراهية والحقد، وعلى أولئك الذين يهاجمون "القيم الأساسية للإنسان، والحق في العدالة والديمقراطية، وفي التعايش السلمي والاحترام". وتطرق الملك فيليبي السادس، في هذا الخطاب، إلى الأزمة الاقتصادية في بلاده، مشيرا إلى أن إسبانيا خرجت من الركود بفضل "الجهود الجبارة" للمجتمع برمته.