يبدو أن المشاكل الطاحنة التي تعرفها أسرة رياضة الريكبي الوطني قد تجاوزت حدود المغرب، لتتحول المعركة إلى الخارج حيث تتم هناك مواجهة ضارية لا تتردد في نشر غسيل كل طرف أمام الملإ، وفي تجاوز صارخ لكل الأجهزة الوطنية المفروض أن تتدخل لحل المشاكل العالقة، والحيلولة دون تحول الخلاف إلى خلافات طاحنة لا تقيم وزنا للمصلحة العامة. فقد تطورت الأمور إلى حدود تنظيم الجامعة الملكية المغربية للعبة مؤخرا بباريس وقفة تستنكر فيها الإقصاء الذي طالها وحال دون حضور ممثلي الريكبي المغربي أشغال الجمع العام الذي عقدته الكونفدرالية الأفريقية للريكبي بماركوسي بباريس الفرنسية يوم 12 دجنبر 2014، مع العلم أن انعقاد مؤتمر للريكبي الإفريقي بدولة خارج القارة السمراء يثير الكثير من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية الذي دعت إلى اتخاذ مثل هذا القرار من طرف الجهاز الإفريقي. فأمر " تهريب" الجمع العام إلى باريس مسألة غريبة، لكن الأغرب من ذلك هو أن الشخص الذي يرأس الكونفدرالية الأفريقية هو المغربي عزيز بوكجة، ومن المفروض أن يكون هناك تعاون ودعم من طرف عائلة الريكبي المغربي وبحث كيفية استفادة كل المتدخلين في اللعبة من التواجد على رأس هذا التنظيم الرياضي على المستوى القاري، لكن العكس ما يحصل الآن بالإقصاء والحرب الطاحنة والدعاية المضادة. وقد سبق للجامعة المغربية أن وجهت رسائل استنكار إلى مجموعة من الأجهزة التي لها علاقة بالموضوع منها الكونفدرالية القارية للريكبي، والجامعة الدولية للريكبي، واللجنة الأولمبية الدولية، والجامعات الإفريقية للريكبي، والجامعة الفرنسية للريكبي، والجامعات الفرانكفونية، والأنجلوفونية، وجميع الدول الممارسة للريكبي، مع توجيه نسخة لرئيس الحكومة المغربية، ووزير الشباب والرياضة، إلا أن هذه الخطوة لم تساهم في حل المشكل، بقدر ما زادت من استفحاله، لتصل المواجهة إلى أقصاها، حيث يؤدي الريكبي المغربي ثمنها غاليا، والنتيجة إقصاء على جميع المستويات. ولعل المثير في القضية هو الصمت الذي تتعامل به الأجهزة المشرفة عن القطاع الرياضي على الصعيد الوطني وفي مقدمتها وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية، إذ من المفروض أن تتدخل بصفة استعجالية قصد العمل على تقريب وجهات النظر، وتطويق الخلافات للوصول إلى حلول تحمي مصالح الريكبي المغربي. أما آخر الضربات التي تلقتها الجامعة المغربية، فكانت التوقيف عن المشاركة في جميع البطولات القارية، والسبب حسب رئيس الكونفدرالية الأفريقية عزيز بوكجة هو التقرير الذي أعدته لجنة مراجعة وتدقيق الحسابات التابعة للاتحاد الدولي للريكبي، والذي ضبطت العديد من المخالفات المالية المرتكبة داخل الجامعة المغربية. أمر خطير .. خصوصا بعدما وصلت الأطراف إلى مرحلة اللا عودة، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه بإلحاح: أين تتموقع مصلحة الريكبي المغربي في كل ما يحدث؟ الأكيد أن هذه اللعبة التي أعطت أسماء كبيرة استطاعت أن تتألق على الصعيد الدولي هي التي يتؤدي الثمن باهظا. فمن يتدخل إذن لإنقاذ الريكبي المغربي الذي يعاني أصلا من الهشاشة والضعف والتراجع ؟... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته