حزب التقدم والاشتراكية في الذكرى الأربعينية لرحيل الحانون بوطيب اعتبر الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية الرفيق بوطيب الحانون مناضلا تقدميا وحداثيا على مستوى مختلف جبهات الصراع السياسي والفكري الذي عاشه المجتمع خلال العقود الأخيرة، تحمل عدة مسؤوليات حزبية على صعيد جهة الدارالبيضاء الكبرى وخصوصا بمنطقة سيدي البرنوصي. وقال الديوان السياسي، في الكلمة التي ألقاها عضو مكتبه أحمد زكي، في الذكرى الأربعينية لرحيل المناضل الحانون بوطيب التي أقيمت الجمعة الماضي، بالمركب الثقافي الصقلي بسيدي البرنوصي بالدارالبيضاء، إن "الفقيد غادرنا بدون سابق إنذار، في وقت كم نحن في حاجة إلى عطاءاته الفكرية دفاعا عن قيم الحرية واحترام حقوق الإنسان، وتصديا لزحف الأفكار الظلامية والنكوصية التي تستغل الدين وتوظفه لفرض الدكتاتورية والشمولية والميز الجنسي". وأكد أحمد زكي، في هذه الذكرى التي حضرها وفد عن الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، ومجموعة من أعضاء اللجنة المركزية ومناضلي الحزب بجهة الدارالبيضاء وغيرها، ومناضلو منظمة الشبيبة ومنظمة الطلائع، وممثلو الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية والفنية بسيدي البرنوصي، وحضور حاشد من أصدقاء ومعارف الفقيد، بالإضافة إلى عائلته الصغيرة، أن براعة الراحل الحانون بوطيب تجسدت أكثر في المجال الصحافي الذي لأرز عمق أفكاره ومدى تعلقه بالمبادئ النيرة للفكر الاشتراكي وطابعه التحرري، إضافة إلى براعته في التعبير وحنكته في المجال اللغوي، وهذا ما فتح له باب تسلق المسؤوليات داخل هيئة تحرير بيان اليوم التي تقلد مهمة رئاستها عن جدارة واستحقاق. واعتبر زكي، أن رحيل بوطيب يعد خسارة حقيقية للحزب وللقوى الديمقراطية والحداثية في هذه الفترة الدقيقة التي تمر منها بلادنا، والتي تتسم بصراع حاد، يعمل الحزب فيها على أن تصب نضالاته في اتجاه تعزيز المكتسبات التي حققها الشعب المغربي بفضل كفاحه المستمر في مجال الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. وهي مميزات أسهبت كلمة جهة الدارالبيضاء لحزب التقدم والاشتراكية في ذكرها، مشددة على خصال الراحل الحميدة وتفرده بسياسة القرب التي ميزت فرع حزب التقدم والاشتراكية بالبرنوصي، وجعلته لصيقا بهموم المواطنين ومطالبهم، يؤطر الاحتجاجات وينشرالوعي السياسي وسط الشباب . هذا العمل السياسي والديمقراطي طويل النفس، المحكوم بقواعد الشجاعة وبعد النظر والتفاني في خدمة الوطن والمواطن، يقول مصطفى اتريعي، نائب الكاتب العام لجهة الدارالبيضاء لحزب التقدم والاشتراكية في كلمته، كان لا بد له من الكفاءات القادرة على المبادرة وعلى ترجمة الموقف والمبدأ إلى فعل ملموس، وإلى رجل من طينة الحانون . وبالإضافة إلى المهام والمسؤوليات التي تقلدها الحانون، يضيف مصطفى اتريعي، كان للراحل دوره على مستوى الجهة التي تحمل بها مسؤولية المنسق الجهوي في فترة دقيقة من تجربة ومسار الديمقراطية المحلية وتدبير الشأن المحلي، موجها بالمناسبة تحية الوفاء للفقيد ولكل من رحلوا بعد أن أبلوا البلاء الحسن لخدمة الساكنة البيضاوية، مشددا على ضرورة مواصلة مشوارهم من خلال العمل على معالجة حقيقية للمعضلات والمشاكل والتحديات الكبرى التي تعاني منها الدارالبيضاء الكبرى. صفات وخصال لا تجتمع إلا في مناضلين كبار، يقول رشيد بوكبيدة عضو الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بالبرنوصي، الذين بفضلهم، ظل الحزب متمسكا بهويته اليسارية، وعرف كيف يستوعب التطورات الحاصلة في المجتمع بإدراكه العلمي للدينامية التي تتحكم في تطوره والتناقضات التي تخترقه. واعتبر أن الحضور المتميز للحزب في المشهد السياسي، يعود لمناضلين أمثال الحانون، ورفاق آخرين فارقونا، تاركين لنا كنزا نضاليا وفكريا، ذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الرفاق علي يعته، عبد السلام بورقية، عبد الله العياشي، عزيز بلال، شمعون ليفي، شعيب الريفي، أنيق، سعيد الرايس، الدويب، وغيرهم، دون أن ننسى الأحياء منهم... وباسم عائلة الفقيد الحانون، ألقى ابنه سفيان كلمة، عبر فيها عن الألم والحزن الذي خلفه رحيل والده المفاجئ، بعدما أدى واجبه وترك أثرا يحمد عليه أناء الليل وأطراف النهار، معتبرا أن والده كرس كل حياته لخدمة المجتمع، مدافعا عن قيم العدالة والنزاهة. ووجه بالمناسبة تحية شكر وتقدير لحزب التقدم والاشتراكية على مبادرته في إحياء هذه الذكرى الأربعينية. وتضمن برنامج الذكرى الأربعينية تقديم شريط فيديو يضم مجموعة من شهادات أصدقائه ورفاقه وفعاليات سياسية وجمعوية وشخصيات أخرى، نوهت بمسار الفقيد، وبخصاله الحميدة، وحنكته السياسيه وطيبوبته .كما قدمت لعائلته تذكاران يحملان صورة الفقيد، وفاء لروحه الطاهرة.