المغرب يفقد صديقة ومناضلة تقدمية كبيرة انتقلت إلى عفو الله السيدة إيماما إيفان، صباح فاتح يناير الجاري بعد معاناة طويلة مع المرض بدار العجزة بالرباط، عن عمر يناهز 99 سنة، حيث ووري جثمانها الثرى بعد زوال أمس الأربعاء. وكانت السيدة إيماما تقطن، قيد حياتها، مع زوجها المرحوم بريس إيفان بالشقة المجاورة لمقر مكتب جريدتنا بالرباط، الذي كانت تزوره بانتظام وتلقي التحية على الصحافيين، وفي قلبها لوعة لسنوات مضت من تاريخها الذي شغلته بقراء جريدة البيان وبالنضال المستميث دفاعا عن المبادئ نفسها التي خلص لها حزب التقدم والاشتراكية. فقد كانت الراحلة، وزوجها بريس ايفان، مناضلين تقدميين ساندا المغرب بقوة واستماتة في مطالبته بالاستقلال والتحرر، وقاسيا من أجل ذلك الكثير من المحن مع المستعمر الفرنسي وسلطاته التي لم تجد بدا، من أجل تكميم صوتيهما، من طردهما خارج المغرب، نافية إياهما إلى فرنسا حيث بدأت معاناة جديدة مع الحياة القاسية. نضالات لن ينساها المغرب الذي بمجرد نيله استقلاله، سارع إلى احتضانهما، ورد الجميل وفاء لحبهما لهذا الوطن. فقد أمر المغفور له جلالة الملك محمد الخامس بإدماجهما في المجتمع المغربي، وفي الحياة العملية. عاد المناضل بريس إيفان إلى عمله كأستاذ في ثانوية الليمون بالرباط، وتقوت روابطه وزوجته إماما ايفان بالحزب الشيوعي المغربي وبحزب التحرر والاشتراكية ثم بحزب التقدم والاشتراكية، يقاسمانه المبادئ ذاتها والتطلعات نفسها، مواظبين على قراءة جريدته البيان، مؤكدين تشبثهما بالمغرب الذي طالما صرحت إماما ايفان أنها ترغب أن يحتويها ترابه بعد مماتها. بهذه المناسبة الحزينة يتقدم الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ورئيس وأعضاء مجلس الرئاسة وإدارة وهيئة تحرير البيان وبيان اليوم بصادق مشاعر التعزية والمواساة إلى أقارب وأصدقاء الفقيدة وكل معارفها ورفاقها بالمغرب وفرنسا، داعين لها بالرحمة. إنا لله وإنا إليه راجعون