كشف التقييم الأولي لعملية "رعاية" التي أطلقتها وزارة الصحة لتقريب وتقديم خدمات صحية واسعة النطاق بالمناطق التي تضررت من الفيضانات الأخير، التجاوب الكبير الذي لقيته هذه العملية الطبية من طرف المواطنين والمواطنات قاطني المناطق والجهات المشمولة بهذه العملية. فقد عرفت هذه العملية، منذ انطلاقتها يوم 15 دجنبر الجاري تنظيم 367 زيارة ميدانية للفرق الطبية المتنقلة ، شملت الجهات الأربع المستهدفة وهي جهة سوس ماسة درعة ، جهة كلميمالسمارة ، جهة مراكش تانسيفت الحوز وجهة مكناس تافيلالت، قدمت خلالها 30925 خدمة صحية، كما تم تنظيم 11 قافلة طبية متعددة الاختصاصات قدمت خلالها 7350 خدمة صحية. من جانب آخر، أفاد بلاغ لوزارة الصحة، أنه خلال الزيارات الميدانية والقوافل الطبية التي تندرج في إطار هذه العملية تم تمكين المستفيدين من الأدوية والعلاجات الضرورية، وهو الأمر الذي كان له الوقع الإيجابي وسط سكان تلك المناطق المشمولة بهذه العملية، حيث نوهوا بها وبمستوى الخدمات الصحية المقدمة لهم في الإطار ذاته. وأوضح المصدر ذاته، أنه بعد التقييم الميداني الذي قامت به وزارة الصحة للبنيات التحتية، أوفد البروفيسور الحسين الوردي وزير الصحة، لجنة مكونة من مسؤولين بالإدارة المركزية لعقد اجتماعات عملية مع السلطات الجهوية والإقليمية والمحلية بمختلف الجهات المستهدفة، وذلك للوقوف على مراحل تقدم تنفيذ برنامج عملية "رعاية" وكذا شرح وتقديم المراحل المستقبلية لها حيث من المقرر أن تستمر إلى غاية 30 مارس 2015 . وأضاف بلاغ وزارة الصحة، أنه تم عقد اجتماعات مع ولاة وعمال الجهات المعنية بحضور المسؤولين الجهويين والمحليين لوزارة الصحة، وأنه تم خلال تلك الاجتماعات تقييم كل الجوانب المرتبطة بهذه العملية خاصة المراحل المستقبيلة والتي تهم تنظيم القوافل الطبية والفرق الطبية المتنقلة، وتم الاتفاق على برنامج مدقق ومحدد في الزمان والمكان . يشار إلى أن عملية "رعاية" لدعم التغطية الصحية بالمناطق المتضررة من التساقطات المطرية وكذا المناطق المعزولة بالوسط القروي، تندرج في إطار تنفيذ التعليمات الملكية من أجل تضافر الجهود والإمكانيات لتقديم الدعم اللازم لساكنة المناطق المتضررة، وفي إطار مسؤولية وزارة الصحة لضمان الحق في الرعاية الصحية والديمقراطية الصحية كما نص عليها الدستور المغربي انطلاقا من مبادئ العدالة والتضامن وتفعيلا للشراكة البناءة مع القطاع الخاص وجمعيات المجتمع المدني والمنظمات العاملة في الميدان الصحي. ويتم تنفيذ هذه العملية على مرحلتين الأولى تمتد من 15 دجنبر الجاري إلى 15 يناير المقبل، سيتم خلالها تعزيز التغطية الطبية بالمناطق المنكوبة وتحديد المرضى الذين يتطلبون عناية خاصة، فيما سيتم في إطار المرحلة الثانية، الممتدة من 16 يناير إلى 30 مارس المقبلين، تعزيز التغطية الصحية بالوحدات الطبية المتنقلة وبرمجة وتنفيذ القوافل الطبية المتخصصة وفق الحاجيات المطروحة. وقد خصصت وزارة الصحة لهذه العملية 763 من الموارد البشرية، تضم 200 طبيب اختصاصي، و124 طبيب عام، و20 صيدلاني و314 ممرض، و763 من الموارد البشرية، إضافة إلى 105 سائق العربات، و70 وحَدة طبيّة متنقّلة، و10 عياداتٍ طبيّة متنقّلة، و 45 سيّارة إسعاف، ومروحيّتين للنقل الاستعجالي، بالإضافة إلى تحديد 20 مستشفى كمراكز استشفائية مرجعية بالنسبة للحالات الوافدة من المناطق المستهدفة، متمثلة في 15 مستشفى إقليميا وثلاث مراكز استشفائية جهوية ومركزين استشفائيين جامعيين.