اعتقالات تعسفية وتهديدات بالتصفية لمجرد المطالبة بحقها يعيش أفراد الجماعة السلالية الثوالث، منذ شهور محنة عصيبة، دفعت بهم إلى مغادرة منازلهم والمبيت في العراء، وسط خيام لا تقيهم قساوة برد الشتاء، محاصرين صباح مساء من طرف عناصر من التعاونية الفارسية ومهددين من قبل قائد ثلاثاء اولاد فارس الذي بلغ من الجبروت حد اعتقال كل من سولت له نفسه فتح فمه لرفع الظلم والحيف الذي اتخذ أبعادا خطيرة. فقد أقدم القائد على استهداف جمعية أسسها سكان الجماعة السلالية الثوالث، بتشجيع من والي سطات، هدفها اجتماعي محظ، قامت بالعديد من المبادرات المحمودة، وشكلت حلقة وصل بين المواطنين وسلطات العمالة. بيد أنه كان للسيد القائد "ع. ط" رأي آخر. فقد قام باعتقال أربعة أشخاص يشكلون مكتب الجمعية بدعوى التحريض على الفوضى. بيان اليوم نقلت هذه الواقعة إلى السلطات بمدينة سطات التي اعتبرت ما أقدم عليه القائد "شططا في استعمال السلطة" وتعهدت بالتدخل لإطلاق المعتقلين وهم محمد الغازي، ومصطفى الغازي، والصبري حجاج، ومحمد البوري، بعد تأكدها من براءتهم ومن أن الغرض من سجنهم لمدة فاقت 45 دون محاكمة ولا دليل يراد منه إسكات صوتهم الذي صدح بالحق في قضية أرض أهاليهم المسلوبة ظلما، بعد تمكنهم منها عقب رحيل المستعمر. ففي سنة 1970 ، وبعد الأمر الملكي السامي لجلالة المغفور له الحسن الثاني، استبشر سكان الثوالث الذين ضحوا بأرواحهم لطرد المستعمر، خيرا لعودة أراضيهم إليهم، بيد أنه كان لرئيس جماعة الثلاثاء آنذاك رأي آخر. إذ قام، مقابل مبالغ مالية وحسابات سياسوية ضيقة، بتوزيع أراضي الثوالث على أشخاص ليسوا من ذوي الحقوق. وعلى هذيه، سار أعضاء الجماعة الذين وزعوا الغنيمة، واستعملوا السلطات المحلية سلاحا لقمع همجي أكد السكان أنهم لم يروا مثيلا له طوال العقود التي ظل المستعمر فيها يستغل أراضيهم. كان رئيس الجماعة ومن يواليه من السلطات المحلية ينهبون الأراضي ويطلقون سماسرة التعذيب يجولون بين السكان. فما أن يعبر أحدهم عن الجيف الذي يطال الجماعة السلالية الثوالث ضدا على قرار المغفور له الحسن الثاني، حتى يلاحقونه أينما كان ويضعوه في زنزانة تزكم الأنوف، يقضي بها ما طاب لهم من أيام، ويجعلون السجين عبرة لباقي أفراد القبيلة. لم يتغير شيء اليوم، يقول السكان البسطاء لبيان اليوم، فالقائد الذي لا يحمل قلبه رحمة ولا يخشى الرحيم، علما أن اسمه مشتق من هذا الاسم الجليل، يعتدي على كبار السن ويهينهم، ويضرب الشباب ويسجنهم، بل ويعتبر كل سكان الجماعة السلالية رعايا ممنوع عليهم المطالبة بحقهم الذي اعترف محافظ سطات به، ويجعل من نفسه خادما مدافعا عن ناهبي هذه الأرض التي سنعود لتفاصيلها في عدد لاحق، بعد الاطلاع في عين المكان على كل الحقائق من أجل استكمال ملف تشير كل معطياته أن في المغرب المعاصر مناطق ظل يختبئ فيها قياد يحنون إلى زملاء لهم سجل التاريخ جولاتهم التي انتهت إلى الحضيض. ملف يهم جماعة سلالية كانت تسمى سابقا بغابة الثوالث، قبل 1925 ، حسب الرسم العقاري c/5092 وهذا الرسم العقاري تم توزيعه في ظروف غامضة في إطار استرجاع الأراضي. ملف امتدت له أياد، بعضها امتهن الانتخابات التي حجزت له مقعدا في البرلمان، وبعضها الآخر يختبئ وراء قبعة السلطة، أو تحول إلى الفلاحة. خلقوا وهما اسمه التعاونية الفارسية التي تضم من بيعت لهم الأرض السلالية. هذه التعاونية تضم بدورها بعض الأشخاص الذين نصبوا العداء للمالكين الحقيقيين، فباتوا يقومون بتجاوزات وخروقات ومضايقات في الأسواق والطرقات، يوزعون تهديداتهم يمنة ويسرة، ويلفقون تهما جاهزة اقترفتها أيديهم، وكان من نتائجها إنزال العقوبات في حق الأبرياء ..تهم مخدومة مادام القائد جاهز في منعطف الطريق يترصدهم لممارسة ساديته. إن ملف الجماعة السلالية الثوالث الذي نحن بصدد الخوض فيه والإعداد له، لا يعني الضحايا وحدهم. بل يهم بالأساس عمالة سطات، وعاملها الذي لا نخاله يفضل موقع المتفرج على قائد منع حتى الأطفال من التمدرس من خلال توقيف نشاط النقل المدرسي، ويعتدي يوميا على مواطنات ومواطنين بسطاء لتلبة جشع المحتلين لأراضيهم.