أمر قاضي التحقيق بابتدائية مدينة ابن احمد بإيداع رئيس سابق لجماعة السكامنة وشقيقه السجن المحلي بويا الجيلالي على ذمة الاعتقال الاحتياطي في انتظار التحقيق معهما تفصيليا حول تهمة تتعلق بالتحريض على العنف، وشهد محيط المحكمة احتجاجات سكان دوار البيرات أولاد عياد التوالث الذين انتقلوا إلى مدينة ابن احمد بأعداد غفيرة موازاة مع تقديم المعنيين بالأمر، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، واستمرت احتجاجات دوار البيرات ساعات قبل أن تتدخل عناصر الشرطة بمدينة ابن احمد وتقنع المحتجين بفك الاعتصام الذي نفذوه أمام المحكمة وإخلاء الشارع العام. وكان المعنيان بالأمر قد أحيلا على أنظار وكيل الملك لدى ابتدائية ابن احمد من طرف درك سيدي حجاج أولاد امراح، الثلاثاء الماضي، بعد قضائهما فترة الحراسة النظرية، قبل أن يطلب ممثل الحق العام الضابطة القضائية بتعميق البحث معهما وإحالتهما على أنظاره أول أمس الخميس، حيث وبعد اطلاعه على ملف القضية أحالهما على قاضي التحقيق الذي قرر إيداعهما السجن على ذمة الاعتقال الاحتياطي، ووفق مصدر مطلع فإنه قد تم توقيف الشقيقين للاستماع إليهما بخصوص الأحداث والمواجهات التي شهدتها منطقة»الحجرة البيضاء» بجماعة السكامنة التابعة ترابيا لإقليم سطات يوم 16 أكتوبر و6 نونبر الأخير، وهي المواجهات التي استنفرت عناصر الدرك الملكي بسيدي حجاج أولاد امراح التي باشرت تحرياتها الميدانية تحت إشراف النيابة العامة بابتدائية ابن احمد، لكشف المتورطين في حادث الاعتداء، والذي وضع في شأنه سكان التعاونية الفارسية شكاية تتعلق بإلحاق خسائر مادية بملك الغير والضرب والجرح ومنع عملية الحرث، والوصول إلى أشخاص هاجموا فلاحي التعاونية الفارسية وتسببوا في إلحاق خسائر مادية جسيمة بأحد الجرارات التي كانت ستباشر عملية الحرث في المنطقة، وكذا إصابة ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة استدعت نقلهم إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بإقليم سطات لتلقي العلاجات الضرورية. وأضاف المصدر ذاته، أن المواجهات بين الطرفين المتنازعين اشتعلت عندما هم سكان التعاونية الفارسية بالشروع في حرث أراضيهم المجاورة لدوار البيرات، ليتفاجؤوا حينها بمجموعة من الأشخاص يزيد عددهم عن المائة، قيل أنهم يتحدرون من دوار البيرات المذكور تقوم بمهاجمتهم، محدثين بذلك خسائر مادية جسيمة بجرارهم، وكذا جروح متفاوتة الخطورة أصيب بها ثلاثة أشخاص من سكان التعاونية، الذين طالبوا الجهات المسؤولة بالتدخل لحل المشكل الذي يعرقل عملية انطلاق عمليات الحرث بالنسبة للموسم الفلاحي الحالي، وجعل سكان التعاونية الفارسية يعيشون نوعا من الهلع والرعب مخافة إعادة سيناريو السنة الفارطة، وحماية حق أعضاء التعاونية في أرضهم والبالغة مساحتها 2247 هكتارا، وهي أراض محفظة بما فيها أرض «سيكي» خاصة بالحرث، والتي منحت للتعاونية عن طريق ظهير شريف سنة 1972 في إطار الإصلاح الزراعي، مطالبين بتدخل السلطات من أجل إجبار سكان دواوير السكامنة أولاد عياد التوالث على عدم منع عمليات حرثهم لأراضي التعاونية المتنازع عليها وتعريض أعضاء من التعاونية للاعتداء وإلحاق خسائر مادية بممتلكاتهم. وكان الطرف الآخر في النزاع، سكان دواوير أولاد عياد التوالث، قد طالبوا في وقت سابق وزير الداخلية بالتدخل لوقف ما اعتبروه خروقات طالت الأراضي السلالية» الحجرة البيضاء» من طرف التعاونية الفلاحية الفارسية، مصرين في الوقت ذاته على تحقيق مطلبهم بتوقيف عمليات الحرث التي يباشرها أعضاء التعاونية في أرض السيكي موضوع النزاع.