شهدت مجموعة من المناطق بجهة سوس ماسة درعة تساقطات مطرية, منذ ليلة السبت وامتدت إلى حدود صباح أمس الاثنين، إذ عرفت المناطق الجبلية المحيطة بإقليم تارودانت تساقطات مطرية غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية، وعرفت مجموعة من الوديان جريانا لم تشهده المنطقة منذ أزيد من ثلاث سنوات، خاصة بمنطقة أسكاون في اتجاه جبل توبقال. وتسببت الأمطار التي شهدتها جهة سوس ماسة درعة في توقف حركة السير ببعض المحاور الطرقية بإقليم طاطا، خاصة الطريق الوطنية رقم 12 بسبب السيول الجارفة التي عرفتها الوديان الموسمية التي توجد بالمنطقة، حيث توقفت حركة السير لساعات استؤنفت بعدها حركة المرور دون أن يتسبب ذلك في أي خسائر مادية أو بشرية تذكر. التساقطات المطرية، التي خلفت أجواء من الارتياح في صفوف المواطنين بهذه المناطق، تسببت في عزل بعض الدواوير عن العالم الخارجي لبعض الوقت، الأمر الذي استنفر مجموعة من المصالح المعنية، على رأسها مديريات التجهيز بمجموعة من الأقاليم التي عرفت تساقطات مهمة، خاصة ورزازاتوتارودانت. وعن الأجواء التي خلفتها هذه التساقطات، فقد أفادت مجموعة من الشهادات المتطابقة بأن التساقطات الأخيرة خلفت أجواء من الارتياح في صفوف سكان المناطق المجاورة لمدينة ورزازات، التي تعاني من جفاف حاد حيث سيكون لهذه التساقطات انعكاس إيجابي على حقينة سد المنصور الذهبي الذي يعتبر المزود الرئيسي للمدينة بالماء الصالح للشرب، في مقابل ذلك عبر مجموعة من الفلاحين عن ارتياحهم لهذه التساقطات واعتبروها تباشير خير بالنسبة للموسم الفلاحي القادم. كما أنه من شأن هذه التساقطات أن تعزز حقينة مجموعة من السدود التي وصلت إلى معدلات تنذر بالخطر، فضلا عن التأثير الإيجابي لها على الفرشة المائية التي تعرف استنزافا كارثيا. كما عاشت مجموعة من الدواوير التابعة لدائرة ابن احمد بالنفوذ الترابي لإقليم سطات، أول أمس الأحد، حالة من الهلع بسبب العواصف الرعدية والأمطار، التي تهاطلت لساعات طويلة، وتسببت إلى جانب إصابة بعض المواطنين بجروح متفاوتة الخطورة، في اقتلاع مجموعة من الأشجار وسقوط الأعمدة الكهربائية، وتطاير أسقف مجموعة من المدارس وانهيار جدران منازل قديمة بهذه الدواوير، وإتلاف «نوادر التبن» التي تطايرت بفعل الرياح القوية، وضياع مجموعة من رؤوس المواشي. وهمت هذه الأمطار الغزيرة، التي كانت مصحوبة برياح قوية وبالبرَد (التبروري بأحجام كبيرة على شكل أحجار) مجموعة من الدواوير بجماعات مختلفة بدائرة ابن احمد (جماعة سيدي حجاج أولاد امراح، وجماعة مكارطو، وجماعة سيدي عبد الكريم، وسيدي الذهبي، وجماعة بوكركوح)، وعاش مواطنو هذه الجماعات حالة من الهلع الشديد بعدما عاينوا هذه «الرعدة» التي تسببت في اقتلاع الأشجار الكبيرة من جذورها وسقوط أعمدة الكهرباء، وتسببت في تطاير الزنك المثبت بأسقف بعض المنازل، إلى جانب انهيار جدران بعض المنازل والمدارس القديمة، كما تعرضت بعض المؤسسات التعليمية للخراب، منها مدرسة «لعسيلات» نتيجة سقوط أشجار بها وتطاير أسقف حجراتها (الزنك)، والتي تسببت لاحقا في عرقلة حركة المرور، كما سقط سور مدرسة «الوحدة» التعليمية. الأمطار المصحوبة بالعواصف الرعدية التي لم يشهد لها مثيل منذ سنوات، والتي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي لفترة عن مدينتي ابن احمد وأولاد امراح وبعض الجماعات التابعة لدائرة ابن احمد، نتج عنها كذلك انقطاع الماء عن بعض أحياء مدينة ابن أحمد طيلة ليلة أول أمس الأحد، وخلفت ضياع مواشي بجماعة بوكركوح وخسارات مادية مهمة لفلاحي هذه الجماعة. ووفق مصدر مطلع، فإن المستشفى المحلي بابن احمد الذي استقبل المصابين الذين تم نقلهم من جماعة بوكركوح وبعض الجماعات الأخرى، شهد احتجاج مجموعة من المواطنين الذين عبروا عن استيائهم من عدم وجود أطباء وممرضين كافين لتقديم الإسعافات الضرورية للمصابين وغياب الأدوية بمستعجلات المستشفى، وأضاف المصدر ذاته أن وصول المصابين إلى القسم المذكور تصادف مع انقطاع التيار الكهربائي بالمستشفى.