تحت عنوان "محمد الخامس... السلطان"، صدر للكاتب الفرنسي غيوم جوبان مؤلف سياسي وتاريخي جديد ، وذلك عن منشورات "كازا إيكسبريس". فبعد كتاب "ليوطي... المقيم"، الأكثر مبيعا في المغرب سنة 2014، يقدم غيوم جوبان للقاريء المجلد الثاني من ثلاثيته حول التاريخ المشترك الذي يجمع بين المغرب وفرنسا، مع تقديم نظرة جديدة على المغرب خلال الفترة الممتدة من 1925 إلى 1945. ويكشف هذا الكتاب، الذي يميز الدخول الأدبي لسنة 2015، عن بعض الأحداث غير المعروفة جدا أو غير المعروفة بما فيه الكفاية، مفككا بعض المفاهيم المتلقاة، خاصة وقوف مناورات كاثوليكية خلف الظهير البربري، والصراعات بين الفرنسيين، ولامبالاة ديغول تجاه المغرب، وكذا أسطورة النجوم اليهودية، ومحمد الخامس والألمان، ومحاولة الانقلاب لسنة 1942، وأسباب عدم محبة اليسار للمغرب. وأوضح المؤلف أن تاريخ العلاقات الفرنسية المغربية في النصف الأول من القرن العشرين يشكل تركيبا حقيقيا لتاريخ المملكة. فلا يمكن تغطية كل شيء، أو إيراد كل شيء. إذ أن وضع قائمة بالمظاهرات والتوقيفات واحتجاجات الوطنيين المغاربة ستملأ العديد من المجلدات. والكتاب ليس موسوعة، ولكنه دليل من أجل فهم البلد الحالي. ويتضمن هذا الكتاب، الذي يقع في 350 صفحة من الحجم المتوسط، الكثير من الجديد والمعلومات التي لم يسبق نشرها عن المارشال ليوطي، وحرب الريف، ونشأة السياسة المغربية، وعن دوغول، ومختلف المقيمين الذين تعاقبوا على المملكة خلال الفترة التي تمت تغطيتها. كما يتضمن خرائط تتعلق بالمغرب في فترة الحماية والمناطق اللسنية، والريف من 1912 إلى 1956، ومناطق الانشقاق، ومخطط الرباط في 1929، والإنزال الأمريكي في 1942، والمشروع الحضري لفاس من قبل هنري بروست، والمخطط الأمريكي لميناء ليوطي في 1942. وختم المؤلف كتابه بالإعلان عن الموضوع الذي سينم التوسع فيه في الجزء الثالث من ثلاثية غيوم جوبان الذي سيعالج الفترة من 1945 إلى 1956 والذي من المتوقع صدوره في 2016. ورأى غيوم جوبان أن حياة وأعمال محمد الخامس من أجل المغرب لم تتوقف في سنة 1945، إذ أن الأصعب لم يكن قد حل بعد. يشار إلى أن غيوم جوبان، رئيس المدرسة العليا للصحافة بباريس، يقسم وقته بين باريسوالرباط والدار البيضاء حيث أسس قسمين لتدريس الصحافة.