النعيمي ينفي أي دور للسياسة في قرارات بلاده النفطية حمل وزير النفط السعودي، علي النعيمي، ونظيره الإماراتي، محمد المزروعي، دولا منتجة للنفط خارج منظمة الدول المصدرة للنفط، أوبك، مسؤولية انهيار الأسعار في الأسواق العالمية. وقال النعيمي في مؤتمر للدول العربية المصدرة للنفط أوابك، في الإمارات، إن "عدم تعاون دول خارج أوبك ونشاط المضاربين أديا إلى انهيار أسعار النفط". واتهم المرزوعي أيضا دولا خارج أوبك "بإنتاج النفط بطريقة غير مسؤولة".ولكن الوزيرين اتفقا على أن قرار منظمة أوبك بعدم خفض الانتاج قرار "صائب"، وأن ذلك "سيؤدي إلى استقرار الأسعار مستقبلا". ونفى الوزير السعودي أي دور للسياسة في قرارات بلاده النفطية، مؤكدا أن انهيار الأسعار "لن يكون له تأثير كبير" على اقتصادات السعودية والدول العربية الأخرى.وأضاف أن "الحديث عن مؤامرة حبكتها السعودية لأغراض سياسية، لا أساس له، ويدل على قلة فهم". وأوضح أن "السعودية حاولت مع دول أخرى إعادة الاستقرار إلى الأسواق، ولكن عدم تعاون دول خارج أوبك أدى إلى انهيار الأسعار". وفقد برميل النفط نحو 50 في المئة من قيمته في الأسواق من يونيو ، بسبب فائض في الإمدادات، وضعف الاقتصاد العالمي، وارتفاع قيمة الدولارتراجعت اسعار النفط العالمية الى اقل مستوى في خمس سنوات اثر استمرار المخاوف من تزايد العرض خلال الفترة المقبلة. وتراجع سعر خام برنت الى 67.3 دولار للبرميل في نهاية معاملات الاثنين وهو اقل سعر منذ نهاية 2009.كما تراجع سعر الخام الامريكي الى 64.4 دولار للبرميل. وقالت مؤسسة مورغان ستانلي إنها تتوقع ان يستقر سعر خام برنت حول 70 دولار للبرميل خلال العام المقبل وهو مايقل بنحو 30 دولار عن توقعاتها السابقة.وتوقعت المؤسسة ايضا ان يتراوح سعر الخام نفسه حول 88 دولار للبرميل خلال العام 2016. وكانت كريستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي قد اكدت ان انخفاض أسعار النفط قد يضر الدول المصدرة لكنه مفيد بوجه عام للاقتصاد العالمي. وقالت لاغارد "سيكون هناك من سيربح ومن سيخسر، ولكن في المحصلة النهائية يعتبر انخفاض أسعار النفط خبرا جيدا بالنسبة للاقتصاد العالمي." وأضافت لاغارد "مع فرض ان أسعار النفط ستنخفض بنسبة 30 بالمئة فمن المرجح ان تنمو الاقتصادات المتقدمة بنسبة 0.8 بالمئة اضافية، لأن جميعها دول مستوردة للنفط".وانخفضت الأسعار الدولية للنفط بنسبة 40 بالمئة منذ يونيو الماضي نظرا لوفرة الامدادات. وكانت المملكة العربية السعودية قد قادت فكرة عدم تخفيض انتاج النفط داخل منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك"الشهر الماضي. وتوجت المملكة جهودها بالحفاظ على مستوى الانتاج وبالتالي قاد ذلك الى تراجع اسعار النفط في الاسواق العالمية وسط خلافات حادة بين دول "اوبك". وكانت اغلب الدول المصدرة للنفط قد اعتمدت موازناتها المالية الحالية على اساس سعر 80 دولارا للبرميل كحد ادنى بينما اعتمدت بعضا منها سعر يزيد عن 100 دولار لدى اعتماد موازناتها. ويرى بعض الخبراء ان دول الخليج قد لا تواجه مشاكل مالية على المدى القصير بسبب امتلاكها احيتاطات مالية جيدة، واصول مالية يمكن بيعها لسد العجز في الموازنة. غير ان استمرار انخفاض اسعار النفط في الأجل الطويل ربما يستدعي تخفيض الدعم الذي تقدمه هذه الدول لقطاعات كثيرة مثل العلاج والتعليم والاسكان، الأمر الذي قد يؤثر على مستوى المعيشة في هذه الدول. ويمثل انخفاض اسعار النفط مشكلة أكبر لدول اخرى بالمنطقة، مثل ايرانوالعراق، حيث يعتمد البلدان على عائدات النفط بشكل اساسي كمصدر للدخل في الوقت الذي يواجهان فيه تحديات كبيرة. وتخوض القوات العراقية مواجهة عسكرية دموية مع تنظيم الدولة الاسلامية منذ عدة اشهر مما يحمل الخزينة العراقية اعباء مالية كبيرة. ومع تراجع اسعار النفط يواجه العراق شبح خفض الانفاق الحكومي على قطاعات اخرى. واعلن وزير المالية العراقي هوشيار زيباري في 27 نوفمبر ان "23% من الموازنة المالية لعام 2015 التي يبلغ اجماليها 100 مليار دولار، خصصت للدفاع والأمن عند طرحها على مجلس الوزراء". وتتأثر اسعار النفط سلبا بالاوضاع والتهديدات الامنية في الشرق الاوسط حيث جرت العادة ان ترتفع اسعار النفط مع اضطراب اوضاع المنطقة بينما ما نشهده اليوم هو العكس تماما اذ ان العراق وليبيا وهم مصدران كبيران للنفط يشهدان حروبا ورغم ذلك انهارت اسعار النفط.