لم ينج سائق سيارة الإسعاف الليبيري فوداي غالاه (37 عاما) فقط من براثن الموت بعد تعرضه للإصابة بإيبولا، ولكنه أصبح أيضا أحد الوجوه الرئيسية في بلاده لمكافحة الفيروس المميت، وهو يهب لنجدة الذين تظهر عليهم أعراض المرض. ولا يكاد يمر يوم من دون أن يتلقى غالاه -وهو طالب جامعي في مدرسة سيماث للعلوم الطبية- اتصالا هاتفيا من أجل مساعدة أحد ضحايا إيبولا. وأصيب غالاه بعدوى إيبولا، في مارس الماضي، أثناء محاولته إنقاذ طفل فقد سبعة من أفراد أسرته بعد إصابتهم بالمرض القاتل، وذلك بعد أن تلقى نداء استغاثة من أحد جيران الطفل الذي كان يتقيأ وينزف بغزارة، وحالته حرجة للغاية، ولكنّ كليهما نجا من براثن الفيروس. ويحكي غالاه قصته لوكالة الأناضول قائلا "عندما تلقيت طلب الإغاثة في ذلك اليوم ارتديت سترة الوقاية الشخصية، وذهبت لنقل الطفل إلى مركز للعلاج". وأضاف: "بينما كنت أحمله بين ذراعي، تقيأ الطفل علي، ولكن آنذاك لم أعرف إذا ما لمست (بعض السوائل) جسدي، لأنني في تلك اللحظة لم أكن مشغولا بنفسي، ولكن بإنقاذ حياة هذا الطفل". وظهرت أعراض التعب على غالاه بعد يومين فقط عندما بدأ يعاني الحمى والبرد قبل أن ينتهي به المطاف في أحد مراكز علاج إيبولا في العاصمة مونروفيا، حيث اكتشف الأطباء أن نتائج اختباراته للكشف عن الفيروس إيجابية. وتابع "هذا الفيروس ليس مزحة، ففي اليوم ذاته الذي دخلت مركز العلاج أتذكر كيف آلمني رأسي بشدة، ولم أتمكن من النوم، وتناول الطعام أو الشراب لمدة ثلاثة أيام"، مشيرا إلى أن آلام وعذاب زملائه المرضى في وحدة العلاج لا تزال تلاحقه. وفي الوقت الذي تخلى العديد من زملائه المسعفين عن مهامهم بعد أن بدأ إيبولا في حصد أرواح العاملين في مجال الصحة، كانت نجاة غالاه وعودته إلى أسرته إيذانا ببدء حملته ضد الفيروس. وأعرب عن أمله في رؤية الناس منتصرين على المرض، مؤكدا أنه يشعر بسعادة غامرة عندما ينظر حوله ويرى غالبية الذين نقلهم إلى وحدات العلاج في طريقهم إلى الشفاء. وأردف غالاه "أصبت بإيبولا ونجوت، ولن أصاب بالعدوى مجددا، لذلك يمكنني التعامل مع أي حالة إيبولا أو السفر إلى أي بلد للمساعدة، ويسعدني تقديم الخدمة دائما".