يبدو أن أزواج وزوجات الجنود الأمريكيين المتوجهين إلى ليبيريا من قاعدة فورت كامبل في ولاية كنتاكي الأمريكية يتلكأون لفترة أطول من المعتاد في نهاية اللقاءات التي يتم فيها اطلاعهم على التفاصيل قبل سفر الجنود في مهمات عسكرية انتظارا لمعرفة المزيد عن فيروس إيبولا. فبالنسبة إلى هذه العائلات يثير الفيروس نوعا مختلفا من القلق الذي اختبروه خلال 13 عاما من الحرب البرية في العراق وأفغانستان وهم يريدون أن يتأكدوا كيف سيحمي الجيش الجنود من الوباء ما يشكل إضافة جديدة إلى قائمة التهديدات الطويلة التي يواجهها الجيش، حسب ما أوردته وكالة "رويترز" في قصاصة لها. وقال الميجر جنرال جاري فولسكي الذي سيتوجه قريبا إلى ليبيريا مع جنود من الفرقة 101 المحمولة جوا "الإيبولا هو مجموعة مختلفة من المشاكل التي لم تواجهها الفرقة من قبل." ونشرت الولاياتالمتحدة 350 جنديا في غرب أفريقيا- وخصوصا في ليبيريا- بينهم عدد قليل من الفرقة 101. ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم باطراد في الأسابيع المقبلة بينما يسابق الجيش الزمن لتوسيع البنية التحتية لليبيريا حتى تتمكن من مكافحة الإيبولا. وأنشأ الجيش الأمريكي مقرا له في مونروفيا عاصمة ليبيريا ويأمل أن يبدأ المستشفى الميداني الذي ينشئه ويتسع لخمسة وعشرين سريرا العمل في منتصف هذا الشهر كما يأمل أن يبني بسرعة نحو 17 وحدة لمكافحة الإيبولا. وكانت الرسالة التي تلقتها الأسر في فورت كامبل وغيرها من القواعد العسكرية الأمريكية أن الإيبولا مرض يمكن التعامل معه بأمان إذا ما اتخذت الإجراءات الوقائية اللازمة ما يخفض احتمالات الإصابة بالعدوى منخفضة. وشدّد المسؤولون على أن الجنود الأمريكيين لن يعالجوا بالتأكيد المرضى الليبيريين، وإذا سار كل شيء حسب ما هو مخطط له لن يكون هناك أي نوع من التفاعل معهم. لكن لا يزال بعض القلق يساور عائلات الجنود الأمريكيين. وقال اللفتنانت كولونيل سكوت سانماير وهو كبير المهندسين في مونروفيا لرويترز عبر الهاتف "لدي طفلان.. وهما بالتأكيد قلقان على والدهما." وأضاف "لقد تشاطرت مع عائلتي التدريب الذي تلقيته .. وبهذه الطريقة أريحهم من مخاوفهم." *تدريب على إجراءات الأمان تركزت الأنظار في الولاياتالمتحدة على مخاطر عدم احتواء الإيبولا في غرب إفريقيا بعد وفاة المريض الأول الذي تم تشخيص حالته على الأراضي الأمريكية توماس إريك دنكان يوم الأربعاء. ومع تطور تهديد الإيبولا اعترف البنتاجون أن عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى غرب أفريقيا سيزداد مع حجم وفترة المهمة هناك مشيرا إلى أن عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى هناك يمكن أن يتخطى التوقعات الحالية لنحو أربعة آلاف الذي ارتفع بدوره عن التقديرات الأولية التي بلغت ثلاثة آلاف جندي. ويعطي الجيش حصصا تدريبية على إجراءات الأمان الضرورية التي يتعين اتباعها في مونروفيا وغيرها. وفي فورت كامبل كان 150 جنديا يحضرون إحدى هذه الحصص. وأصغى الجنود بانتباه إلى مجموعة المدربين من مؤسسة الأبحاث الطبية عن الأمراض المعدية في الجيش الأمريكي الذين أوضحوا مخاطر الإيبولا الذي يقتل تقريبا نصف الاشخاص الذين يصيبهم. وقال الكابتن أليكس ويلارد الذي يخضع للتدريب إن المهمة في غرب افريقيا مختلفة إلى حد كبر عن انواع العمليات في العراق وأفغانستان التي ربما يرتاح الكثير من (عناصر الفرقة 101) أكثر فيها."