أعلن المتمردون في حركة الليبيريين الموحدين من أجل المصالحة والديموقراطية أنهم سيغادرون منروفيا فور وصول جنود القوة التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. ومن جهة ثانية قال الجنرال جاك كلاين مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيريا لبي بي سي، لقد عرضنا على تايلور أن يهرب إلى نيجيريا آمناً على حياته على أن يغادر البلاد فوراً، ولكنه إذا استمر يناور ويحاور، فإنه سيفقد تلك الفرصة. وأضاف كلاين، إن تايلور مجرم قاتل ومريض نفسياً ولذلك فنحن لا نعرف متى سيخرج، ولا إذا ما كان سيقدم استقالته، ولا نعرف ما هي خطوته القادمة ولا ما يدور في ذهنه. وكان تايلور قد قال إنه ينوي ترك منصب الرئاسة في الحادي عشر من غشت الحالي، ولكن لا أحد يعرف ما إذا كان سيتجه إلى نيجيريا حيث يهرب من المحاكمة. فقد رفعت عليه الأممالمتحدة قضية في سيرا ليون. ولكن كلاين وهو جنرال سابق في الجيش الأمريكي وخدم في البوسنة، يصر على وجوب تقديم تايلور للعدالة، وأنه لا حق لأحد في منحه حق الحرية والنجاة بعد أن أذاق بلاده أسوأ أنواع الحكم وجعلها تعيش في فوضى شاملة. هل يكبر هذا الطفل ليرى كيف تتغير بلاده؟وقد بدأت المساعدات الغذائية والطبية تصل إلى مونروفيا ويتم اسقاطها بالطائرات، حيث بعث كل من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، والحكومة البريطانية أطناناً من الأغذية المحمولة جواً. ويصل الإثنين إلى مونروفيا 300 من القوات النيجيرية لحفظ السلام، وهي طليعة قوات متعددة الجنسية من دول منظمة غرب إفريقيا الإقتصادية (الإيكوواس). واستمرت يوم الأحد الاشتباكات والمناوشات المسلحة بين الثوار وبين القوات الموالية لتشارلز تايلور برغم كل التطورات في الموقف ورفض تايلور الكشف، على أية حال، فيما إذا كان سيحترم الوعد الذي قطعه الشهر الماضي بمغادرة البلاد واللجوء إلى نيجيريا. لكن أحد كبار موظفي البيت الأبيض أخبر CNN، بعد إعلان تايلور تركه الرئاسة أن الرئيس الأمريكي جورج بوش أوضح أنّه يجب أن يغادر. وأوضح المسؤول الأمريكي أن الإدارة الأمريكية ما زالت تستشير الأممالمتحدة ودول غرب إفريقيا لتقرير ما إذا كانت قوات أمريكية ستنتشر على الأراضي الليبيرية. وكان مجلس الأمن الدولي وافق الجمعة، على إرسال قوة متعددة الجنسيات إلى ليبيريا، بهدف تنفيذ وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الأهلية الدامية في البلاد، بعد التصويت على مشروع قرار بأغلبية 12 صوتاً من أصل .15 وامتنعت كل من فرنسا وألمانيا والمكسيك عن التصويت. وقال أمين عام الأممالمتحدة كوفي عنان بعد إقرار المشروع إنني سعيد أن التصويت على مشروع القرار تم هذه الليلة. وأضاف عنان آمل أن نتحرك قدماً بشكل عاجل ومصمم لمساعدة الشعب الليبيري. وامتنعت الدول الثلاث عن التصويت بسبب الصياغة التي أصرت عليها الولاياتالمتحدة، والتي نصت على أن أي جندي من قوات حفظ السلام يرتكب جريمة لا تحاكمه سوى حكومته فقط، وليس محكمة جرائم الحرب الدولية التابعة للأمم المتحدة. وتنص قوانين محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة على معاقبة الجنود في القوة الدولية المتعددة الجنسيات الذين يرتكبون جرائم وإذا كانوا من دول لم تعدل الاتفاقية التي شكلت المحكمة الدولية. يُذكر أن الولاياتالمتحدة لم تعدل الاتفاقية، ولا تريد المشاركة في هذه المحكمة، وحاولت التملص منها بسبب تخوفها من أن الأمر سيؤدي إلى رفع دعاوى ضد الولاياتالمتحدة وجنودها ورئيسها.