نظم فرع اتحاد كتاب المغرب بخريبكة، بتنسيق مع نادي الصحافة للثقافة والتنمية وجمعية أجيال للتربية والتنمية حفل قراءة وتوقيع رواية «روائح مقاهي المكسيك» للقاص والروائي عبد الواحد كفيح مؤخرا بنادي الأعمال الاجتماعية لنساء ورجال التعليم بمدينة خريبكة. قدم في البدء مسير الجلسة كاتب الفرع عبد الرحمان مست كلمة عرف فيها بمسيرة المبدع عبد الواحد كفيح، فهو قاص أصدر مجموعتين قصصيتين معنونتين ب «أنفاس مستقطعة» و»رقصة زوربا»، هذا فضلا عن إصداره الروائي «روائح مقاهي المكسيك» كنص جميل عميق، في حاجة إلى التداول والإنصاف. وفي هذا الصميم، نتحلق اللحظة حول الكاتب كفيح ومؤلفه هذا، كما يقول عبد الرحمان مسحت، لنقترب أكثر من عوالمه السردية وانشغالاته في الكتابة. القاص والروائي محمد فاهي قدم إضاءات في «روائح مقاهي المكسيك»، مؤكدا في البدء أن العنوان هذا، هو اسم لمقهى شعبي كان ملتقى لشخوص تحج إليه كمأوى، ثم تتوزع بها السبل بحثا عن لقمة العيش. فالسارد طفل منخرط بدوره في أحداث الرواية كسيرورة وتكون. ويبدو أن هذا العمل حاول الانفتاح على الهامش، في امتصاص لملامحه وتعدده اللغوي. فكانت الرواية محفلا للتعدد في الصياغة الجمالية والرؤيوية. الشاعر عبد الغني فوزي اعتبر الاحتفاء بهذا الإصدار الروائي، احتفاء بالكتابة نفسها. وأن هذه الأخيرة في حاجة إلى تداول ثقافي دون تمركز أو إقصاء. وعليه، فرواية الروائح واحدة من الروايات المغربية التي تقتضي منا تداولها والكشف عن عوالمها السردية. إنها رواية سعت إلى امتصاص رقعة مكانية ، وبالأخص» مقهى الشعب « في مدينة ما، كان ملتقى شخوص غريبة وفقيرة، تسعى على الأرض بحثا عن لقمة العيش. لكن السارد اعتنى بمظاهرها ورؤاها. والسارد نفسه منخرط في هذه السلسلة كمسار وتكوين. على العموم، رواية الروائح، سعت إلى الانطلاق من المحلية التي تحولت إلى رقعة إنسانية لها أبعادها ورموزهافي السرد وبه. الروائي عبد الواحد كفيح أدلى بورقة بارقة أضاءت علاقته بالكتابة والتي هي بمثابة مختبر للنحت والتوليد، في انشغال بالصياغة والرؤيا. فالأمر إذن يكمن جوهرا في كيفية الصياغة، ضاربا المثل بالأهرام، فجوهرها ليس في المادة (الحجارة)، بل في كيفية التشكيل كما يطرح الروائي عبد الواحد كفيح. وأكد أن جميع الأمكنة المغربية ينبغي أن تعبر للرواية دون مركزة لأمكنة ما دون غيرها. كما أن رواية «روائح مقاهي المكسيك» تحفل بمكان وشخوص تمثل لروح ورؤى جديرة بالبقاء والخلود؛ وقد يغطي ذلك على أسماء الروائيين أنفسهم. فنحن نذكر ونستحضر شخصية زوربا دون ذكر اسم مؤلفها. تخللت اللقاء معزوفات موسيقية أصيلة وهادفه مع الفنان المقتدر سعيد الهداني، إلى جانب قراءات قصصية مع الكتاب المغاربة: عبد الكريم معاش، أحمد محضار وعبد الكريم عباسي وأحمد مساعد، فتعددت الصيغ السردية والآفاق الإبداعية بين أحضان دافئة.