أكد المؤتمر السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) المنعقد مؤخرا بعمان أن العرب يستوردون نحو نصف حاجتهم من المواد الغذائية الرئيسية، مشيرا مع ذلك إلى إمكانات تعزيز الإنتاج الغذائي العربي بحزمة تدابير، في طليعتها تحسين الإنتاجية وكفاءة الري والتعاون الإقليمي. وأفاد الدكتور عدنان بدران، رئيس مجلس أمناء المنتدى العربي للبيئة والتنمية أن تقرير "أفد" حول الأمن الغذائي العربي، الذي عملت عليه مجموعة خبراء ينتمون إلى مختلف مناطق العالم العربي، هو نتيجة عمل جماعي تعاوني، تم تحقيقه بالاشتراك مع منظمات وهيئات إقليمية ودولية وجامعات ومراكز أبحاث، وساهم فيه أكثر من 250 باحثا واختصاصيا ينتمون إلى 20 بلداً و40 مؤسسة. وقدم أمين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب تقريراً عن أعمال المنتدى لسنة 2014، جاء فيه أن "أفد" استقطب مزيدا من الشركاء الإقليميين والدوليين، بما في ذلك الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والصندوق الكويتي للتنمية والفاو والإسكوا وإيكاردا والبنك الإسلامي للتنمية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية وملتقى المعرفة للنمو الأخضر. وتم تقديم تقرير "أفد" حول الطاقة المستدامة في 12 اجتماعا إقليميا ودوليا رئيسيا، وأطلق نقاشات إيجابية وصولا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأدت توصياته إلى اتخاذ إجراءات تتعلق بالسياسات الوطنية في عدة بلدان عربية. ولقيت مبادرة الاقتصاد العربي الأخضر التي أطلقها "أفد" تأييدا قويا في منتديات إقليمية، خاصة على مستوى مجلس التعاون الخليجي، وساهمت في دفع التحول إلى الاقتصاد الأخضر على المستويات الوطنية والإقليمية وحتى العالمية. وأصدر "أفد" دليل كفاءة المياه كجزء من مبادرة الاقتصاد الأخضر. وتم استعمال دليل "أفد" حول كفاءة الطاقة في مباني المكاتب في أكثر من 18 بلدا عربيا. ووسع "أفد" برنامج التعليم البيئي في المدارس، الذي يدعمه دليل وموقع إلكتروني، إلى مزيد من المدارس في السعودية ولبنان والأردن والجزائر. وقال صعب: "لقد منعت الاضطرابات الإقليمية تنفيذ بعض أهداف سنة 2014 بالكامل، خصوصاً في البلدان حيث أدت الأحداث إلى عرقلة البرامج. ولكن أمكن تجاوز الأهداف الموضوعة في مجالات أخرى". وأضافت رزان المبارك الأمينة العامة لهيئة البيئة بأبوظبي أن تحقيق الأمن الغذائي في المنطقة العربية "يتطلب التوازن ما بين تأمين واردات الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال تغيير طريقة الإنتاج الزراعي مع تحقيق الاستدامة البيئية. وهذا يخلق فرصاً اقتصادية جديدة تجذب جيلا جديدا إلى قطاع الزراعة". وأشارت إلى عمل هيئة البيئة في أبوظبي على تطوير مفهوم ميزانية المياه المستدامة، التي تتضمن تكامل كميات المياه الجوفية والمياه المحلاة والمياه المعاد تدويرها، مع تحسين كفاءة الري والتنسيق بين البلدان العربية. واعتبرت أن تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية "يشير إلى الفرص التي من شأنها تعزيز الأمن الغذائي ويقدم لنا أساساً يمكن أن نبني عليه لتحقيق تنسيق إقليمي قوي". وتحدث الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي ومؤسس منتدى غرب آسيا وشمال أفريقيا عن دور التعاون الإقليمي في تعزيز الأمن الغذائي، خصوصا مع توقع ازدياد الطلب على الغذاء بنسبة 50 في المائة سنة 2030 نتيجة ازدياد عدد السكان. وأكد أن الاستثمار في البحوث والبنى التحتية، والاستثمارات الزراعية المسؤولة والصديقة للبيئة مدعومة بسياسات ملائمة ومؤسسات كفأة، يمكن أن تزيد حصة الفرد العربي بنسبة 35 في المائة بحلول سنة 2050. ورأى أن زيادة القدرة الإنتاجية للمجتمعات الريفية، من خلال تحسين حصولها على تكنولوجيات زراعية محسنة واستثمار في مهاراتها وتثقيف سكانها، هي ما يجب أن يتصدى له رؤساء الدول ورؤساء الحكومات والساعون الى تغيير حقيقي: شعارات أقل ومضمون أكبر. وتم عرض فيلم وثائقي أنتجه المنتدى العربي للبيئة والتنمية بعنوان "إطعام 400 مليون عربي".