تطرق المؤتمر، المنعقد بتنسيق مع جامعة البتراء بالأردن، وهيئة أبو ظبي للبيئة، تحت شعار "الأمن الغذائي: التحديات والتوقعات"، عن الثروة السمكية التي يتوفر عليها المغرب، موضحا أن استهلاك الأسماك مفيد جدا لصحة الإنسان مقارنة مع اللحوم السوداء. وأكد الملك عبدالله الثاني، خلال الافتتاح، في كلمة تلاها وزير البيئة الأردني طاهر الشخشير،أن"الهدف من المنتدى هو تحقيق المصلحة المشتركة، والنهوض بواقع الأمن الغذائي في المنطقة، من خلال ترجمة وافية لأفكار وسياسات نلمس فيها آثاراإيجابية، تترك بصمات واضحة في نهضة مجتمعاتنا ومستقبل أبنائنا". وقال الملك عبد اللهإن"تحقيق الآمن الغذائي مطلب ذو أهمية استثنائية للبلدان العربية، نظرا لما تعانيه المنطقة من تحديات واسعة،أهمهاندرة الموارد المائية، ومحدودية الأراضي الزراعية،بالإضافةإلى النمو السكاني المطرد، واستنزاف الموارد الطبيعية، والتقلبات المناخية، وضعف الاستقرار السياسي والاقتصادي". وأوضح العاهل الأردني أنأحدث الدراسات تشير إلىأن نسبة الاكتفاء الذاتي على المستوى الإقليمي بلغت حوالي 72 في المائةسنة2011، وتشكل زيادة ضئيلة عن العام 2005،إذ بلغت النسبة 70.5 في المائة،فيما تراجعت نسبة الاكتفاء الذاتي الغذائي على المستوى الوطني في معظم البلدان العربية، مشيرا إلى أن تحقيق سياسة الاكتفاء الذاتي الغذائي، خصوصا من الحبوب، التي تراجعت من حوالي 50 في المائة عام 2005 إلى 45.5 في المائة سنة 2011. كما ذكر بالأزمة الغذائية العالمية لسنتي 2007-2008، إذ برزت الحاجة إلى اتخاذ حزمة من التدابير لتحسين الأمن الغذائي في المنطقة، وتعزيز إنتاجية المحاصيل، وتحسين كفاءة الري،واعتماد مفهوم المياه الافتراضية، واستخدام المياه المعالجة للري،إلى جانب تقليص خسائر ما بعد الحصاد وتطوير الثروات الحيوانية والسمكية وتنفيذ تدابير التكيف والتخفيف من تأثيرات تغير المناخ. وطالب العاهل الأردني بضرورة تبنى تقنيات زراعية محسنة واعتماد وسائل أكثر فعالية للري، مشيرا إلىأن متوسط كفاءة الري في 19 بلدا عربيا يقل عن 46 في المائة، وأن رفع هذه النسبة إلى70 في المائة كفيل بتوفير 50 بليون متر مكعب من المياه سنويا. وأضاف أن الوطن العربي يزخر بموارد كبيرة من الثروة السمكية يجب الحفاظ عليها، والعمل على تنميتها لزيادة نسبة مساهمتها في توفير البروتين الحيواني في سلة الغذاء العربية، إذ بلغ الإنتاج العربي من الأسماك حوالي 4.2 ملايين طن عام 2013. ودعا الملك عبد الله إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين البلدان العربية في القطاعين العام والخاص، بما يضمن استدامة التنمية على المستوى الإقليمي. من جهته، تحدث نجيب صعب، الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد)، عن "اتساع الفجوة الغذائية وازدياد التدهور في وضع البيئة والموارد الطبيعية، فيما يؤكد تقرير "أفد" رقم 7 أنه يمكن أن نعكس الاتجاه التراجعي المظلم للوضع الغذائي، عن طريق تحسين إنتاجية الأراضي وكفاءة الري والتعاون الإقليمي". ويرى صعب أن تحقيق ذلكيتطلب الحفاظ على التنوع الحيوي وسلامة الأنظمة البيئية، تبديلاً جذرياً في أنماط الاستهلاك. كما تحدث الأمين العام للمنتدى عن جميع الهيئات التي دعمت التقرير، خصوصا الشريك الرسمي هيئة البيئة – أبو ظبي، والشريك التنظيمي المحلي جامعة البترا، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والبنك الإسلامي للتنمية، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، والصندوق الكويتي للتنمية، وإيكاردا، والإسكوا، والفاو، وجميع هيئات القطاع الخاص والجامعات والمؤسسات الإعلامية المشاركة. أما رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة بأبو ظبي، فترى أن "تحقيق الأمن الغذائي في المنطقة العربية ليس بالأمر الهين، ويتطلب تحقيق التوازن بين تأمين واردات الغذاء، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، عبر تطوير وتطبيق رؤية جديدة لقطاع الزراعة في المنطقة". وأكدت رزان خليفة المبارك "أننا بحاجة إلى تغيير طريقة الإنتاج الزراعي، بالتوازن مع تحقيق الاستدامة البيئية، لخلق فرص اقتصادية جديدة تساعد على جذب جيل جديد لقطاع الزراعة، وأن تحقيق الاكتفاء الذاتي من شأنه أن يوفر لنا منطقة عازلة تحمينا ضد تقلبات السوق العالمية". وأبرزت أن "المنطقة العربيةبحاجة إلى أن تحسن من مستويات الاكتفاء الذاتي، وبإمكاننا تحقيق ذلك بمعالجة العوامل، التي يشير إليها تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية، مثل محدودية الأراضي القابلة للزراعة، وشح الموارد المائية". يشار إلى أن المؤتمر حضره حوالي 500 خبير في مجال البيئة من 54 دولة، بينهم 80 طالباً جامعيا، و40 طالباً من جميع أنحاء المنطقة العربية، يشاركون في "منتدى قادة المستقبل البيئيين" الذي أنشأه "أفد"، كما دعم المنتدى 16 صحافيا في برنامج زمالة الخاص بالإعلاميين، إلى جانب حضور 40 صحافيا محليا.