مناسبة للتعريف بالمنطقة ودعمها اقتصاديا واجتماعيا احتضنت، مؤخرا، الجماعة القروية "اثنين لَغْياتْ" التي تبعد عن مدينة آسفي بحوالي 35 كلم إلى الجنوب، فعاليات المهرجان الثالث للفروسية الذي يُنظمه الإتحاد الإقليمي للفروسية لإقليميآسفي واليوسفية، بشراكة مع الجماعة القروية "اثنين لَغْياتْ"، حيث تمت وعلى مدى يومين تنظيم عروض رائعة من فن التبوريدة، تأكيدا من المنظمين على أن منطقة "لَغياتْ" وإقليمآسفي عموما تسعى إلى الحفاظ أولا على هذا الموروث التاريخي الثقافي المتمثل في تربية الفرس العربي /البربري، وممارسة فن التبوريدة بلوحاته التاريخية التي تُجسد عراقة المغرب العميق الذي تم الإحتفاء به من خلال مشاركات لمجموعة من الجمعيات والمجموعات التي تمثل مدينة وإقليمآسفي. المهرجان الذي تم التأسيس له منذ ثلاث سنوات من خلال فعاليات المنطقة وجمعيات ووجهاء المنطقة ممن يمارسون فن التبوريدة أبا عن جد، أصبح محطة سنوية قارة يأتيها الممارسون وهواة ومتتبعو فن الفروسية والتبوريدة من كل أنحاء الإقليم ومن بعض المدن المجاورة كالجديدة والصويرة واليوسفية، دون إغفال ساكنة جماعة "اثنين لَغْياتْ" التي تعتبر الموسم السنوي ومهرجان الفروسية جزء من حركية اقتصادية وفنية، خصوصا وأن كل الشروط الضرورية يتم توفيرها للجماهير وللزوار الذين يقطعون الطريق الرئيسية الرابطة بين الدارالبيضاء وآكدير. مهرجان هذه السنة، وحسب من عايش الدورتين السابقتين، تجاوز الكثير من المعيقات، وأصبح منظموه يعملون باحترافية نالت إعجاب كل من حضر المهرجان في نسخته الثالثة، بل إن اتحاد جمعيات الفروسية لإقليميآسفي واليوسفية استطاع جعل محطة مهرجان "اثنين لَغْياتْ"، مناسبة لإبراز خصوصيات المنطقة، عبر مشاركات للعديد من المجموعات التي لها صَيْتٌ وطني ومشاركات على مستوى المباريات المُقامة بِدار السلام والمعرض الدولي للفرس الذي تقام فعالياته تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك، دون إغفال الدعم الكبير لجماعة "اثنين لَغْياتْ" من خلال احتضان فضاءات اقتصادية ساهمت في جعل المهرجان مناسبة لرواج اقتصادي منه منتوجات تقليدية لساكنة المنطقة. وعلى مدى يومين، احتضن أحد الفضاءات المجاورة للسوق الأسبوعي، فعاليات ولوحات رائعة تابعها آلاف المتتبعين، وهي تجمع بين الفُرجة والحماس والتشجيع التلقائي والتفاعل بين جماهير حجت من كل الجماعات والمناطق القريبة. هؤلاء جاؤوا لتشجيع المنظمين ولتشجيع المقاربة التي تؤكد على أن مهرجانات الفروسية مناسبة للحفاظ على هوية ثقافية مغربية / عربية / بربرية / إسلامية، وهو أمر أكده حضور سياح أجانب قضوا ساعات لمتابعة عروض رائعة ساهمت فيها مجموعات تجمع بين الهواية والإحتراف، إضافة إلى مشاركة مجموعة من الأطفال الصغار. حفل الاختتام حضره عبد الفتاح لبجيوي، والي جهة دكالة/عبدة، وعامل إقليمآسفي رفقة وفد هام، كما تابع الحفل الختامي ضيوف يمثلون المجتمع المدني وهيئات سياسية من بينها حزب التقدم والاشتراكية. ويهدف المهرجان السنوي للفروسية، للتعريف بالجماعة القروية ومنتوجاتها ولفت الإنتباه إليها من أجل دعمها وإصلاح عجلة التنمية بها، كما يهدف للحفاظ على هذا الموروث التاريخي ودفع الشباب إلى حمل مشعل تراث تاريخي اشتهر به إقليمآسفي منذ دخول الفتح الإسلامي لمنطقة عبدة واحمر والشياضمة وإقليمآسفي على العموم. أحد ضيوف المهرجان، اعتبر هذه التظاهرة السنوية للفروسية بجماعة "اثنين لَغْياتْ"، مكسب حقيقي يمكن استثماره سنويا من أجل التعريف بمؤهلات الجماعة على المستوى الإقتصادي، خصوصا وأن موقعها الجغرافي يساهم في جعلها جماعة مستقبلية يمكنها احتضان أنشطة مدرة للدخل، مع ضرورة تحريك عجلة التنمية من خلال بنيات تحتية يمكنها تشجيع المستثمرين على الإستثمار في المجال الفلاحي والمجال المعدني وأنشطة اقتصادية تساهم في تحريك قطاعات الشغل بالمنطقة. وهو نفس التصريح الذي أكد عليه أحد أعضاء مكتب الجماعة القروية "اثنين لَغْياتْ"، معتبرا بأن المهرجان هو إرث للجماعة القروية بكل مكوناتها، وأن ساكنة الجماعة تعتز به وبجمهوره الذي جاء من مدن بعيدة من أجل متابعته وتشجيع جماعة "اثنين لَغْياتْ"، ودعمها على مستوى التنمية المحلية، معتبرا أن حضور ممثلين لأحزاب وطنية بالمهرجان كان مناسبة للنقاش حول الطرق الكفيلة بإسماع صوت الساكنة وممثليها من أجل دعم الجماعة لتحقيق انتظاراتها المتجسدة في تحريك العجلة الثقافية والرياضية والفنية، وتبوئ المنطقة مكانة مرموقة بين جماعات الإقليم.