اختتمت، أول أمس الأحد، بمدينة تيسة بإقليم تاونات، مهد الخيول البربرية العربية الأصيلة، فعاليات الدورة 26 لمهرجان الفروسية، التي تميزت بمشاركة حوالي ألف فارس، يمثلون عددا من مناطق المغرب. شهد حفل الاختتام الذي ترأسه محمد بلهدفة، عامل إقليم تاونات، تنظيم عدة عروض في "التبوريدة" وفن الفروسية التقليدية، التي أبدعت من خلالها "السربات" المشاركة في رسم لوحات فنية رائعة نالت إعجاب جمهور ملعب الخيل وسط مدينة تيسة، كما تميز الحفل بتكريم الفنانين زهور السليماني وعزيز موهوب، فضلا عن توزيع الجوائز على "المقدمين"، الذين يمثلون مختلف المجموعات الفائزة. ونظمت الدورة الأخيرة لمهرجان تيسة للفروسية تحت شعار "الفروسية فن حضاري أصيل"، وشمل برنامج الدورة، فضلا عن تقديم عروض في فن الفروسية التقليدية وفن "التبوريدة"، تنظيم مجموعة من الأنشطة الفنية والرياضية والثقافية لفائدة شباب المنطقة، ومعرضا للمنتوجات الفلاحية المحلية، علما أن مهرجان الفروسية بتيسة، الذي يشكل مناسبة لسكان منطقة الحياينة للاحتفال باختتام الموسم الفلاحي، يتم تنظيمه بالموازاة مع انعقاد موسم سيدي امحمد بلحسن الجناتي الإدريسي، دفين منطقة تيسة، حيث أقيم بضريحه حفل ديني بالمناسبة. ويلعب مهرجان الفروسية بتيسة، الذي تنظمه جمعية الوفاق لمهرجان الفروسية بتيسة بتعاون مع عمالة تاونات وشركاء آخرين، فرصة لإبراز شغف سكان منطقة تيسة بتربية الخيول، وولعهم بركوب الخيل وممارسة فنون الفروسية التقليدية وفن "التبوريدة"، كما يشكل المهرجان مناسبة للتعريف بالمؤهلات الفلاحية والاقتصادية للمنطقة، ولإبراز الغنى الثقافي والتراثي لقبائل الحياينة، حيث أبرز محمد السلاسي، عضو جمعية الوفاق، في تصريح ل"المغربية"، أهمية هذا المهرجان في تشجيع المربين على تربية الخيول، وطالب بضرورة دعم المهرجان وتشجيع المربين للحفاظ على هذا الموروث الثقافي. وأكد السلاسي أن منطقة تيسة معروفة بتربية الفرس من صنف العربي البربري، ما جعلها مهدا للخيول، وتقدر مصالح المديرية الإقليمية للفلاحة بتاونات عدد الخيول بالأقليم بأزيد من 1500 فرس، توجد أكبر نسبة منها بمنطقة تيسة. وحسب محمد السلاسي، فإن ظاهرة تربية الخيول بتيسة بدأت تعرف، خلال السنوات الأخيرة، بعض التراجع بسبب التكاليف التي تتطلبها تربية الخيول. وفي السياق ذاته، أكد عمر مداد، رئيس جميعة بندهاش للفروسية التقليدية بتيسة، ل"المغربية"، أن المربين بتيسة "يناضلون" لتربية الفرس، نظرا لوضعيتهم الاجتماعية والمادية، ما يفرض على الجهات المعنية الالتفات لهذه الفئة للحفاظ على هذا الموروث المغربي الأصيل، محذرا من أن يتخلى المربون، تدريجيا، عن تربية الخيول إذا ما لم يجدوا من يأخذ بأيديهم. يذكر، أنه تم خلال الدورات الأخيرة، تأسيس جمعية الوفاق لمهرجان الفرس بتيسة، التي أنيطت بها مهمة الإشراف على تنظيم المهرجان السنوي للفروسية والمساهمة في مختلف الأنشطة المرتبطة بتربية الخيول بمنطقة الحياينة، وتضم هذه الجمعية في عضويتها رؤساء الجماعات المحلية الثلاثة عشر التابعة لدائرة تيسة، ورؤساء جمعية مربي الخيول بتيسة، وجمعية الفروسية بتاونات، وجمعية شركة سباق الخيول بتيسة، ومصلحة تحسين نسل الخيول بتيسة.