أعلنت وزارة الصحة السعودية أنها اتخذت جميع الإجراءات الضرورية ليمر موسم الحج في آمان، ولتفادي تفشي وباء فيروس "كورنا" القاتل بين الحجاج الذين بدؤوا يتقاطرون على الديار المقدسة لأداء مناسك الحج. ويبدوا من خلال الاحتياطات العالية التي اتخذتها السلطات السعودية للوقاية من تفشي الوباء، أن هذا الفيروس "الغامض" لايزال يشكل مصدر قلقل حقيقي، للقائمين على الشأن الصحي في هذا البلد، خاصة في موسم الحج الذي يعرف توافد ملونين من الحجاج من مختلف بقاع العالم. وكان البورفيسور طارق مدني، المستشار الصحي للحكومة السعودية، قد قال في تصريح صحفي لأحدى القنوات التفلزية، بخصوص فيروس كورونا "قمنا بالكثير للتأكد من أن موسم الحج سيمر بسلاسة دون وقوع أي حالات إصابة بالفيروس. فإمكانية انتقال الفيروس بين البشر يعد مصدر قلق كبير في هذا الموسم" على اعتبار أن الازدحام الذي يعرفه موسم الحج يكون سببا رئيسيا في نقل وانتشار الأمراض التنفسية. وفي الوقت الذي يؤكد فيه وزير الصحة السعودي عادل بن محمد فقيه، في تصريح للصحافة السعودية، أن فيروس "كورونا" لم يعد أمرا خطيرا، مع الاستمرار في القيام بكل الإجراءات الضرورية لجعل موسم الحج الحالي، آمنا لكل ضيوف المملكة، ترى منظمة الصحة العالمية أن هذا الفيروس لا زال يشكل مصدر قلقل للصحة العامة. وحذرت رنا سيداني المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، من إمكانية ظهور الفيروس أثناء موسم الحج وتفشيه بين الحجاج إذا لم يلتزموا بالإجراءات الوقائية التي من شأنها أن تحميهم، كاتباع الطريقة المناسبة للسعال، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وتجنب الاقتراب من الجمال أو الاتصال عن قرب بالحالات التي جرى تشخيصها بالإصابة بفيروس كورونا. وتنصح منظمة الصحة العالمية، الحجاج باللجوء إلى مراكز تقديم الرعاية الصحية قبل السفر للحج، وذلك للتعرف على خطر الفيروس والنظر فيما إذا كان ينصح بالذهاب إلى الحج هذا العام من عدمه. وإذا كانت الإبل، وفق تقارير طبية سعودية، هي السبب الرئيسي في نقل فيروس كورنا إلى البشر، فإن الطريقة التي ينتقل بها ليست واضحة بالشكل الكافي، ومن ثمة حذرت منظمة الصحة العالمية من حذرت من شرب الحليب الخام للجمال، داعية الذين يعملون بتماس مع الجمال إلى ارتداء الأدوات اللازمة كالقناع الواقي والقفازات. يشار أن فيروس "كورونا" قد تسبب في وفاة 302 شخصا أصيب بالفيروس في المملكة العربية السعودية من أصل أزيد من 723 مصابا منذ ظهوره عام 2012. وكانت وزارة الصحة المغربية، قد أعلنت عن عدم تسجيل أي حالة إصابة بهذا الفيروس منذ ظهروه بالسعودية، وحثت عموم الحجاج والمعتمرين على الالتزام ببعض التدابير الوقائية، كنظافة اليدين، واستعمال الأقنعة الوقائية المسلمة من طرف مصالح وزارة الصحة في المطارات، في الأماكن التي تعرف ازدحاما، داعية المواطنين من فئة المسنين والمصابين بأمراض مزمنة، إلى تأجيل أداء مناسك العمرة والحج لهذا العام، مخافة إصابتهم بالفيروس. وفي السياق ذاته، أوصت وزارة الصحة المغربية، عموم المصابين ب"مرض نقص المناعة الخلقية والمكتسبة، وأمراض الأورام، والنساء الحوامل والأطفال"، ب"اللجوء إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى عند الحاجة أثناء أداء المناسك وبعد العودة إلى أرض الوطن".