تقتات على الغطاء النباتي للحدائق وتعرقل السير ظاهرة غريبة صارت تعرفها مدينة الجديدة السياحية، حيث تعرف انتشارا لافتا للنظر لمجموعة من الحيوانات بأزقتها وشوارعها حتى الرئيسية، إلى درجة أن الوافد أو الزائر لهذه المدينة السياحية قد يشك وهو يلج أحد شوارعها أو أزقتها، بأنه وسط حاضرة متمدنة، فيعتقد نفسه موجود بإحدى المناطق البدوية، حيث تشهد مرور العديد من الحيوانات وخاصة البغال والحمير والأغنام التي تراها تتسابق مع السيارات، ولا تهمها إشارات المرور لأنها بطبيعتها الحيوانية لا تفهم هذه الضوابط ولا يوجد من يسوقها، مما يعرقل حركة السير في كثير من الممرات والمدارات. ومصدر هذه الحيوانات، أن البعض منها يأتي من الحواضر الهامشية للمدينة أو من بعض الإسطبلات التي لا زالت موجود ببعض المباني العشوائية التي توجد فوق أراض محفظة لدى مالكها، ولا زالت السلطات تجد صعوبة في إزالتها وتعويض أصحابها، ثم إن أغلبية الحمير والبغال هي لأصحاب العربات المجرورة التي لا زالت تؤثث فضاءات المدينة، والتي لا زالت تستعمل في نقل البضائع كالخضر أو نقل مواد البناء، من حديد وإسمنت وغيرها، غير أن أصحابها بمجرد أن ينتهوا منها يطلقون سراحها فتهيج طليقة حرة بدون قيود، تقطع الشوارع غير أبهة بمنبهات السيارات، هدفها الوحيد أن تجد ما ترعاه، فيكون مكانها المفضل الحدائق العمومية والخاصة غير المحروستين، ثم الحاويات و القمامات، حيث تجد هذه الحيوانات الضالة راحتها وهي تتغذي من النفايات وأعشاب الحدائق. من المستفز، منظر بغل وحصان نحيلين وهما يرعيان في طمأنينة وحرية بحديقة حديثة النشأة الموجودة بالقرب من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، وهي الحديقة العمومية التي كان يسهر على سقيها والاعتناء بها شاب حدائقي، لكن سرعان ما اختفى عن الأنظار، فتحولت إلى مرعى للحيوانات الضالة وملعب للأطفال الصغار، الذي عبثوا بأزهارها وورودها وأتلفوها، وهي الآن في طريق الاندثار والزوال بسبب التهميش الذي طالها. والأنكى من ذلك، أن أحد المواطنين حاول طرد البغل والحصان المشردة من هذه الحديقة، إلا أن صاحبهما الذي يقطن بمكان قريب من هذه الحديقة وكان متواجدا غير بعيد عنها، تدخل ضد هذا الشخص ومنعه من طرد الحيوانين، بل واستعمل في حقه العنف بالكلام النابي الذي يخدش الحياء. فإذا كانت السلطات العمومية المحلية تقوم بحملات بين الفينة والأخرى لتحرير الملك العمومي من الباعة المتجولين أومن أصحاب المقاهي الذين باتوا يستغلون الرصيف العام. فانه يجب على السلطة المحلية أن تشن حملة على الحيوانات الضالة وتقوم بحجزها في المحجز البلدي، وأن تفرض غرامات مالية على أصحابها تضاف إليها مصاريف النقل والمبيت والأكل . وهي الوسيلة الوحيدة للقضاء على ظاهرة تجول الحمير والبغال والأغنام ببعض شوارع الجديدة. في الواقع، هذه الظاهرة تسئ كثيرا إلى سمعة المدينة، بتشويهها للمنظر العام للشوارع حيث تتجول البغال والحمير بكل حرية، مستغلة في ذلك تهاون السلطات المحلية المفروض فيها رعاية الفضاءات العمومية والسهر على حمايتها من خلال تفعيل الحملات التطهيرية ضد الحيوانات المشردة التي تتسبب في كثير من الأحيان ليس فقط في حوادث السير التي يكون بعضها مميتا، بل أيضا في إتلاف الغطاء النباتي في الحدائق وتلويث البيئة بمخلفاتها التي تزكم الأنوف... في الواقع، هذه الظاهرة لها بالغ التأثير على القطاع السياحي وعلى ارتقائه بهذه المدينة التي لها إمكانيات واعدة في هذا المجال إلا أن هذه الظاهرة وأمثالها تساهم في الحد من هذا المعطى الإيجابي. وعليه، فإن على السلطات المحلية أن تقوم بواجبها في محاربة هذه الظاهرة المسيئة وعلى الجمعيات المهتمة بالحيوانات أن تتحرك لإنقاذ هذه الكائنات غيرالعاقلة والضالة، والتي تتعرض بالشوارع العامة للزجر والعنف، حيث تجفل وتتعرض للحوادث بعضها يكون مميتا.