تواصلت فجر أمس الاثنين، الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، وأدت إلى استشهاد عشرة فلسطينيين، وذلك قبيل تهدئة إنسانية لسبع ساعات أعلنتها إسرائيل وعدتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تغطية على الجرائم الإسرائيلية، خاصة بعد مجزرة رفح الأحد الماضي. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، إن عشرة فلسطينيين استشهدوا، بينهم خمسة في قصف منزل في جباليا (شمال قطاع غزة). وأضاف القدرة أن طفلة عمرها سبع سنوات استشهدت في قصف مدفعي لمنزل عائلتها قرب المستشفى الكويتي في حي الجنينة برفح (جنوب القطاع).كما استشهد ثلاثة آخرون في حيي الزيتون والشيخ رضوان، وسقط شهيد في مخيم النصيرات وسط غزة. كما أكد شهود عيان، أن طائرة حربية إسرائيلية أغارت بصاروخ على منزل عائلة زمزم في مخيم النصيرات، مما أسفر عن تدمير فيه من دون أن يبلغ عن وقوع ضحايا أو إصابات. وكانت إسرائيل قد أعلنت تهدئة إنسانية لسبع ساعات تشمل معظم قطاع غزة، وبدأت صباح أمس الاثنين من العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي حتى الخامسة مساء، باستثناء منطقة شرق رفح جنوب قطاع غزة التي يتواجد فيها الجيش. وقال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري، إن التهدئة التي أعلنتها إسرائيل هي من طرف واحد، وإنها تهدف إلى صرف الأنظار عن المجازر الإسرائيلية، وأكد أبو زهري أن حركة حماس لا تثق بمثل هذه التهدئة، كما دعا أهالي قطاع غزة إلى أخذ الحيطة والحذر أثناء فترة هذه التهدئة. وكان عدد الشهداء بلغ أول أمس الأحد نحو 120، بينهم عشرة في مجزرة بمدرسة تديرها الأممالمتحدة في مدينة رفح، وتواصل القتل الجماعي للمدنيين بالقطاع رغم انسحاب جزئي لقوات الاحتلال منه. واستهدفت قوات الاحتلال مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في رفح، مما أدى إلى استشهاد عشرة نازحين وإصابة آخرين، في واقعة هي الثالثة بعد استهداف مماثل لمدرستين في بيت حانون وبيت لاهيا شمالي القطاع. وفي إطار الردود الدولية على العدوان الإسرائيلي، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قصف المدرسة ووصفه بالجريمة، كما انتقدته واشنطن ووصفته بالمشين. وبعد مرور 29 يوما على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 1840 شهيدا بينهم أكثر من 400 طفل، إضافة إلى نحو 9400 جريح. كما تسبب العدوان المستمر منذ نحو شهر في أضرار كبيرة للبنية التحتية، بما في ذلك القطاع الصحي حيث استهدف 17 مستشفى، وأغلقت عشرة مستشفيات حكومية وأهلية، بينما استهدف 102 من الطواقم الطبية واستشهد 19 منهم. ومن جهته، هاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الأحد الماضي إسرائيل، وشبّه ما تقترفه خلال عدوانها المتواصل على قطاع غزة بما اقترفه الزعيم النازي أدولف هتلر، في حين دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي إسرائيل إلى وقف هجومها على غزة ورفع الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني منذ 2006. وقال أردوغان مرشح الرئاسة التركية خلال اجتماع جماهيري في إطار حملته لخوض الانتخابات الرئاسية التركية، -التي ستجرى في 10 غشت الجاري-، إن الأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها في غزة هي الأهداف ذاتها التي حاول هتلر تحقيقها والمتمثلة في إقامة جنس مسيطر. ودفعت هذه التصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اتهام أردوغان «بمعاداة السامية»، بينما وجهت إليه واشنطن انتقادات لاذعة. واعتبر أردوغان أمام عشرات الآلاف من أنصاره ،أن إسرائيل «تقتل الفلسطينيات حتى لا ينجبن فلسطينيين، وتقتل الأطفال حتى لا يشبوا عن الطوق، وتقتل الرجال حتى لا يدافعوا عن بلادهم»، وأوضح أن الإسرائيليين «سيغرقون في الدماء التي سفكوها». كما لفت إلى أن بلاده ستواصل مساعدة سكان غزة بإرسال المساعدات الغذائية لآلاف الأسر، وبيّن أنها أرسلت عشرين طنا من الأدوية والمعدات الطبية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 29 يوما. وبدوره، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أنه «يجب على إسرائيل وقف عملياتها العسكرية، البرية والجوية، في قطاع غزة لتفادي سقوط المزيد من المدنيين، ورفع الحصار أيضا عن القطاع والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين». وكان وانغ يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة التي وصل إليها وفد فلسطيني لإجراء مفاوضات بهدف التوصل إلى تهدئة. وقد رفضت إسرائيل في المقابل إرسال وفد إلى مصر. وأضاف أن «الاستخدام المفرط للقوة في غزة أمر غير مقبول»، معربا عن أسفه لانهيار الهدنة بين الطرفين. كما عبر الوزير الصيني عن دعمه لجهود الوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل بسرعة لوقف لإطلاق النار. على صعيد مواز، طالب الاتحاد الأوروبي الأحد الماضي ب»الوقف الفوري» لحمام الدم الناجم عن العدوان الإسرائيلي على غزة وذلك في إعلان أصدره رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبيي. وقال رومبويي إن «غزة تتعرض لمعاناة غير محتملة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع أودت بحياة الكثيرين بينهم العديد من النساء والأطفال. وهذا الأمر يجب أن يتوقف فورا». وبيّن أن الاتحاد الأوروبي يضم صوته لكل الأصوات التي «تدعو الطرفين إلى وقف الأعمال القتالية فورا»، وأضاف أنهم «على استعداد لتسهيل المفاوضات. وعلى القادة الفلسطينيين والإسرائيليين أن تكون لديهم الشجاعة لوضع حد لهذا العنف المجنون».