الشاعر حسن السليماني: من أجل عالمية الملحون في بادرة تكاد تكون الأولى من نوعها، صدر للشاعر حسن السليماني، ديوان شعر في فن الملحون باللغة الفرنسية، ويعتبر هذا المولود أول كتاب فرنسي يتضمن قصائد من شعر الملحون باللغة الفرنسية يضاف الى خزانة هذا التراث الرائع وإضافة جميلة لقسم الأدب المغربي في هذا الشق الذي طالما اعتبره الباحثون، ديوان المغاربة، زهز من جهة أخرى محاولة لتصدير جزء من الهوية الوطنية الى خارج الوطن بل تسليط بقعة من الضوء على هذا الشعر بالنسبة لمثقفينا الذين صارو يجدون صعوبة في فهم الكلمات الدارجة القديمة، وما تحتويه من حمولة كبيرة تحيل على فترة تاريخية كبيرة من الحضارة المغربية، باعتبار الملحون كشعر طرق كل الابواب دون استثناء، بداية من اغراض العشق، والوصف، والتغني بجمال الطبيعة، بل حتى فنون الطبخ السائدة في تلك الفترة، ونجد من بين قصائد الملحون، وثائق مهمة تؤرخ لأحداث أو شخصيات وان كان للاسف الشديد لم يصلنا منها الا النذر اليسيرلأن قصائد الملحون كانت تنتقل عبر الرواة والمنشدين موقعة بأسماء مبدعيها في خاتمة النص الشعري أحيانا، وقد برع في النظم شعراء كبار ارتقوا بالعبارة الدارجة الى مراتب الابداع الفصيح والكلمات المصقولة ببلاغة متناهية. أما الشاعر حسن السليماني فقد ارتأى أن يمنحنا ديوانا شعريا لم يحد عن الاغراض التي حددها الشيوخ الأوائل لشعر الملحون من خلال ثلاث عشرة قصيدة في سبعة و تسعين صفحة تراوحت بين ما هو وطني و تربوي و اجتماعي كلها نظم على قياسات شعر الملحون. ومعلوم أن الديوان المذكور قد تم تقديمه خلال حفل توقيع انعقد بدار الثقافة مولاي إدريس أواخر شهر يونيو الماضي بحضور عدد من المهتمين بهذا المجال الفني مبدعو وعشاق الملحون خاصة وعدد من الشخصيات حيث استمتع الجميع بوصلات فنية مغناة من الديوان الجديد مع قراءات لبعض القصائد. وعن هذا الديوان وعن لجوءه الى نظم الملحون بالفرنسية وما يشكله من سابقة، يقول حسن السليماني: أن هذه العملية تتضمن ثلاث قيم حددها على الشكل التالي: - قيمة فنية من خلال جعل الملحون منتشرا خارج حدود الوطن لأن العديد من الغربيين أو المغاربة المهاجرين لا يفقهون الدارجة المغربية ولا يستمتعون إلا بالموسيقى لأنهم لا يفهمون الكلام، وبهذه الطريقة سوف يصل حتى كلام الملحون للغرب. أما القيمة الوطنية فهي نشر الثقافة والتقاليد المغربية عبر تصدير هذا الفن لأن كلماته تضم العديد من الإشارات للثقافة المغربية والتواصل بين الثقافات لذلك إختار الشاعر لديوانه عنوان من أجل عالمية الملحون. أما القيمة الثالثة وهي القيمة الأدبية فتتمثل في إضافة عمل جديد إلى المكتبة الوطنية كأول تجربة شعرية ملحونية في المغرب. وقد عرف عن الشاعر ارتباطه منذ نعومة أظافره بهذا الفن الذي يعتبره فنا نبيلا لثقافة مقدسة وجنسا أدبيا جميلا وجب تشريفه ووضعه في المكانة اللائقة به عبر البحث والتجديد فيه.