تطرح في شهر رمضان، العدبد من الأسئلة من طرف المواطنين، خصوصا فيما يتعلق بتأثير الصيام على الأشخاص المرضى خصوصا والذين يعانون من مشاكل صحية عموما. وفي هذا الإطار، ولتقريب القراء من علاقة الصيام والصحة، قامت بيان اليوم بإجراء مجموعة من الحوارات القصيرة، مع أطباء من مختلف التخصصات، حول المشاكل الصحية أكثر شيوعاً في شهر رمضان وكيفية علاجها والتخفيف منها. ماهي أسباب تزايد ألم الرأس في رمضان ؟ يمكن تلخيص هذه الأسباب في نظري، في عدم انتظام مواعيد النوم، والتغير في مواعيد وجبات الطعام (تغيير مواعيد الأكل يعتبر سببا كافيا في تهييج أعصاب المعدة والتي تكون مصابة من قبل الجوع)، والنقص في كمية الكافيين (الشاي و القهوة ) التي يتناولها الشخص بسبب الصيام (الإدمان على جرعات معينة خصوصا عند الصباح ) والنقص في نقص كمية النيكوتين (ترك التدخين في النهار) و يصاحب ذلك الشعور بالألم ووجع الرأس. وماذا عن سبل الوقاية من ألم الرأس ؟ أولا مد الجسم بأنواع وكميات مناسبة وطاقه كافية مع الاهتمام بوجبة السحور، ثم شرب كميات مناسبة من السوائل والماء وأكل كمية كافية من الخضر والفواكه وتقليل اللحوم والدسم. كما ينصح من التقليل من المنبهات مثل الشاي، القهوة، وترك المشروبات الغازية. وعند الإفطار، يجب تجنب المشروبات الحلوة، مع الاقتصارعلى التمر والماء والأكل الخفيف. تنشط ممارسة الرياضة في شهر رمضان، فهل للأمر خطرا على صحة الصائم ؟ يعتاد البعض ممارسة الرياضة بانتظام طول السنة، وبحلول شهر رمضان يجد نفسه في حيرة حول الكيفية والوقت الخاص بممارستها خلال رمضان. ولذلك يجب على الفرد، ممارسة التمارين الرياضية في رمضان في جو معتدل (الحرارة تفقد الجسم السوائل مما قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف)، وقبيل الإفطار مباشرة أو بعد الإفطار بساعتين أو ثلاث، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية في أماكن تتوفر على تهوية جيدة بعيدا عن التلوث، وتكون خفيفة وغير مرهقة. وينصح عموما برياضة المشي باعتبارها أفضل ممارسة للتمارين الرياضية في رمضان الأبرك، وكذا ممارسة السباحة خلال الشهر الكريم مباحة لكن الأفضل أن تكون بعد الإفطار حتى نتجنب احتمالية دخول الماء إلى الفم. وعلى العموم يجب اللجوء إلى الاستشارة الطبية قبل البدء بممارسة أي نوع من أنواع الرياضة، وممارسة التمارين الرياضية الجماعية حتى لا يشعر الإنسان بالملل. ماذا عن الفوائد النفسية للصيام وانعكاسها على الصائم؟ للصيام فوائد نفسية عديدة، أولها صقل الشخصية وتحمل المسؤولية والراحة النفسية، كما أن الصيام يدرب الإنسان وينمي قدرته على التحكم في الذات. ففي رمضان، يتعلم الإنسان كبح جماح النفس وتربيتها بترك بعض العادات السيئة ، خصوصا عندما يضطر المدخن لترك التدخين ولو مؤقتا على أمل تركه نهائيا، وكذلك عادة شرب القهوة بكثرة . أكثر من ذلك، فالصيام يزيد من قوة الإنسان وقدرته على التغلب على الشهوات، كما أن الصيام ليس فقط امتناعا عن الطعام والشراب، ولكنه قبل ذلك امتناع عن العدوان وميول الشر. فعند الصيام، يحدث نقص في سكر الدم وهذا يسبب نوعا من الفتور والكسل والسكينة (هذه الأحاسيس تؤدي إلى نوع من الضعف). عموما، فاللصوم فوائد كثيرة من الناحية النفسية، فهو يخفف حدة المعاناة والآلام في كثير من الحالات النفسية والعقلية هل لنقص في نسبة السكر في الدم أخطار على على صحة الإنسان؟ إن انخفاض نسبة السكر في الدم يعطي الإحساس بالكسل والفتور ونوع من الصداع والدوخة.. بل أحيانا يحدث عند بعض الناس، ارتعاش في أطراف اليدي. أيضا يؤدي نقص السكر في الدم إلى إحساس الإنسان بالعصبية الزائدة مع سرعة الهياج و»النرفزة».. ومن الكلمات المألوفة: أنا صائم لا تدعني أفقد أعصابي، وهذا خطأ عليه أن يقول: إني صائم.. إني صائم وكفى. فالهدف من الصيام، هو التحكم في النفس البشرية وميولها العصبية وهذا هدف متميز من أهداف الصيام. كما أن انخفاض نسبة السكر في الدم، والامتناع عن تناول الدواء بانتظام، يسبب في عدة أحيان حدوث نوبة الصرع وبه يصبح الصيام خطرا على المريض وعليه أن يفطر (رخصة دينية). هذا، ويساعد الصوم على التكيف على قلة الطعام، وذلك يساعد على ظهور بعض الظواهر الفيزيولوجية ( سكر الكبد سيتحرك، ويتحرك معه أيضا الدهن المخزون تحت الجلد، وبروتينات العضل والغدد وخلايا الكبد). وخلال رمضان، يحرم الإنسان من النوم لبضعة أيام، مما يسبب اضطراب في عمل الدماغ. *طبيب بمندوبية الصحة بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي