تنديدا بالموقف العربي «المتواطئ» مرة أخرى يأبى الشعب المغربي إلا أن يخرج في مسيرة شعبية بالرباط تلبية لدعوة أطلقتها الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، من أجل التضامن مع الشعب الفلسطينيبغزة وبكل فلسطين والذي يتعرض يوميا للتقتيل والاعتقال بل لحرب يقودها ضده الكيان الصهيوني مستعملا الأسلحة الفتاكة والغارات التي أودت بحياة العشرات من المدنيين الأبرياء بينهم أطفال، نساء وعجزة بل أدت إلى إبادة عائلات بأكملها. وأكد خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والذي تلا تصريحا مشتركا للمجموعة والجمعية خلال ندوة صحفية تم تنظيمها صباح أول أمس الأربعاء بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط، للإعلان عن المسيرة، (أكد) مجددا على الموقف الثابت لمختلف مكونات المجتمع المغربي الداعم للشعب الفلسطيني ولمقاومته والذي ترجمه تنظيم العديد من الوقفات والفعاليات خلال الأيام الأخيرة بمجموعة من مدن وقرى المملكة على إثر العدوان الذي تتعرض له غزة، مشددا على أن الخروج في مسيرة موسعة يوم الأحد يعد دعما لا مشروطا للانتفاضة الثالثة لأبناء فلسطين في وجه آلة الدمار الصهيوني وللتحدي الذي رفعوه في وجه المحتل، وهي الانتفاضة التي بدأت بوادرها وانطلقت شرارتها على إثر الجريمة النكراء التي سقط ضحيتها الفتى محمد أبو خضير الذي أحرق حيا ومثل بجثته. واعتبر السفياني أن نداء الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين يأتي من جهة للتنديد بالعدوان الذي تقوده إسرائيل مستغلة انشغال الرأي العام العربي والدولي بالصراعات والحروب التي تملأ الساحة العربية وبسبب آثار الحصار الظالم على غزة وبسبب محاولات عزل المقاومة الفلسطينية وبعض فصائلها، ومن جهة ثانية لدعم الفسلطينيين للتشبث بقرار المصالحة الفلسطينية الذي اعتبره الكيان الصهيوني جريمة لا تغتفر للسلطة الوطنية الفلسطينية ويجب نتيجة ذلك إسقاطها بمختلف الوسائل. هذا ونبه المتحدث إلى مختلف أنواع الانتهاكات التي تقترفها إسرائيل والتي حاولت استغلال واقعة خطف ثلاثة مستوطنين لتبرير ممارساتها، وهي الواقعة التي أصبح من المرجح أنها من تدبير الصهاينة، يشير السفياني، منددا في ذات الوقت بالموقف العربي الذي وصفه بالمتواطئ، حيث لم يزد موقفهم عن إدانات محتشمة، منتقدا في ذات موقف الجامعة العربية التي أحالت القضية على مجلس الأمن بالرغم من المعرفة المسبقة من أنه لن يتخذ أي موقف ضد العدوان. واتهم الجامعة العربية بتفويت الفرصة بعدم التئامها لاتخاذ قرارات يملك العرب أمر تنفيذيها، والتي يمكن أن تشكل ردعا عمليا للعدوان الهمجي الصهيوني، من مثل قطع العلاقات مع إسرائيل وسحب السفراء، وإيقاف كافة أشكال التطبيع والإعلان عن سحب المبادرة العربية ورفع الحصار عن غزة وفتح معبر رفح بشكل دائم وشامل دون شروط أو قيود، هذا فضلا عن عدم المقاومة واتخاذ الخطوات العملية لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم الجنائية الدولية. وأبدى المتحدث امتعاض الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين من موقف الأممالمتحدة وقادة الدول الغربية التي أدانت الضحية وساندت الجلاد، وذلك حينما أدانوا صواريخ المقاومة عوض إدانة جرائم الاحتلال، مؤكدا على ضرورة العمل من أجل بتمتين المصالحة الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني، هذا ولم يفت المتحدث أن يرفع مجددا إلى السلطات المغربية مطلبا بإيقاف ما سماه كافة أشكال التطبيع والعمل على إصدار قانون لتجريم التطبيع. ومن جانبه جدد محمد بنجلون اندلسي، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، التأكيد على موقف الشعب المغربي الداعم للشعب الفلسطيني في مواجهة آلة عدوان الإرهاب الإسرائيلي التي تمعن في تقتيل وتشريد الأبرياء، مشيرا إلى أن الجمعية تعمل من أجل تجديد إستراتيجية الدعم وتجديد آليات التضامن بشكل يدفع في اتجاه وقف آلة القمع والاضطهاد الإسرائيلية، ودعم الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة في التحرير والعودة وبناء الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني. هذا ولم يفت عبد الحفيظ ولعلو نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني التأكيد على الرسالة التي تريد مكونات المجتمع المغربي توجهيها من خلال تنظيم هذه المسيرة، والتي تتمحور أساسا على إدانة العدوان الصهيوني، والمطالبة بوقفه مختلف الانتهاكات التي تقترف أمام مرآى العالم في حق شعب أعزل. وأبرز من جانب آخر أن الشعارات التي سيتم رفعها خلال المسيرة تخص القضية الفلسطينية ونصرة الفلسطينيين كشعب واحد ولا تخص فصيلا أو حركة معينة، بل تضامن من اجل فلسطين، مشددا على تمتين وحدة الصف الفلسطيني باعتباره صمام أمان في وجه آلة العدوان الإسرائيلي، ومن أجل تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني.