من جبروت أحد أعيان المنطقة معاناة يومية، تناسل المشاكل، تراكم شكايات المواطنين واستبداد وتسلط أحد الأعيان النافدين بالإقليم، تلكم يوميات أهالي وساكنة هذا الإقليم الفتي حيث الأيام والأسابيع، بل الشهور والسنوات تمر وتتشابه، وأصوات المواطنات والمواطنين تعلو من هنا وهناك، وفي المقابل يسجل سكوت غير مفهوم للمسؤولين المركزيين وصمت رهيب يخيم على هذا المشهد المقيت بالإقليم وأصوات وشكاوى المتضررين تذهب أدراج الرياح والنتيجة بالطبع، هي فقدان الثقة في الجميع بعد استنفاد كل السبل وبعد طرق كل الأبواب، التي توصد بقدرة قادر كلما تعلق الأمر بشكاية أو تظلم ضد أحد برلمانيي الإقليم الذي عتا ويعتو فسادا في الإقليم ويعبث بممتلكات الضعفاء والمغلوبين على أمرهم ويتاجر في هموم ومشاكل الساكنة لسنوات ولا من يحرك سلكنا أو يسكن متحركا. هذه إذن، وبشكل مختصر، صورة تنغير وهذه هي أحوال أبناء هذا الإقليم الفتي الذين «هرموا» من طرح تساؤلاتهم واستفساراتهم حول هذا القدر المحتوم. سئم إذن التنغيريون والتنغيريات من سلوكات وخرجات هذا البرلماني المنتمي لأحد الأحزاب الحديثة الولادة بالإقليم، وسئموا من شطحاته الغريبة الأطوار ومن خرجاته المشؤومة التي لا تعرف النهاية. فبعد عقده مؤخرا لجمع عام لتعاونية تعنى بتربية الأغنام من صنف «الدمان» بمنزله بتنغير عوض عقده بمقر التعاونية أو في إحدى القاعات العمومية المنتشرة عبر تراب الإقليم، وذلك لخدمة أجندته السياسوية الضيقة، و في مقدمتها تمرير رسائله الانتخابوية في أوساط مربي هذا الصنف من الماشية واستغلال امتداداتهم الكبيرة عبر تراب الإقليم لإذكاء النعرات وسط التنغيريين وكذا ل»طبخ «مكتب على المقاس خلال جمع عام تم عقده، في غياب أدنى الشروط المفروضة في تنظيم الجموع العامة طبقا للقوانين المنظمة للجمعيات والتعاونيات، حيث غاب ممثل السلطة المحلية وغاب معه ممثل الوزارة الوصية، كما عرف اللقاء أيضا غياب ممثل مكتب تنمية التعاون «أوديكو»، الذي دأب على الحضور كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات، كما أقصي، عنوة من الاجتماع، كل المربين غير الموالين لفلكه. وبعد تجديد مكتب دار الطالب»الخيرية» إكنون بطريقة مستفزة ومثيرة للجدل حيث حضر مبعوث هذا البرلماني الذي نصب نفسه فوق القانون وفوق الجميع والذي يشغل منسقا إقليميا لحزب البرلماني وتلا على مسامع الحاضرين لائحة المكتب واقتراحات «السيد»النائب، وانصرف إلى حال سبيله بعد أداء مهمته بنقل أوامر أحد ممثلي الساكنة في البرلمان، إلى ساكنة الجماعة الذين تلقوا الرسالة على مضض واستسلموا لفحواها في غياب القدرة على معاكسة مضامينها، خوفا من التعرض لما لا تحمد عقباه جراء الجبروت والطغيان المفروضين من طرف ما يسمى ب»لوبي تنغير»على كل من سولت له نفسه التغريد خارج سربهم. بعد هذين الحدثين الغريبين، واللذين أعاد عقارب ساعة هذه المنطقة إلى العهود الغابرة وإلى مظاهر السلطوية البائدة، جاء الدور خلال الأسبوع ما قبل الماضي على أحد المساعدين التقنيين التابعين للجماعة القروية لإكنون، والذي ألحق بعمالة تنغير حيث يشتغل كسائق بالكتابة العامة لمدة تزيد عن أربع سنوات، أبان من خلالها عن علو كعبه من خلال التزاماته المهنية ومن خلال انضباطه لتعليمات رؤسائه، إلى أن حل شهر مايو الماضي الذي تزامن ورغبة البرلماني السالف الذكر المعروف في أوساط أهالي تنغير بجبروته وبعبثه بممتلكات الساكنة وخاصة منها الضعيفة والعديمة الجاه والنفود، بمشاركة من رئيس الجماعة القروية لأكنون، الذي يأتمر بأوامر»سيده» في كل حركاته وسكناته، في الاستيلاء على وعاء عقاري في ملكية المساعد التقني السالف الذكر والمدعو الحسين أوعلي وأفراد عائلته، هذه الرغبة حولت المسؤولين على إدارة شؤون الساكنة إلى ذئاب بشرية انسلخت عن آدميتها وعن حسها البشري، ليمارسا على الموظف البسيط والمغلوب على أمره أشد أشكال الحيف والشطط والتنكيل والذي أصبح موضوع المساومة والمقايضة والابتزاز حيث خيراه بين أمرين: التنازل وغض الطرف على الوعاء العقاري موضوع أطماع متقلدي مسؤولية حماية البلاد والعباد،أو إلغاء وضعية إلحاقه بالكتابة العامة للعمالة التي كان يستفيد منها سابقا وتكليفه بحراسة، طيلة الأسبوع، بئر في ملكية جمعية بدوار إغرم أمزدار، يتواجد بأرض خلاء لا أثر فيه للحياة البشرية. بل الأنكى والأدهى، هو حرمانه من أجرته لشهر ماي المنصرم بداعي عدم قيامه بعمله، والحال أن المتضرر أكد قيامه بالمهام المنوطة به خلال فترة الاقتطاع،مشددا من خلال رسالة تظلمه إلى الجهات المسؤولة والتي توصلت بيان اليوم بنسخة منها بتوفره على كل القرائن والأدلة المثبتة لقيامه بالمتعين خلال فترة الاقتطاع. جدير بالذكر، وارتباطا بالموضوع ذاته، صرح المتضرر بأن البرلماني الذي «دأب على الحرث قبل الموعد «زار بتاريخ فاتح يوليوز 2014 رفقة قائد دائرة بومالن دادس وموظف من عمالة تنغير الأرض التي حامت حولها أطماع هذا الممثل للسكان في قبة البرلمان، وأسالت لعابه، فوجد في عين المكان أفراد عائلة المشتكي، فوجه لهم وابلا من السب والقذف ووصفهم بأقبح الأوصاف يندى الجبين لذكرها، مهددا إياهم بأوخم العواقب في حالة استمرارهم على هذا التعنت وعلى هذا التشبث بممتلكاتهم. فهل من منقذ لأفراد هذه العائلة المظلومة بشكل خاص ولأهالي تنغير بشكل عام، أم أن دار لقمان ستبقى على حالها.