النيابة العامة تدخل على الخط والشرطة القضائية تباشر إجراءات التحقيق إيواء 23 أسرة من المنكوبين في شقق مجهزة ومفروشة بحي النهضة بالبرنوصي في وقت ارتفعت فيه حصيلة ضحايا «فاجعة بوركون» بالدارالبيضاء، حتى حدود زوال أمس الأحد، إلى خمسة عشر قتيلا، بعد انتشال خمس جثث جديدة، من بينها جثة الممثلة أمال معروف ووالدتها، تواصل فرق الإنقاذ رغم التعب والعياء الظاهر على عناصرها، بحثها تحت الأنقاض عن ضحايا محتملين آخرين، في الوقت الذي تضاءلت فيه فرص إيجاد أشخاص أحياء، خصوصا، في ظل الحديث عن كون رائحة الجثث المتبقية تحت الأنقاض تفوح منها رائحة كريهة. واستعان رجال الوقاية المدنية، أمس، ببعض الآلات المتخصصة في الهدم وإزالة الأنقاض، لتسريع عملية إزالة الحطام المتراكم، بعد أن تم إخلاء ثلاث عمارات مجاورة كإجراء أمني وقائي، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لدعم المباني المجاورة لموقع الحادث خشية سقوطها، وذلك بوضع دعائم حديدية. وفي تطور لاحق، ولتحديد المسؤوليات وأسباب انهيار المساكن، أعلن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بالدارالبيضاء، أن النيابة العامة طالبت بإجراء تحقيق في أسباب حدوث انهيار ثلاثة مساكن مكونة من عدة طوابق بعمالة أنفا الدارالبيضاء مما تسبب في وفاة عدة أشخاص وإصابة 57 آخرين بجروح حسب حصيلة أولية. وأفاد بلاغ، لوكيل الملك، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن قاضي التحقيق انتقل إلى عين المكان بحضور عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية لمباشرة إجراءات التحقيق والبحث واتخاذ المتعين قانونا في حق كل من ثبت ضلوعه في ارتكاب جنحة أو مخالفة. وأشار ذات البلاغ أن النيابة العامة تواكب مجريات التحقيق مضيفا أنها ستتقدم بملتمسات كتابية حسب تقدم الأبحاث. وكان جلالة الملك محمد السادس، قام أول أمس السبت، بزيارة المصابين في هذه الفاجعة، الذين يتلقون العلاج بمصلحة جراحة العظام والمفاصل بالمركز الاستشفائي الجامعي «ابن رشد»، حيث تفقد جلالة الملك الحالة الصحية للأشخاص المصابين، كما وقف جلالته على الإجراءات التي تم اتخاذها لتمكينهم من العلاجات الضرورية في أحسن الظروف. كما أمر جلالته بالتكفل بعلاج الأشخاص الذين لا يتوفرون على تغطية صحية. وبعث صاحب الجلالة، بهذه المناسبة الأليمة، ببرقيات تعازي ومواساة إلى أسر الضحايا المكلومة وإلى المصابين، وعبر جلالة الملك في هذه البرقيات عن مشاعر تعاطف جلالته مع أسر الضحايا والمصابين، ودعواته إلى الله العلي القدير بأن يتغمد الضحايا بواسع رحمته وغفرانه، ويلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل. وأصدر جلالة الملك تعليماته السامية إلى السلطات المختصة، لاتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل تقديم مختلف أشكال الدعم والمساعدة لأسر الضحايا والمصابين. وفي هذا الإطار، أعطى جلالته تعليماته السامية للسلطات المحلية بإعادة إسكان، بشكل مؤقت، ضحايا هذا الحادث، حيث أشرف والي جهة الدارالبيضاء الكبرى وعامل عمالة الدارالبيضاء، وعامل عمالة مقاطعات الدارالبيضاء أنفا، على عملية تسليم مفاتيح شقق مجهزة ومفروشة للمجموعة الأولى من المستفيدين التي تتكون من 23 أسرة، وذلك بحي النهضة بسيدي البرنوصي، والتي ستعقبها عملية مماثلة لفائدة باقي المتضررين. وعبر عدد من السكان المنكوبين والمتضررين أنهم فوجئوا بكارثة حولتهم بسرعة من حالة الاستقرار إلى حالة أسر لا مأوى لها، معربين عن ارتياحهم لمبادرة السلطات لإيوائهم بشكل سريع مما ساهم في تخفيف آثار الفاجعة في قلوب الناس.. وقال محمد العدام رب إحدى الأسر المتضررة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الأسر التي أصيبت فجأة بكارثة وجدت نفسها بين عشية وضحاها دون مسكن، مضيفا أن عملية إعادة الإيواء في اليوم نفسه، خففت من وقع المأساة عليها. وأضاف هذا المستفيد الذي لم يجد العبارات للتعبير عن غبطته، أن الفرحة عمت بعد أن تم إيجاد مكان للعيش من شأنه تخفيف المعاناة والمصير المجهول. من جانبها، صرحت لطيفة الركراكي إحدى ضحايا هذا الحادث المؤلم، أن جلالة الملك، كان دائما يشاطر المواطنين المتضررين آلامهم، مضيفة أنها تشعر فرحة لا توصف، إذ ما كانت تتوقع أن يتم في نفس يوم المأساة إيواء هذه الأسر. وواصلت أن جميع الأسر المتضررة وجدت نفسها تحت تأثير صدمة قوية ومفاجئة، بعد أن فقدت كل شيء غير أن هذه عملية الدعم والمساندة خففت من آلامهم. وأشارت إلى أنه بين عشية وضحاها، أصبحت هي وزوجها وأبناؤها بدون مسكن ولا أي وثائق أو ممتلكات ليجدوا أنفسهم فجأة في الشارع بعد أن دفن كل شيء تحت الأنقاض. وكان جلالة الملك، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، قد قاما بزيارة مماثلة الجمعة الماضي، لموقع حادث انهيار العمارات الثلاث، قبل أن يتوجه إلى المركز الاستشفائي الجهوي «مولاي يوسف» حيث تفقد جلالته الحالة الصحية للجرحى. وفي إطار التضامن مع المغرب في هذه الفاجعة، تلقى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس السبت، اتصالا هاتفيا من الملك فيليبي السادس، عاهل إسبانيا. وحسب بلاغ للديوان الملكي، فخلال هذا الاتصال، قدم العاهل الإسباني لجلالة الملك تعازيه الحارة ومواساته في أعقاب انهيار ثلاث عمارات بالدارالبيضاء ما أسفر عن مصرع عدة أشخاص وإصابة خمسين شخصا بجروح. كما أعرب الملك فيليبي السادس عن الأمل في الشفاء العاجل للجرحى، معربا عن تضامن بلاده مع المغرب في هذه المحنة. اللائحة الأولية للمتوفين 1 - صالح ميجان (الأب) 2 - جلال ميجان (ابنه) 3 - أسامة ميجان (ابنه) 4 - ادريسية المجناوي 5 – عبد الله بوطالب 6 - مروان بلبيضة 7 – نادية بامزيل 8 – المرحوم خديجة 9 – هبة سليم 10 – فاطمة فنين (أم) 11 – أمال معروف (ابنتها الفنانة) 12 – نادية أيت أمغار (سنتان) 13 – محمد أيت أمغار(4 سنوات) 14 – كريمة الهواري