جلالة الملك يزور موقع الحادث ويتفقد الجرحى بالمستشفى في حصيلة أولية.. ثلاثة قتلى وأزيد من 50 مصابا قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، أمس الجمعة، بزيارة موقع حادث انهيار ثلاث عمارات وقع في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة بحي بوركون بالدار البيضاء، قبل أن يتوجه جلالته إلى المركز الاستشفائي الجهوي «مولاي يوسف»، حيث تفقد عاهل البلاد الحالة الصحية للجرحى. هذا وأمر جلالة الملك، بالتكفل بعلاج الأشخاص الذين لا يتوفرون على تغطية صحية، كما وقف جلالته على الإجراءات التي تم اتخاذها لتمكينهم من العلاجات الضرورية في أحسن الظروف. ومن جهة أخرى، أصدر جلالة الملك تعليماته السامية للسلطات المحلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة إسكان المنكوبين بشكل مؤقت. وكانت أم وابنها ذو السبع سنوات وشخص مسن قد لقوا مصرعهم، كحصيلة أولية، وأصيب عشرات آخرون بجروح متفاوتة الخطورة إثر انهيار ثلاث عمارات، اثنتان من أربع طوابق والأخرى من خمسة، في الساعات الأولى من صبيحة أمس الجمعة. وإلى حدود زوال أمس، واصلت مصالح الوقاية المدنية معززة بفرق من الرباط وسطات، ومستعينة بكلاب مدربة، ومجموعة من التجهيزات، بحثها عن أشخاص يحتمل أن يكونوا تحت الأنقاض وعددهم عشرة. ومن المنتظر، أن تكون عمليات الإنقاذ قد استمرت إلى ما بعد إفطار أمس. ووفق مصادر طبية، فقد فاق عدد الجرحى خمسين جريحا، غادر أغلبهم مستشفى مولاي يوسف، بعد أن تلقوا الإسعافات الأولية، فيما تم نقل خمسة أشخاص حالتهم حرجة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي ابن رشد. وحول أسباب هذا الانهيار، فقد أرجعها مجموعة من المواطنين، إلى أشغال ترميم الطابق الأول التي انطلقت منذ بضعة أيام، ترتب عنها إزالة جزء من الواجهة الأمامية لأحد الطوابق، قبل أن تظهر بعض الشقوق في البناية، عجلت بانهيارها. ومن المقرر، أن يكشف البحث الذي باشرته المصالح القضائية، والذي سيتم تعزيزه بخبرات، الأسباب الحقيقية لهذا الحادث المفجع. ووفق شهود عيان، أغلبهم من قاطني الحي المذكور الذين ساهموا بشكل كبير إلى جانب رجال الوقاية المدنية في إنقاذ أغلبية ساكني العمارات الثلاث من موت محقق، فقد أفادوا في تصريحات لبيان اليوم، أن ما وقع يعود من جهة لغياب مراقبة وتتبع أشغال البناء التي تتم بشكل واضح في عدة أحياء بالدار البيضاء، سواء كانت مرخصة أم غير مرخصة. وأضاف المتحدثون لبيان اليوم أنه لولا الألطاف الإلهية، وتواجد البعض خارج منزله في انتظار وصول وقت السحور، لكانت الفاجعة أكبر، مشيرين في الوقت نفسه، أن غبارا كثيفا غطى سماء المنطقة فور الانهيار المفاجئ للعمارات الثلاث، وأن التدخل العاجل لأبناء الحي، ساهم في إنقاذ أشخاص من الموت. وعاينت بيان اليوم، أمس، الظروف الصعبة التي يشتغل فيها رجال الوقاية المدنية، يهددهم الموت في كل لحظة، بفعل بقايا الجدران المتهدمة، التي يتواجد أغلبهم تحتها، بحثا عن أشخاص تحت الأنقاض. وغير بعيد عن مكان الحادث، تجمع أقارب الضحايا وأفراد عائلات الأسر المنكوبة أمام صيدلية «المنار» بزنقة المهدي بنبركة، في انتظار إنقاذ باقي أفراد عائلاتهم من الموت.