أقامت المغنية السورية لينا شاماميان أمسية غنائية في قلعة دمشق، مطلع هذا الأسبوع, في تجربة بث مباشر مع الجمهور الفلسطيني في قصر الثقافة في مدينة رام الله، دام ساعتين. ولكن هذا البث لم يكن متبادلا, بحيث أن جمهور رام الله، استطاع أن يتابع الأمسية الدمشقية, لكن الجمهور الدمشقي لم يشعر بوجود هذا البث إلا عبر مخاطبة المغنية للجمهور في الضفة الغربية. فلم يكن هناك شاشة تتيح تواصل الجمهور السوري مع جمهور رام الله٫ وألمح غسان شهابي, مدير «مؤسسة الشجرة للذاكرة الفلسطينية» التي قامت بالتنسيق بين دمشقورام الله, إلى «مخاوف رقابية» سورية في حال النقل من رام الله, مضيفا «الربط له محاذير». وقدمت شاماميان الأغاني التي اعتادت على تقديمها مثل «لما بدا يتثنى», و»يا محلا الفسحة», و»بالي معاك», و»حول يا غنام», و»يا شام», ومن تراث الجزيرة السورية غنت «يما لا», و»يا دلهو» التي ستكون واحدة من أغنيات ألبومها القادم «رسائل» الذي تطلقه بعد شهر رمضان. أما جديد الأمسية فكان أغنيات فلسطينية من أبرزها الأغنية التراثية المعروفة «يما مويل الهوى» من توزيع حازم العلي. وإلى جانب استعادة الأغنية الفيروزية «زهرة المدائن», غنت شاماميان «يا أم الشهيد» وقد غصت بالبكاء وهي تتحدث عن هذه الأغنية وتخاطب الجمهور الفلسطيني بالقول «لم نستطع أن نلتقي على الأرض, لكن السماء تجمعنا», في إشارة منها إلى هذا اللقاء عبر الأثير. وغنت شاماميان «أم الشهيد», و»وين ع رام الله» مع الفلسطيني إياد ريماوي, عازف الغيتار في فرقة «كلنا سوا», التي قدمت أغنيات تراثية بقالب معاصر. ومن أبرز أغاني الحفل أغنية «هوباريك» التراثية الارمنية. وقالت المغنية أثناء الحفل «دائما تجد في الأغاني الأرمنية هذه العلاقة مع الأرض, حتى لو كانت أغنية حب, دائما تجد فيها هذا الألم, ولكنها تنتهي بالأمل». وقالت المغنية الأرمنية الأصل لوكالة فرانس برس «هناك شيء مشترك مع الفلسطينيين هو هذا الإحساس بالشتات», وأضافت «مع أن الأرمن استوطنوا في البلاد التي سكنوها, إلا أنك لا بد أن ترى في أغانيهم إحساس الشتات». وروت شاماميان كيف بدأت فكرة اقامة هذا الحفل قائلة «أردت أن أحصل على موافقة الشاعر سميح القاسم لغناء قصيدته «عائدون»التي غنيتها مؤخرا, وقد اقترح علي البعض حينها أن أقيم هذا الحفل». وبحسب بعض المصادر, فإن الفكرة كانت في البداية تقضي بنقل الحفل من دمشق إلى الناصرة, لكن لا شك أن المحاذير ستكون حينها أكبر بكثير. وقالت شاماميان: «كنت أريد دائما أن أغني لشاعر فلسطيني, وكان بذهني محمود درويش، ولكنني لم أرد أن أدخل في مشكلة الحقوق». وأضافت: «كانت تدور برأسي دائما عبارة تقول «عائدون إلى كأس ماء تراق برفق على ساق فلة»، من دون أن أعرف أنها لسميح القاسم». وختمت قائلة «كنت دائما أريد أن أغني لفلسطين, ولكن أردت أن أغني حالة إنسانية لا عن الجهاد».